واصلت غالبية أسواق المنطقة أداءها الإيجابي للأسبوع الثالث على التوالي، فارتفعت مؤشرات 10 أسواق بينما تراجع مؤشرا سوقين فقط. وللأسبوع الثاني على التوالي، واصلت سوق بيروت ارتفاعها فتقدم مؤشر"بلوم"4.9 في المئة ليبلغ مجمل ارتفاعه نحو 14 في المئة منذ السابع من آب أغسطس، على رغم عدم تبدد مخاوف إعادة اندلاع العمليات الحربية، بحسب"تقرير بنك الكويت الوطني الأسبوعي"حول الأسواق العربية. وفي السعودية، تراجعت السوق 1.9 في المئة خلال الأسبوع في ظل استحواذ أسهم المضاربة على حصة كبيرة من التداولات، وبعد ارتفاع مدى الأسابيع الثلاثة السابقة. وأقرت هيئة السوق المالية التعليمات الخاصة بإعلانات الشركات بهدف تحسين شروط الإفصاح، في خطوة تعتبر ايجابية ضمن خطة الهيئة لتطوير السوق. وفي السياق نفسه، منحت الهيئة ترخيصاً لشركتين إضافيتين لمزاولة تقديم الخدمات في مجال أعمال الأوراق المالية. يشار الى أن منح تلك التراخيص شهد وتيرة متسارعة في الفترة السابقة. وفي الكويت، طغت حال استقرار بغياب أخبار مهمة جديدة وفي ظل عدم حسم موضوع استقالة مدير عام السوق، فارتفع المؤشر في شكل طفيف مقارنة بالأسبوع السابق على أحجام تداول منخفضة. وكانت السوق المصرية الأفضل إذ تقدم مؤشرها 5.7 في المئة خلال الأسبوع. وكانت السوق بانتظار إعلان شركة"اوراسكوم تيليكوم"عن أرباحها نصف السنوية والتي ارتفعت 12 في المئة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي لتبلغ 331 مليون دولار، فجاءت ضمن هامش توقعات المحللين، ولم يتأثر سهم الشركة بعد الإعلان عن الأرباح إلا انه عاد وارتفع في شكل قوي في اليوم الأخير من التداول. أما في دبي، فواصلت السوق أداؤها الايجابي لترتفع 4.1 في المئة خلال الأسبوع مقفلة على أعلى مستوى لها منذ نحو شهرين. وهذا المستوى يمثل نمواً قدره 12.7 في المئة مقارنة بإقفاله نهاية شهر تموز يوليو الذي بدوره كان أدنى مستوى تصل إليه السوق منذ منتصف شهر كانون الأول ديسمبر 2004. ان سهم"شعاع كابيتال"المحرك الرئيس للسوق، خصوصاً في النصف الأول من الأسبوع حيث ارتفع 13.4 في المئة خلال ثلاثة أيام تداول ليبلغ مجمل تقدمه 30 في المئة منذ أوائل هذا الشهر، عندما نالت الشركة موافقة الجهات الرقابية لشراء 10 في المئة من أسهمها القائمة. وتكمن أهمية قيام شركة ما بشراء أسهمها في أنها تصدر إشارة للسوق ككل بأن ذلك السهم يتداول بسعر اقل من قيمته العادلة من وجهة نظر الشركة نفسها، وبالتالي وجب شراؤه. لكن يمكن الشركة أن تعدل عن قرارها بشراء أسهمها إذا ارتفع سعر السهم في شكل كبير قبل أن تباشر في عملية الشراء فعلياً. وإضافة إلى سهم"شعاع"، كان سهم"إعمار"مميزاً بارتفاع قدره 5.2 في المئة خلال الأسبوع. نظرة على أرباح الشركات الكويتية يشير"تقرير الوطني الأسبوعي"إلى أرباح الشركات الكويتية للربع الثاني، وكيف أن ثلاثة قطاعات، الصناعة والمصارف والخدمات، شهدت نمواً في مجمل أرباحها. ولكن، يشير التقرير،"يتبين لنا أن نمو الأرباح لقطاعي الصناعة والخدمات يعود في الدرجة الأولى إلى شركتين فقط،"مجموعة الصناعات الوطنية"في قطاع الصناعة وپ"شركة الهواتف المتنقلة"في قطاع الخدمات. وفي المقابل، شهدت المصارف من دون استثناء ارتفاعاً في أرباحها المسجلة". واختار التقرير عينة من 84 شركة توافرت لديها نتائج مالية ربع سنوية كاملة بدءاً من الربع الثاني من العام 2002. وبينت تلك الدراسة"أن أرباح قطاع المصارف ككل شهدت نمواً متواصلاً ومستقراً نسبياً بينما كانت أرباح بقية القطاعات أكثر تأرجحاً تتخللها أحياناً ارتفاعات وانخفاضات حادة". إضافة إلى ذلك، تبين"أن كل المصارف التجارية شهدت نمواً متواصلاً في أرباحها ربع السنوية مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق، ما يدل على أن المصارف منفردة وليس فقط القطاع المصرفي ككل، شهدت نمواً مستداما في الأرباح". وتكمن أهمية هذا الأمر في كونه ذات قيمة للمستثمرين إذ أن مستوى الربح المستقر والذي ينمو في شكل متواصل هو أكثر قيمة من مستوى الربح المتقلب والذي يصعب توقع مستواه في المستقبل.