"تفعيل دور المرأة السعودية" كان عنوان الزيارة التي قامت بها الى السعودية إرين والش مستشارة ليز تشيني مساعدة وزير الخارجية الأميركية. وفي حديث خاص الى"الحياة"تحدثت والش عن نظرتها الى المرأة السعودية والتقدّم الذي أحرزته والتحديات التي ما زالت تلوح في الأفق، إضافة الى مهمة تفعيل دور المرأة الذي هو"قضية"عالمية. وأكّدت أنّ بلادها"تعمل مع لجان المرأة في منطقة الشرق الأوسط وفي دول الخليج". وعن التقدّم الذي أحرزته المرأة السعودية، قالت والش إنّها"أحسّت بتطور ملحوظ. ففي زيارتي للمنطقة الشرقية وحضوري أولى الحملات الانتخابية التي تخصّ المرأة، طلبت منّا السيدات إعطاءهن دورات تدريبية في ما يخص الانتخابات للاستعداد للسنوات المقبلة". أما برنامج"ميبي"فينظم دورات تدريبية لمشاركة المرأة في الحملات الانتخابية، ما سيزيد مجال التعاون, حسب ما أوضحته والش. التي اشارت الى أن الهدف الأساسي لزيارتها هو البحث في امكان تفعيل دور المرأة اقتصادياً وتجارياً، ومناقشة مشاريع مشتركة من خلال مؤسسة التعليم العالمي، وقوانين الأسرة، وحقوق المرأة، إضافة إلى العنف الأسري الذي يشمل كلاً من المرأة والطفل". ومثل غيرها من مسؤولات أميركيات زرن السعودية وبحثن شؤون المرأة، لم تفاجأ والش بواقع السعوديات. إذ تقول:"تتشابه النساء في كل العالم، والمرأة السعودية أفضل بكثير. وإذا تحدثنا عن عامل الوقت وسرعة التغيير، فقد تجاوزت توقعاتي، هذا إضافة إلى جمالية شخصية المرأة السعودية". وتضيف:"يستطيع الجميع أن يقرّ بأنه حدث تغيير جذري في السعودية أخيراً. نحن هنا لنقف إلى جانب المرأة السعودية، ولتوفير الدعم وتبادل المعرفة، ليتسنى لها الانتقال إلى المرحلة التالية". وتقول والش أنها لمست تجاوباً من المرأة السعودية في المشاركة في قضاياها، وتضيف:"ما رأيته ولمسته ليس فقط تجاوباً، وإنما رغبة في المشاركة، وشعرت بأن أياديهن مفتوحة بكل مسرّة، ووجدت لديهن الحماسة والتعطّش للمعرفة والشراكة". وتشارك والش في برنامج"ميبي"الذي أطلقته الإدارة الأميركية لدعم المرأة في منطقة الشرق الأوسط. وهي تؤكد أن المشروع يستطيع أن ينشئ حلقة تواصل بين الدول المشاركة في المشاريع المختلفة". وتوضح:"لدينا مشاريع تشترك فيها النساء في المنطقة ككل، إضافة إلى مشاريع أخرى محلية. فعلى سبيل المثال، هناك مجالات مختلفة تطرقنا إليها في نقاشاتنا في ما يخص حقوق المرأة، لأنها تعتبر من ضمن حقوق الإنسان". وتتطرّق المسؤولة الأميركية الى المزايا التي سيقدمها برنامج"ميبي"، خصوصاً في الجانب الاقتصادي. إذ أنّ"أحد المشاريع التي تخص المرأة السعودية هو تشكيل شبكة لسيدات الأعمال في المنطقة، وقد افتتحها"ميبي"في تونس وشاركت فيها اكثر من 200 امرأة في المنطقة ككل. ودارت نقاشات جدية عن الخطوة التالية، وإمكان تعزيز المشروع ليصبح أقوى من خلال الحوار". وتضيف:"بدأت سيدات أعمال بتشكيل اتحادات في دولهن للعمل معاً على تبادل الخبرة المعرفية في ميادين التسويق، والمبيعات، والمال، والموارد البشرية، وكل ما هو مواكب للعصر. بالتالي ونتج من تلك اللقاءات تشكيل اتحادات تجارية في ست دول من بين 16 دولة. أما المشروع الثاني فهو إعداد شراكة مع مؤسسة التعليم العالي وشركة"مايكروسوفت"، تتضمن تدريباً على الكومبيوتر وتقنيات التجارة ومهارات تجارية ومشاريع أخرى عدة. وتتابع:"كما أنّ هناك أيضاً برنامجاً لتعليم الطالبات مهارات مختلفة، وتقوية قدراتهن القيادية، إضافة إلى أنّ"ميبي"يدعو السعوديات إلى المشاركة في دورات في أميركا، مختصة بتدريس إعداد الحملات الانتخابية". ورداً على سؤال حل امكان تحقيق المرأة السعودية أهدافها، أجابت والش:"أعتقد أن الإرادة موجودة لديها، وما تحتاجه هو التنظيم. لأنه إذا توافرت الفرصة ولم تستغلها النساء للالتفاف حول بعضهن بعضاً، فلن ينجحن. والسعوديات مستعدات للتعاون مع مختلف شرائح المجتمع ومستعدات للتطوير".