قالت مصادر مطلعة غير سورية لپ"الحياة"في دمشق ان"الأسابيع المقبلة"ستكون حاسمة في بيروت بين الدعوة الى إسقاط حكومة الرئيس فؤاد السنيورة وبين تشكيل"حكومة وفاق وطني"تضمن انضمام"التيار الوطني الحر"بقيادة الجنرال ميشال عون، ما يعني ضمانه مع"أمل"و"حزب الله"ما يسمى"الثلث المعطل". وقالت المصادر المطلعة على تفاصيل العلاقات السورية - اللبنانية لپ"الحياة"أول من امس"ان الامور مرت في لبنان في ثلاث مراحل: الأولى أعقبت اغتيال الرئيس رفيق الحريري، إذ ان قوى 14 آذار أُعطيت الفرصة دولياً لكنها فشلت فبقي"حزب الله"وپ"أمل"شريكين مزعجين في الحكومة. كما انها لم تنجح في إقامة جدار برلين بين لبنان وسورية، بل ان الحرب الأخيرة أدت الى العكس تماماً. وهناك أيضاً العجز عن البحث جدياً في نزع سلاح"حزب الله"وإلغاء مفهوم المقاومة". اما المرحلة الثانية بحسب المصادر نفسها فقد"بدأت عندما تيقنت هذه القوى ان سورية خرجت عسكرياً بموجب القرار 1559، لكن نفوذها السياسي بقي في لبنان. فترجمت بقرارات دولية بينها 1636 وپ1680 التي تستهدف تنظيم العلاقات السورية - اللبنانية بقرارات دولية ثم بإصدار القرار 1701 الذي يتضمن آليات لتنفيذ القرار 1559". وقالت المصادر المتابعة للوضع بين بيروتودمشق:"هناك اعتقاد بإمكانية الاستقواء على سورية بقرارات دولية، لكن الواقع انه لو صدر مئة قرار دولي فإن العلاقات السورية - اللبنانية لن تنظم بالقرارات الدولية بل بتوافق بين البلدين". وتساءلت المصادر:"ما هدف تدفق هذه القوات المتعددة الجنسية؟ هل الهدف الدفاع عن لبنان؟ هناك علامات استفهام كبيرة في شأنها خصوصاً بعد كلام المستشارة الالمانية انجيلا ميركل انها ارسلت قواتها لحماية اسرائيل". كما شككت المصادر بمدى التزام القوات البحرية بالتفاهمات من انها ستبقى بعيدة 20 كيلومتراً من الساحل اللبناني وانها ستعمل تحت امرة البحرية اللبنانية. وقالت:"انها مع القوات البرية في يونيفيل والمخافر الفرنسية لحماية الجسور، تعطي الإحساس بأنها تتحول الى قوة رادعة لخنق تيار المقاومة وتجريد"حزب الله"من سلاحه. وقد تكون لها مهمات إقليمية في أجواء الحديث عن حرب إقليمية". پوفي المرحلة الثالثة، تقول المصادر، بدأت"حملة مكثفة"من قبل قوى 14 آذار في الأيام الأخيرة لپ"تحويل نصر"حزب الله"الى كارثة باعتبار انها الفرصة الاخيرة للقبض على الحكم او ان الفشل يعني ان اميركا ستبحث عن تسويات اخرى في لبنان". وتابعت المصادر ان"المرحلة تضمنت شن حملة على عون والهجوم على"حزب الله"لابتزازه بموضوع النازحين وإعادة الإعمار في مساعٍ لخلق شرخ في الطائفة الشيعية، بالتزامن مع كلام مساعد وزيرة الخارجية ديفيد ولش ووزيرة الخارجية كوندوليزا رايس عن انشقاق بين الشيعة"، قبل ان تلاحظ وجود اتجاه يدفع نحو"اخراج"حزب الله"وپ"امل"من الحكومة للتفرد بالسلطة". وبعدما تساءلت المصادر:"ماذا سيجري لو فشل هذا السيناريو؟ هل ستدفع الامور الى نهاياتها؟"، أوضحت:"هناك الآن شد ورخي او اخذ وعطاء كما حصل في الخلاف اللبناني الداخلي على موضوع الأمن العام."اللقاء الوطني"وپ"تيار الوطني الحر"يطالبان بإسقاط الحكومة، لكن"امل"وپ"حزب الله"يطالبان بحكومة وفاق وطني". وقالت ان"الأسابيع المقبلة ستكشف في اي اتجاه تسير الامور: انضمام"امل"وپ"حزب الله"الى التيار المطالب بإسقاط الحكومة ام التمسك بخيار الحكومة الائتلافية"، قبل ان تقول انها"ترجح حكومة وحدة وطنية برئاسة السنيورة مع تشكيل"التيار الوطني"وپ"امل"وپ"حزب الله"الثلث المعطل في القرارات الكبرى للحكومة".