ترشحت الأزمة السياسية في أوكرانيا للعودة الى نقطة الصفر بعدما أرسل الرئيس الأوكراني فيكتور يوتشينكو إشارات أمس، بتوجهه الى حل البرلمان الجديد والدعوة الى انتخابات مبكرة تسعى القوى الديموقراطية خلالها الى حشد قدراتها لمواجهة انتصار جديد يرجح ان تحرزه المعارضة القريبة من موسكو. وتنتهي اليوم الأربعاء، المهلة الدستورية الممنوحة لرئيس البلاد من اجل تسمية رئيس وزراء جديد. لكن الخلافات المتواصلة بين الأطراف المختلفة حالت دون تشكيل تحالف يحظى بغالبية برلمانية، ما دفع يوتشينكو الى"آخر الخيارات"بحسب وصفه، وهو حل البرلمان والدعوة الى انتخابات اشتراعية جديدة. وبدأ الرئيس الأوكراني مشاورات مع الاحزاب المختلفة قبل اعلان قراره النهائي المتوقع اليوم. وجاء هذا التطور بعد وصول ندوة الحوار الوطني التي أطلقها يوتشينكو ودعا اليها ممثلي القوى الأوكرانية المعارضة الى حائط مسدود، اذ فشلت الأطراف في التوصل الى صيغة توافقية لوثيقة الوحدة الوطنية التي طرحها الرئيس الأوكراني. وتركز الخلاف على البنود المتعلقة بالعلاقة مع حلف شمال الأطلسي وروسيا ومسألة اعتماد الروسية لغة رسمية ثانية، إضافة الى توسيع صلاحيات الأقاليم الشرقية الناطقة بالروسية في إدارة شؤونها الذاتية. والبندان الأخيران هما المطلبان الأساسيان للمعارضة التي يقودها رئيس الوزراء السابق فيكتور يانوكوفيتش الذي يعارض كذلك توجهات الحكومة الأوكرانية الحالية للتقارب مع حلف شمال الأطلسي. وقالت مصادر قريبة من يانوكوفيتش امس، انه قدم الى يوتشينكو صيغة اشتملت على"حل وسط"لتجاوز النقاط الخلافية وتوقيع الوثيقة، الأمر الذي كان سيعني إقامة تحالف بين الخصمين السابقين انضم اليه اخيراً الحزب الاشتراكي الأوكراني الذي يترأسه رئيس البرلمان الجديد الكسندر موروز، فيما تعد رئيسة الوزراء السابقة يوليا تيموتشينكو ابرز معارض له. وبحسب المصادر، فان الحل الوسط المقترح نص على"إقامة علاقات منفعة متبادلة مع الأطلسي، وعرض مسألة انضمام أوكرانيا الى الحلف على استفتاء شعبي"و"إقامة علاقات وثيقة مع روسيا وسائر دول الجوار"، لكن هذه الصيغة لم تحظ بقبول يوتشينكو.