يتحدث السكان العائدون الى عدد من القرى الحدودية اللبنانية في قضاءي بنت جبيل ومرجعيون، عن أوضاع أمنية غير مريحة لا تشجع العودة الى تلك المناطق. ويشيرون الى وجود دوريات ونقاط مراقبة إسرائيلية في اكثر من مكان. وتسببت هذه الأوضاع في حال من الهلع في عدد من القرى، خصوصاً حين تنهمك الطائرات المروحية بمطاردات لا يعرف السكان أهدافها. وروى عدد من هؤلاء ل"الحياة"ان المروحيات الإسرائيلية"ترتكب استفزازات واضحة لعناصر حزب الله وحتى لدوريات الجيش اللبناني المنتشرة حديثاً في هذه القرى"، وان مروحيات تسقط المؤن لأطقم دبابات إسرائيلية ما زالت موجودة في عدد من النقاط المتقدمة والقريبة من القرى. ويبدو واضحاً ان قراراً اسرائيلياً بالانسحاب من هذه المناطق لم يتخذ بعد، وان وظيفة القوات المتبقية تتعدى تنسيق الانسحاب مع الجيش اللبناني وقوات الطوارئ الدولية، خصوصاً بعدما اعلن الإسرائيليون انهم قتلوا ثلاثة من عناصر"حزب الله"أول من أمس، وهو الخبر الذي نفاه الحزب فيما لمحت الأممالمتحدة الى خبر مماثل عن مقتل أربعة عناصر مسلحة قبل ايام. "الحياة"عاينت في بلدة رب تلاتين وجود جنود اسرائيليين في منازل البلدة وفي الوديان المحيطة بها. وروى سكان ان الجنود يدخلون المنازل ويعبثون بمحتوياتها، واحتجزوا في أحدها قبل ايام عدداً من النساء والعُجّز. ويبدو ان تحرك رجال"حزب الله"في تلك المناطق يقتصر على المراقبة وحراسة المداخل الرئيسية للوديان والممرات التي شهدت معارك عنيفة هناك، لا سيما منطقة وادي الحجير. هذه الوقائع أثارت مخاوف السكان وعرقلت عملية العودة، خصوصاً ان الكلام الإسرائيلي عن استئناف العمليات العسكرية صار مقروناً بوقائع ميدانية يومية في تلك المناطق. وعن طائرة"الأباتشي"التي تهبط كل يوم مرتين قرب بلدة ميس الجبل، لإيصال المؤن الى جنود إسرائيليين تمركزوا خارج البلدة، يقول احد المواطنين انها تذكّر من تبقى من السكان بذلك الموت الذي جرّته الحرب الإسرائيلية الى المنطقة.