لم تكن الرحلة البرية التي قطعها فريق الإغاثة السعودي للوصول إلى العاصمة اللبنانيةبيروت عبر الحدود السورية، والتي استغرقت قرابة خمس ساعات، خالية من القلق مصحوباً ببعض الخوف، لجهل اعضاء الفريق بالمستقبل الذي ينتظرهم في دولة تنعرض للقصف الصهيوني. ويزداد القلق عند سماع نغمة رسالة تصل الى هاتف احدهم، ويتحول القلق رعباً عند سماعه للنغمة نفسها، بعد تخطي المنفذ الجمركي اللبناني. عبدالله أحد عناصرالفريق، أول من يطلع على الرسائل لأنها تصل الى هاتفه. بعد فتح الرسالة يقرأها بصوت عال. الرسائل تنصب على هاتف عبدالله كل خمس دقائق تقريباً. مع كل منها، يسود صمت وينتظر الفريق الاخبار. تردد عبدالله كثيراً في قراءة آخر رسالة مع دخول الفريق لمدينة طرابلس، ثم أخذ يقرأها بصوت خفيض فيما طالبه رفاقه برفع صوته، خصوصاً أنهم وصلوا إلى الدولة التي تخوض نار الحرب، وسماؤها تمطر صواريخ وقذائف. وبعد إلحاح من الفريق قرأ عبدالله الرسالة بصوت لا يخلو من الخوف، وهي لم تكن عبارة عن كلمات ترحيبية من الشركة المشغلة للهواتف الخليوية، كما اعتاد عبدالله عند وصوله لأي دولة عربية، أو من أقربائه أو من أحد أصدقائه للاطمئنان عليه. بل كانت"الرسالة المشؤومة"، كما وصفها بعض الفريق، متضمنة أخبار القصف الإسرائيلي على جنوبلبنان التي لم تنقطع عن الفريق مثلما لم ينقطع القصف الاسرائيلي. قرر عبدالله من دون مشاورة زملائه إغلاق هاتفه حتى وصوله إلى مكان الإقامة المخصصة للفريق الإغاثي.