عرفت الذرة للمرة الأولى في بلدان أميركا اللاتينية، وبالتحديد في البيرو حيث عثر العلماء في مقابر"الانكا"على أصناف متعددة منها. ومن هناك انتقلت الى إسبانيا، ومنها الى فرنسا وبقية أنحاء أوروبا، ومن بعدها انتشرت زراعتها في بقية أصقاع الدنيا من بينها البلدان العربية. وفي البداية استعملت الذرة كعلف للحيوانات ثم لم تلبث ان اتخذها الإنسان غذاء له خصوصاً في الأماكن التي يقل فيها القمح. وتؤكل الذرة في أيامنا هذه، إما مشوية وإما مسلوقة بعد إضافة الملح أو الزبدة إليها، ويصنع من حبوبها البوشار أو الفوشار، أما دقيقها فيستخدم لصنع الخبز وفي إعداد بعض المأكولات. وتتمتع الذرة بالمواصفات الآتية: - ان الذرة غنية بالسكريات، وهذه تشكل 20 في المئة تقريباً من وزنها، وهو محتوى عالٍ مقارنة مع النباتات الأخرى. أما عن طبيعة هذه السكريات فهي تختلف بحسب نوع الذرة، ويعتبر سكر السكروز هو الغالب، إذ يمثل 50 الى 60 في المئة من تلك السكريات، أما النسبة الباقية فتتوزع على النشاء، والديكسترين والغلوكوز، والفركتوز، والمالتوز، والمانيتول. - تحتوي الذرة على كمية متواضعة من البروتينات، ومع ذلك فإن هذه تفوق مثيلتها الموجودة في الخضروات، وكما هي الحال في عالم النبات، فإن هذه البروتينات ليست كاملة، إذ تفتقد الى بعض الأحماض الأمينية الأساسية التي يقدر الجسم على صنعها، من هنا ضرورة إضافة مصادر بروتينية أخرى من أجل سد النقص الحاصل في الذرة من تلك الأحماض. - بالنسبة الى المواد الدهنية، تختلف الذرة أيضاً عن الخضروات الطازجة بغناها بهذه المواد، فمن الذرة يستخرج زيت له أثر طيب على استقلاب الشحوم في الجسم، فهذا الزيت غني بالأحماض الدهنية وحيدة وكثيرة عدم الإشباع التي تسهم في خفض مستوى الكوليسترول السيئ في الجسم، ولهذا فزيت الذرة مفيد في معالجة تصلب الشرايين. أيضاً، فزيت الذرة غني بالستيرولات النباتية التي لها كلمتها في خفض أرقام الكوليسترول العالي في الجسم. - الذرة غنية بمضادات الأكسدة، فهناك المركبات الفينولية، وحامض الفيروليك واحد من أهمها، وهو يتوافر بكمية لا مثيل لها في نخالة الذرة. والى جانب هذه المركبات الفينولية هناك مركبات الكاروتينيدات لوتيئين. زيكزانتين، والانتوسيانات، والتوكوفيرول، وكلها لها أهمية قصوى في محاربة الجذور الكيماوية الحرة التي تشعل فتيل الكثير من الأمراض خصوصاً السرطان والشيخوخة. - تحتوي الذرة على كمية معتبرة من الألياف، فكل 100 غرام منها يعطي 4 غرامات. وكما هو معروف، فإن حاجة الشخص من الألياف تبلغ 20 الى 25 غراماً يومياً، فهي ضرورية جداً لإثارة حركات الامعاء والقضاء على الإمساك داء العصر. * من جهة الفيتامينات، نجد في الذرة رزمة من بينها مجموعة الفيتامين ب ب1، ب2، ب3، ب5، ب9، والفيتامين ث، والفيتامين أ، والفيتامين ه E. - على صعيد المعادن، تحتوي الذرة على الكثير منها، على رأسها البوتاسيوم، ثم الفوسفور، والمغنيزيوم، والكلس، والحديد، والزنك، والنيكل، والمنغنيز، والنحاس، واليود، والسيلينيوم. بقي أن نعرف انه يستخرج من الذرة نشاء مغذٍ، وتصنع منه حقن شرجية توصف للأطفال المصابين بالنزلات المعوية. كما لشباشيل الذرة أهميتها الطبية، فهي تحتوي على الكثير من المركبات النافعة، ولهذا يوصف مغليها لعلاج حالات كثيرة، مثل التهاب المثانة، وحصر البول، والرمال البولية، والنزلات البردية، وأمراض القلب، وأمراض الكبد، والتهابات المرارة. ويعد نبات الذرة من أهم النباتات الذي تجري عليه المناورات الوراثية من أجل أهداف غذائية وعلاجية وطبية. أما في شأن استهلاك الذرة العرانيس فهذه يجب عدم خزنها لفترة طويلة، ومن الأفضل استهلاكها فوراً، لأن السكر الطبيعي الذي فيها يتحول الى النشاء، وتفقد من طعمها العادي اللذيذ، أيضاً، يجب عدم اضافة الملح الى الماء الذي تسلق فيه الذرة، لأن هذا يسحب قسماً لا بأس به من الماء الموجود في حبوب الذرة، الأمر الذي يجعلها قاسية وصعبة المضغ.