دعت باريس أمس الى حوار مع طهران، مشددة على ضرورة تجنب تصعيد النزاع معها، لئلا يؤدي ذلك الى"صدام حضارات". ورجحت"اتصالات تقنية"قريباً بين ايران والدول الست التي قدمت اليها عرض الحوافز، بهدف توضيح رد طهران على العرض الهادف الى اقناعها بوقف تخصيب اليورانيوم، فيما اتفق الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا مع سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني على اجراء محادثات قريباً. تزامن ذلك مع دعوات في ايران الى الحوار لتسوية الأزمة. وفي وقت وصف الرئيس الفرنسي جاك شيراك في اجتماعه مع المستشارة الالمانية انجيلا مركل الرد الإيراني على عرض الحوافز ب"المبهم"، راوحت ردود فعل عواصم الغرب بين اعتبار الرد "غير مرض"أو"غير مناسب"، فيما أوضح وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير ان طهران طلبت في ردها على العرض، ضمانات بأنها لن تواجه عقوبات في مجلس الأمن، وأضاف:"هذا غير مقبول". ووضعت موسكو حدوداً لتجاوبها مع الضغوط الغربية على ايران، مؤكدة أن الحديث عن عقوبات"غير مناسب حالياً". وقال وزير الدفاع الروسي سيرغي ايفانوف امس، إن"خطورة الوضع لم تصل الى هذا الحد"، مبدياً تأييد بلاده"بذل مزيد من الجهود السياسية والديبلوماسية لتسوية المسألة". راجع ص8 وقال شيراك في مؤتمر صحافي مع مركل في باريس إن رد طهران"مبهم بعض الشيء، خصوصاً في ما يتعلق بأشكال التعليق النهائي لنشاطاتها الحساسة"في اطار برنامجها النووي، فيما اعتبرت المستشارة الألمانية ان الرد الايراني"لم يتطرق الى عناصر أساسية، خصوصاً تعليق ايران نشاطاتها الخاصة بتخصيب اليورانيوم". وفي وقت رأى سولانا ان هناك"حاجة الى مزيد من المحادثات مع ايران"لتعديل"بعض التعابير"في مضمون ردها، كشف انه اجرى اتصالين هاتفيين بلاريجاني المكلف الملف النووي. وقال:"اتوقع محادثات في الأيام المقبلة للحصول على توضيح ومعرفة كيف يمكننا دفع العملية قدما". في غضون ذلك، واصلت واشنطن التصعيد ضد طهران. واعتبر نائب مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى غوردون غراي، في لقاء مع صحافيين عرب حضرته"الحياة"، أن ايران تشكل"تهديداً مستمراً لأمن الخليج"، وجدد التزام الولاياتالمتحدة"ردع"طهران عن"تحقيق طموحاتها النووية والتوسعية المزعزعة لاستقرار المنطقة". وأكد المسؤول الأميركي نية واشنطن الابتعاد عن العقوبات الاقتصادية"الشمولية"المتعلقة بقطاعي النفط والتجارة الايرانيين، وحصرها بعقوبات"منع سفر أو تجميد أموال أو بيع أسلحة"للنظام الايراني. ايران في طهران، اكد الرئيس محمود احمدي نجاد لدى استقباله السفير الألماني بارون باول مالتسان ان ايران"ترحب بدور اوروبي مستقل لحل المسائل العالقة بين الطرفين"، في اشارة الى ضرورة ان تلعب أوروبا دوراً مساعداً في حل الأزمة"النووية"الايرانية، بعيداً عن التأثيرات الاميركية والاسرائيلية . في الوقت ذاته، هاجم رجل الدين الايراني احمد خاتمي، خلال خطبة صلاة الجمعة، مجلس الأمن، وحذره من اتخاذ"أي موقف متسرع حول الملف النووي الايراني". وشدد خاتمي على ضرورة"استمرار المفاوضات المنطقية والعادلة، البعيدة عن الشروط المسبقة". وحذر خاتمي الصين وروسيا من"الوقوع في الفخ الذي تنصبه اميركا"، معتبراً ان افضل طريق للحل هو"الاعتراف بالحق الطبيعي لإيران والحوار في هذا الاطار". وأكد ان طهران أبدت"الكثير من الصبر والتحمل، بناء على توصية الامين العام للأمم المتحدة كوفي أنان". في الوقت ذاته، أكد المندوب الايراني لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية علي أصغر سلطانية ان"ايران لم تضع أي عائق امام استمرار عمليات التفتيش، في اطار معاهدة الحد من انتشار أسلحة الدمار الشامل".