الخبيزة نبات عشبي معمر ينتمي الى الفصيلة الخبازية، وله أنواع عدة، منها البرية التي تجنى لتؤكل، أو لتستعمل في الطبابة، ومنها التي تزرع فقط للحصول على أزهارها، أو لأكل أوراقها بعد طبخها. وتعرف الخبيزة بأسماء أخرى متنوعة مثل: رقمة، رقمية، خبازي، خباز، خبازة. وتنمو بكثرة في المروج والغابات، وعلى ضفاف الأنهر والطرقات والوديان، وحول المنازل، وسفوح الجبال. وعرفت الخبيزة منذ القدم نظراً الى مزاياها العلاجية. فالعالم الاغريقي ديوسقوريدس استعملها مخلوطة بالزيت لعلاج الحروق ولدغ الأفاعي، ووصف جذورها المغلية بالسكر لعلاج السعال والاضطرابات الهضمية. ويروى ان الامبراطور الروماني نيرون كان يتباهى بجمال بشرته، وكان يعزو هذا الجمال الى شرب منقوع الخبيزة يومياً. أما عالم الرياضيات والفيلسوف بيتاغور، فقال عن الخبيزة انها تُطلِق المعدة. وفي مدرسة ساليرنو للطب في إيطاليا، كانت الخبيزة تحتل مكانة مرموقة ومحترمة، وأطلقوا عليها اسم"حشيشة الجبن". الأطباء العرب عرفوا الخبيزة عن كثب، وأجازوها في استعمالات كثيرة، فابن سينا ذكرها في كتابه"القانون"، وقال عنها:"ان ورق الخبيزة مع زهرها مليّن للصدر، ومدرّ للبن، ومسكّن للسعال، وبذرها أجود منها في إزالة خشونة الصدر". أما الطبيب داود الانطاكي، فذكر عن الخبيزة انها"تلين وتطفئ اللهب والصفراء، وتنفع في الحكة والجرب وقروح الأمعاء وخشونة القصبة، وحرقة البول والسدد وأوجاع الطحال واليرقان أبو صفار". أما التركماني فكتب:"ان الخبيزة إذا طبخت بالدهن وضمدت بها الأورام الحادثة في المثانة والكلى نفعت. كما ان ورق الخبيزة مع زيت الزيتون ينفع في حِرق النار، كما يمضغ الورق لتليين الصدر وإفراز اللبن وفتح السدد في الكبد، والزهر نافع لقروح الكلى والمثانة شراباً وضماداً. تحتوي الخبيزة على مكونات مختلفة منها مواد لعابية، ومواد نشوية، ومواد عفصية، وسكر، وزيت طيار، وزيت ثابت، والهليونين، وحامض الليمون، وحامض الصفصاف، وحامض الفينوليك، إضافة الى بعض المركبات المعقدة مثل الكيرسيتين والانتوسيانات، الى جانب بعض الفيتامينات، مثل الفيتامين أ، والفيتامين ب، والفيتامين ث. تنقع جذور الخبيزة في الماء البارد، فيستخلص منها مواد لعابية يمكن الإفادة منها في علاج التهابات اللثة والأغشية المخاطية للفم، وكذلك في علاج القرحة والاثني عشرية، والسعال الديكي، والتهاب الرئة، والربو، والتهاب الحنجرة، ومن جذور الخبيزة يمكن الحصول على سائل أبيض شديد المرارة تلجأ اليه النساء لوضعه على الثدي بهدف إفطام الرضيع. وبالنسبة الى أوراق الخبيزة، فهي تتمتع بمواصفات مطهرة وقاتلة للجراثيم والفطور. ومن أجل هذا الهدف، تقطع الأوراق صغيرة، ثم توضع في الماء وتغلى على نار هادئة، ومن ثم تترك لتبرد ساعات عدة لتصفى بعدها، فينتج عنها شراب يؤخذ منه كأس الى كأسين يومياً، بعد تناول وجبات الطعام. وإذا أخذ هذا الشراب على الريق مع البقاء من دون سوائل ولا مآكل حتى الظهر، فإنه يساعد في القضاء على الديدان المعوية، خصوصاً دودة الاسكارس والانكلوستوما. أيضاً، يمكن استعمال مغلي الأوراق كغسول للأعضاء التناسلية عند المرأة، من أجل التخفيف من وطأة الالتهابات والاحتقانات فيها. أما عن مغلي الأزهار الخبيزة، فهو نافع في ترطيب الأمعاء، وفي الحد من مغص البطن، وفي معالجة الكثير من المشكلات الهضمية، مثل التهاب المعدة والقرحة المعدية - المعوية، كما يفيد التخفيف من وطأة الحمى، وفي إدرار البول، وفي لجم نوبة الربو.