لم يجد سبعيني «أمي» سوى الاستعانة بموظفين في المركز الانتخابي رقم 508 في جنوبجدة لاختيار المرشح الذي يرغب في التصويت له. فيما سجل المركز نفسه سابقة جديدة تمثلت في وجود أربعة ناخبين أمام أبوابه منذ الساعة السابعة صباحاً حرصاً منهم على التصويت لمرشحيهم على رغم أن عملية التصويت حددت بعد ساعة من وقت حضورهم. وأرجع المسن (أبو محمد) سبب «الاستعانة» بموظفي المركز إلى عدم قدرته على القراءة والكتابة، بيد أنه بعد إنهائه عملية التصويت شدد على أنه لم يعد هناك مجاملات لدى الكثير من الناس، مؤكداً أن المرشح القادر على خدمة المواطن سيحظى بالعدد الأكبر من الأصوات من دون كلفه أي عمليات دعائية أو غيرها. وأبان رئيس المركز الذي أدلى فيه المسن بصوته خالد الغامدي ل«الحياة» أنه فوجئ بالمسن وهو يلج إلى المركز من أجل منح صوته لأحد المرشحين، وقال: «عندما أبلغنا أنه «أمي» اتخذنا قراراً بتحديد موظفين في المركز لمرافقته لإنهاء الإجراءات الخاصة بالتصويت حتى تمكن من اختياره في صناديق الاقتراع». وأضاف أن هناك الكثير من الحالات التي وصلت للمركز لعدد من الناخبين، مشيراًَ إلى أن إجراءات التصويت جرت بشكل جيد، كما أن هناك ناخبين متحمسين للتصويت لمرشحيهم. وعن مشاهد أخرى، ذكر الغامدي أن أحد الناخبين دخل إلى المركز وهو في حال عصبية زائدة بسبب الوقت الكثير الذي استغرقته عملية بحثه عن المركز الانتخابي، بيد أنه عاد إلى موظفي ومراقبي الانتخابات في المركز واعتذر منهم جميعاً، بعد أن تمكن من الإدلاء بصوته لمرشحه. وأشار مدير المركز 508 إلى أن عملية الاقتراع سارت بشكل جيد خصوصاً أن الأبواب فتحت منذ وقت باكر وفق المحدد لها، موضحاً أن الناخبين بدأوا في التوافد على المركز منذ الساعة السابعة صباحاً ما يعكس ارتفاع الثقافة الانتخابية لدى الناخبين في جدة. وعلى عكس ساعات الصباح الأولى التي لم تشهد إقبالاً كبيراً من الناخبين، بدأت الأعداد في الازدياد بعد صلاة الظهر، إذ سجل المركز الانتخابي المذكور كثافة في الناخبين قبل إغلاق صناديق الاقتراع لرفعها وفرزها.