سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
باريس ترى حاجة الى التريث اياماً لدرس الرد الإيراني والبيت الأبيض يكتفي بالتحذير من "قنبلة". موسكو تميل الى مشاورات بين طهران والغرب وتوقع صفقة ايرانية روسية تعدل مسار الأزمة
عكفت الدول الست التي قدمت عرض الحوافز الى ايران على دراسة رد طهران عليه وما تضمنه ذلك من دعوة الى محادثات لحل الازمة، فيما عول ديبلوماسي متابع للملف الايراني في مقر الوكالة الدولية للطاقة الذرية على محادثات يجريها وفد من الخبراء الإيرانيين الرفيعي المستوى في موسكو، مرجحاً أن يكون لها أثر كبير في تغيير منحى الازمة في اطار"صفقة"بين الجانبين الروسي والإيراني. في الوقت ذاته، أكدت موسكو انها ستواصل العمل من اجل حل سياسي للازمة فيما تدرس الرد الايراني على عرض الحوافز المشاركة في تقديمه، ما"قد يستدعي اجراء مشاورات جديدة"قريباً. في المقابل، حذر البيت الأبيض من ان امتلاك ايران سلاحاً نووياً سيشكل"خطراً"على العالم، رافضاً التعليق على رد طهران. جاء ذلك غداة اعلان ايران ان ردها على الحوافز التي قدمتها لها الدول الست المانيا والدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن وهي الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنساوروسيا والصين يتضمن افكاراً تسمح بمحادثات جادة حول الأزمة. وقالت فرنسا ان القوى العالمية في حاجة الى"بضعة ايام"لدراسة رد ايران الذي يبدو انه لا يتضمن موافقتها على مطلب اساسي لمجلس الامن في شأن تجميد تخصيب اليورانيوم بحلول 31 آب اغسطس الجاري. ووصف وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي صيغة الرد الايراني بأنه"وثيقة طويلة ومعقدة للغاية ونحن ندرسها. وخلال بضعة ايام سنقول مع شركائنا الاوروبيين والاميركيين والروس والصينيين رأينا وماذا سنفعل في مجلس الامن". وعن وقف التخصيب، قال وزير الخارجية الفرنسي:"لا مجال للمناورة. ما اعرفه هو ان القرار الرقم 1696 الصادر عن مجلس الأمن يطالب ايران بضرورة وقف التخصيب بحلول 31 آب". وصرح خافيير سولانا الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي الذي سلم ايران عرض الحوافر في حزيران يونيو الماضي، ان الرد الايراني"مطول ويحتاج الى تحليل مفصل وبعناية". وتميز الموقف الصيني بدعوة ايران الى وضع المخاوف الدولية في الاعتبار واتخاذ"خطوات بناءة"لكنه تضمن دعوة ل"الاطراف الاخرى للتحلي بالصبر والهدوء". وفي موسكو، حض ميخائيل كامينين الناطق باسم الخارجية الروسية المجتمع الدولي على البحث عن عناصر ايجابية لإنهاء النزاع بين طهران والغرب. ونقلت وكالة"انترفاكس"عنه قوله:"ستواصل روسيا السعي للتوصل الى تسوية سياسية يجرى التفاوض عليها في ما يتعلق بالبرنامج النووي الايراني مع الحفاظ على دور الوكالة الدولية للطاقة الذرية ورفض تخفيف مبادئ منع الانتشار". وأضاف:"من المهم للغاية فهم الفروق الدقيقة وإدراك العناصر البناءة اذا وجدت، وتحديد كيفية مواصلة العمل مع طهران على اساس اقترحات معلومة للدول الست"كما ورد في العرض. وتقول روسيا ان فرض عقوبات على طهران لن يكون مفيداً للمساعي الديبلوماسية. بين التصعيد والتهدئة في فيينا، رأى ديبلوماسي متابع لتطورات الملف النووي الإيراني أن الملف دخل مرحلة جديدة من الشد والجذب تشبه تلك التي سبقت إعلان كوريا الشمالية عن انسحابها من معاهدة حظر الانتشار النووي. لكنه عوّل على اللقاء الذي سيجمع بين وفد من الخبراء الإيرانيين الرفيعي المستوى مع مسؤولين كبار في موسكو، مرجحاً أن يكون لهذا الاجتماع أثر كبير في تغير المنحى الذي سيتخذه الملف لاحقاً، كونه يعتمد على طبيعة"الاتفاق"أو ما سماه"بالصفقة"التي قد يخرج بها الجانبان. وتوقع الديبلوماسي أن تكون مسألة تخصيب اليورانيوم في صلب المحادثات الروسية - الإيرانية منوهاً بأن الأخيرة قد تبدي مرونة في هذا الإطار وتعلن عن استعدادها لوقف العمليات وقفاً محدوداً في خطوة أولية، إذا لمست دعماً روسياً لفرض عقوبات اقتصادية عليها بموجب قرار يصدر بحقها من مجلس الأمن. وفي إطار مساعي التهدئة المبذولة للحيلولة دون مزيد من التأزم على هذا الصعيد، يتوجه المندوب الأميركي لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية غريغوري شولت خلال الأسبوع الجاري إلى بريتوريا بناء على دعوة نظيره الجنوب أفريقي عبدول منتي، للبحث في تداعيات الملف، علماً أن جنوب أفريقيا العضو في مجلس حكام الوكالة والداعمة للموقف الإيراني، كانت استقبلت منذ أيام وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي للبحث في الموضوع ذاته.