تباينت آراء مجلس المحافظة في البصرة حول قرار رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي تجريد المجلس من صلاحياته، فيما انتقدت شخصيات سياسية في النجف الضغوط التي تمارسها احزاب شيعية لتفعيل مشروع الفيديرالية. ووصف مناضل عبد خنجر، رئيس اللجنة الاقتصادية في مجلس محافظة البصرة، القرار الذي أصدره المالكي بتشكيل لجنة طوارئ وتجريد مجلس محافظة البصرة من صلاحياته الأمنية بأنه"ليس له موجب"، مشيراً الى انه"كان بالإمكان العمل على تغيير بعض القيادات في جهاز الشرطة من دون اللجوء إلى مثل هذا القرار". واضاف ان"معظم أعضاء المجلس سيقفون ضد القرار"الذي اعتبره"الخطوة الأولى لتطبيق صيغة إقليم الجنوب على البصرة". ولفت الى ان"بعض أعضاء مجلس المحافظة قدموا طلباً إلى مجلس الوزراء لتفعيل فكرة إقامة فيديرالية البصرة منفردة من دون انتظار انضمام محافظتي الجنوبية العمارة والناصرية". من جانبه قال نصيف جاسم نائب رئيس مجلس محافظة البصرة عن قائمة"حزب الفضيلة"ان مجلس المحافظة يرفض القرار، واضاف"كان يكفي إصدار قرار خاص بعمل الأجهزة الأمنية للحد من تردي الوضع على رغم أن البصرة تنعم بهدوء نسبي هذه الأيام". ويعتقد بعض السياسيين في البصرة قرار تجريد مجلس محافظة المدينة من صلاحياته الامنية بأنه يأتي في اطار سعي"المجلس الأعلى للثورة الإسلامية"بزعامة عبدالعزيز الحكيم لضم البصرة إلى إقليم الجنوب الذي يسعى المجلس لاقامته. وكان المالكي أصدر قراراً شكل بموجبه لجنة للطوارئ واسعة الصلاحيات مكونة من اللواء علي حمادي طاهر رئيساً واللواء عبد الخضر مهدي الطاهر عضوا والعميد علي إبراهيم عضوا، جرد بموجبها المحافظ وأعضاء مجلس المحافظة من كثير من صلاحياتهم الإدارية والتنفيذية. من جهة أخرى، يرى التيار الصدري وحزب الفضيلة انه لا يمكن تطبيق الفيديرالية الآن بينما تقول المرجعية الدينية ان الامر يعود الى الشعب. وقال صاحب العامري احد قياديي التيار الصدري ل"الحياة"ان"الفيديرالية مبدأ اسلامي لكن يصعب تطبيقها في الوقت الحاضر ..."مشدداً على"عدم القبول بالفيديرالية الا بعد خروج المحتل"، مشيراً الى ان"الذين يدعون الى الفيديرالية يريدون السيطرة على اقليم الجنوب ونهب خيراته وربطه بإيران". ولفت النائب صباح الساعدي حزب الفضيلة الى ان"الشعب غير مهيأ الآن لاقامة فيديرالية الوسط والجنوب"مشدداً على القوى التي تدعو الى الفيديرالية الان ان توفر الخدمات والامن الى الشعب قبل ذلك. وكان استطلاع للرأي اجراه مركز النجف للدراسات والبحوث الاستراتيجيةأخيراً بّين ان 85 في المئة من الذين استطلعت آراؤهم يرفضون الفيديرالية.