رفض الرئيس السوداني عمر البشير أمس لقاء مساعدة وزيرة الخارجية الأميركية للشؤون الافريقية جنداي فريزر، على رغم سعي بعض القريبين منه إلى إقناعه باستقبالها. وهي سلّمت الرسالة التي تحملها من الرئيس جورج بوش إلى مستشاره الدكتور مجذوب الخليفة الذي أبلغها رفض البشير نشر أي قوة أممية في دارفور"مهما كانت المبررات". وعُلم من مصادر رئاسية أن الرئاسة السودانية اعتذرت إلى المسؤولة الأميركية عن أن ارتباطات البشير لن تسمح له بلقائها، وطلبت منها تسليم رسالة بوش إلى مستشاره. وكان برنامج زيارة فريزر المعلن من وزارة الخارجية قبل وصولها يشمل لقاء مع البشير. وعلمت"الحياة"ان رسالة بوش إلى البشير حملت تهديدات مبطنة بأن حكومته ستواجه عواقب وخيمة في حال رفضها نشر قوات دولية في دارفور في مكان القوة الافريقية، كما تحمل الرسالة حوافز تشمل رفع العقوبات الإقتصادية والديبلوماسية التي تفرضها واشنطن على الخرطوم منذ نحو 13 عاماً، وتسريع رفع إسم السودان من لائحة الإرهاب واستكمال تطبيع العلاقات بين البلدين وترفيعها الى مستوى سفير، وإقناع رافضي اتفاق سلام دارفور بالإنضمام اليه. وأفيد أن البشير طلب من مستشاره الخليفة الذي تلقى رسالة بوش، إبلاغ فريزر رفضه تحويل مهمات القوات الأفريقية في دارفور الى المنظمة الدولية بلغة"واضحة ومحددة ومباشرة"ومن دون أي مساومة حتى تنقلها بدورها الى الرئيس الأميركي لكنه طلب إبقاء باب الحوار مفتوحاً من أجل التفاهم. في غضون ذلك، اتفق السودان واريتريا على إنشاء جهاز للتشاور المبكر تحسباً لأي إشكالات ومعالجتها قبل وقوعها، واعلنا العزم على"إفشال مخططات قوى الهيمنة"من خلال مزيد من التقارب والتنسيق الاستراتيجي. وعلمت"الحياة"ان الحكومتين السودانية والاريترية اتفقتا على تكوين ما سمتاه"جهاز التشاور المبكر"تحسبا لأي مشكلات قد تقع ومعالجتها قبل حصولها، واعلنتا العزم على"افشال مخططات قوى الهيمنة بالمزيد من التقارب والتنسيق الاستراتيجي"، مع الدعوة إلى إصلاح أجهزة المنظومة الدولية لتصبح"أكثر عدلاً". واتفق مسؤولو الحزبين الحاكمين في الخرطوم وأسمرا "المؤتمر الوطني"السوداني و"الجبهة الشعبية للديموقراطية والعدالة"الاريترية على تعزيز فرص الاستقرار في المنطقة، والسعي إلى تفاهم مع القوى السياسية الفاعلة فيها من أجل تنسيق المواقف والتنبيه إلى خطورة التدخل الأجنبي في السودان والصومال. وفي السياق ذاته، أكد عبدالله جابر، مسؤول الشؤون التنظيمية في الحزب الحاكم الاريتري، إن بلاده تقف مع السودان ضد التدخل الأجنبي في دارفور، واعتبره محاولة لفرض الوصاية الدولية. ووصف التدخل الأجنبي بأنه تعدٍ على السيادة السودانية. وفي نيويورك رويترز، حذر مسؤول كبير في الأممالمتحدة مجلس الأمن من ان منطقة دارفور على شفا كارثة انسانية جديدة تهدد"بسقوط كثير من الضحايا". وأضاف منسق شؤون الإغاثة في الأممالمتحدة يان ايغلاند في تصريحات معدة لالقائها في جلسة مغلقة لمجلس الأمن، انه من دون تحسين الظروف للحفاظ على سلامة موظفي الإغاثة وزيادة قدرتهم على الوصول الى المحتاجين ووضع نهاية للعنف في المنطقة فقد تنهار عملية الاغاثة الدولية في دارفور الأمر الذي يهدد حياة مئات الالاف من البشر.