لا ريب في ان حرب اسرائيل على لبنان تفتقر الى سند أخلاقي. فإسرائيل أفرطت في العنف، وعاقبت المدنيين والشعب اللبناني كله. ولكن تقويم هذه الحرب ضروري. فپ"حزب الله"رد على الصواريخ والقنابل الإسرائيلية، بالإعلام والعلاقات العامة. وكسب"حزب الله"الحرب الإعلامية. ولكن ما هو ثمن هذا الفوز؟ منذ مذبحة قانا، انتهجنا في الصحيفة سياسة التركيز على الجرائم التي تنزل بالمدنيين في الصفحة الاولى. ولكنني، منذ ذلك اليوم، اسأل الناس: هل تمشي بملء إرادتك الى الموت؟ وسبب سؤالي هذا هو المؤتمر الصحافي الذي عقده المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي، عقب تلك المجزرة والشريط الذي عرضه ويصور انطلاق صواريخ"كاتيوشا""حزب الله"من ذلك المبنى قبل يوم من قصفه. فلماذا، إذاً، احتمى حوالى 60 مدنياً بذلك المبنى، على رغم علمهم ان"حزب الله"يستخدمه؟ وهكذا كسب"حزب الله"الحرب الاعلامية، فهو طلب الى أهالي المنطقة ان يغادروها، ثم عمل الى صرف دعم مادي يصل الى 12 الف دولار لمن هدم منزله. وفي المقابل، أطلق"حزب الله"اكثر من 3000 صاروخ على اسرائيل. وحظرت الحكومة الاسرائيلية على المصورين معاينة مكان الاصابات، لا شك في ان صواريخ حزب الله قتلت نساء وأطفال وأبرياء. ولكننا لم نشاهد ذلك في وسائل الإعلام. وإسرائيل منعت التصوير لمصلحة تعلمها هي، ولكنها فعلت ذلك وهي تعلم انها تخسر الحرب الإعلامية أمام"حزب الله". وإسرائيل وپ"حزب الله"يدعيان ان كلاهما انتصر في الحرب. ويبدو ان الخاسر الوحيد فيها هو الانسانية. عن عصمت بيركاند رئيس التحرير، "راديكال" التركية ، 20/8/2006