قال مسؤول في المحاكم الإسلامية التي سيطرت على انحاء واسعة من الصومال إنها ستتوحد في إطار جيش إسلامي واحد. وأوضح انه سيتم الاتيان بمقاتلين من المحاكم الى معسكر تدريب في ضواحي العاصمة مقديشو حيث سيوضعون تحت السيطرة المباشرة لاتحاد المحاكم الإسلامية. وقال الشيخ مختار روبو نائب مسؤول الأمن في المحاكم لوكالة اسوشييتد برس:"هذه قوة إسلامية موحدة ... سنكون أكثر تنظيماً عما قبل". وقد يُنظر الى تأسيس جيش موحد بوصفه استفزازاً جديداً للحكومة الانتقالية الضعيفة في مدينة بيداوة. والقوات الإسلامية مقسمة حالياً تقسيماً ايديولوجياً وعشائرياً، وبعض الإسلاميين تفسيرهم للدين أكثر تشدداً من بعضهم الآخر. وامتنع روبو عن اعطاء مزيد من التفاصيل عن عدد القوة ومتى ستكون جاهزة. في غضون ذلك، قال صحافيون امس الجمعة ان المسلحين التابعين للمحاكم الإسلامية الذين استولوا على مدينة كيسمايو الساحلية الصومالية أغلقوا محطة اذاعية خاصة في المدينة يتهمونها باذاعة أنباء كاذبة في شأن الاحتجاجات الرافضة لسيطرتهم على المدينة. وقالت نقابة الصحافيين الصوماليين ان المقاتلين التابعين للمحاكم الاسلامية حضروا الى مكتب اذاعة"هورن أفريك"في كيسمايو في ساعة متقدمة مساء الخميس وأمروا الطاقم بوقف البث. وكان الإسلاميون الذين يسيطرون على مساحات شاسعة في جنوبالصومال استولوا على كيسمايو الإثنين من دون مقاومة، غير أن وصولهم قوبل باحتجاجات عدة. وقال أحمد محمد مدير محطة"هورن أفريك"ان ثلاثة من مراسلي المحطة احتجزوا لفترة وجيزة أمس. وأضاف ل"رويترز"هاتفياً:"اعتقل ثلاثة من مراسلينا هذا الصباح. اضطررت للفرار الليلة قبل الماضية لتجنب الاعتقال". وقال:"انهم يقولون اننا أذعنا معلومات كاذبة في شأن الاحتجاجات الأخيرة وإن لنا صلات بالادارة السابقة". لكنه نفى ان تكون للمحطة علاقات مع تحالف وادي جوبا وهو سلطة مستقلة كانت تسيطر على المنطقة المحيطة بكيسمايو قبل سيطرة الاسلاميين عليها. وأخذ الاسلاميون يوسعون نفوذهم بسرعة بعد الاستيلاء على العاصمة مقديشو من زعماء الفصائل المدعومين من الولاياتالمتحدة في حزيران يونيو الماضي، وباتوا يحيطون بالحكومة الموقتة المدعومة من الغرب من ثلاث جهات. وتتخذ الحكومة الموقتة من بلدة بيداوة الإقليمية مقراً لها. وقالت ساهرة عبدي، وهي واحدة من بين الصحافيين الذين احتجزوا، ان تحذيرا وجه اليهم بخصوص تغطيتهم الصحافية. وقالت:"طلبوا منا تجنب إثارة الوضع المشحون بالفعل". وقال ابراهيم شكري، المسؤول في المحاكم، ان المحطة الاذاعية أغلقت لنشرها معلومات كاذبة. واضاف"اعتبرناهم خطراً على الأمن. عليهم مسؤولية وينبغي ألا يبثوا أنباء كاذبة". ونفى شكري تقارير بأن طفلاً قتل خلال أحد الاحتجاجات وبأن مقاتليه أحرقوا علماً صومالياً لدى وصولهم الى المدينة الاثنين. وكانت وسائل إعلام نقلت النبأين على نطاق واسع عن شهود. لكن شكري قال:"العلم لم يحرق... لقد تم انزاله". وأضاف:"ذكروا أيضاً أن طفلاً قتل خلال الاحتجاج الأول... لكن لم يكن هناك قتلى. وذكروا كذبا أول من أمس أننا اعتقلنا نساء وعذبناهن واغتصبناهن بينما كن في الحجز عندنا. هذه اتهامات خطيرة وكاذبة". وقال رئيس الوزراء الصومالي علي محمد جدي أمس ان كينيا واثيوبيا ستساعدان حكومته إذا هاجم الإسلاميون مقرها في بيداوة. وقال للبرنامج الأفريقي في شبكة هيئة الاذاعة البريطانية"بي. بي. سي."ان"قوات اثيوبية الى جانب قوات كينية وضعت في حال تأهب... تحسباً لمحاولة أي قوات خارجية أو داخلية مهاجمة الحكومة الانتقالية".