نعرف أن كتابة القصص تتطلب صفاء وقراءتها تستدعي الهدوء. نعرف أن أحرفها تحبّ التحلّق حول المعنى. نعرف أن كلماتها تفضّل الاستراحة على بياض ناصع. نعرف أن أسطرها تعشق أن تتمطّى على الصفحات. نعرف أن صفحاتها تغار من أحرفها، فتلملم شملها في كتاب. نعرف أن الكتاب تفوح منه القصص. نعرف أن اليدين تحتضنانها بحنان وتنتدبان إصبعاً أو اثنتين - لا أكثر - من أصابعهما، لتقليب الأوراق بخفّة. نعرف أن العينين تلاحقان الكلمات، كمطاردة سينمائية. نعرف أن القلب يخفق من شدّة التشويق. ... ونعرف أن الدماغ يهدأ كلما نفث جرعة من خيال. إذاً، لمن كُتبت القصص القصيرة في ملحق"أسرة"، هذه المرة. قصص وألعاب من خارج الصحافة، جمعها زملاء أو كتبوها. فأتت ممن لهم باع في القصّ، وممن ليس لهم أي خبرة فيه. وهؤلاء أرادوا، كما فعل أولاد من السعودية ولبنان، أن يساهموا في لعب دور الراوي لتسلية أنفسهم وكل من يلمّ ببلده اضطراب... طُلب من صاحب قلم أن يدعو زملاءه في الكتابة إلى المشاركة في هذا المسعى. فلم يقع على"اسم"سبق له أن قدّم أدباً للأطفال، على حد زعمه. أليس لدى الشاعر أو الراوي أو المفكّر أولاد أو أحفاد"يفبرك"لهم حكاية؟ الحكايات لم تعد حكراً على الجدّات، في هذه الأيام. والأولاد لا وقت لديهم ليتحلّقوا حولهن، فهم منشغلون في مسائل حياة أو موت. ولعلّهم لم يعودوا في حاجة إلى مراجعتكم، فهم سيروون حكاياهم. ... ثمة أطفال، آخرون، صاروا يرسلون قصصهم بپ"البريد الحربي". ملاحظة: يمكنكم متابعة هذا العدد من "أسرة" عبر موقع "دار الحياة" ، www.daralhayat.com، تحت باب "أسرة" . وقصص أخرى ستُنشر تباعاً في أعداد مقبلة.