أجرى امير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني محادثات في قصر بعبدا امس مع رؤساء الجمهورية والمجلس النيابي والحكومة اللبنانيين اميل لحود ونبيه بري وفؤاد السنيورة في حضور وزير الخارجية والمغتربين فوزي صلوخ ووزير خارجية قطر الشيخ محمد بن جاسم بن جبر آل ثاني وأعضاء الوفد القطري تناولت الوضع الراهن في لبنان وتنفيذ القرار 1701 والمحادثات التي اجراها امير دولة قطر في كل من دمشق والقاهرة. وجال الأمير القطري والرؤساء الثلاثة بعد المحادات في الضاحية الجنوبية لبيروت تفقدوا خلالها الدمار والأضرار التي خلفها العدوان الإسرائيلي على هذه المنطقة من بيروت. وكان الرؤساء الثلاثة في استقبال امير دولة قطر لدى وصوله الى مطار الحريري الدولي وكذلك لدى مغادرته لبنان. وقال امير قطر بعد اللقاء في القصر الجمهوري:"انا سعيد أن ألتقي مع الرئيس إميل لحود في هذا اليوم، وبالذات في هذا الوقت الذي حقق فيه الشعب اللبناني ومقاومته اول انتصار عربي فقدناه منذ سنين عدة. وتكلمت مع الرؤساء اميل لحود ونبيه بري وفؤاد السنيورة بالنسبة الى المستقبل العربي المشترك، خصوصاً في هذا الظرف الدقيق وبالذات بالنسبة الى مجلس الأمن وكيف نرفع قضيتنا وإلى تطبيق القرارات الدولية التي تخص القضية الفلسطينية واللبنانية وكذلك السلام في المنطقة بما فيها سورية". اما الرئيس لحود فقال:"نحن نعتبر الأمير لبنانياً بكل معنى الكلمة. نحن نعرف الصعوبات التي مررنا بها في الماضي وكان امير دولة قطر دائماً الى جانب لبنان. ونعرف ايضاً انه عندما يزور لبنان يعتبر نفسه في بلده وهذا ليس جديداً ومن زمن طويل عندما كان الأمير يزور لبنان وهو شاب، نعرف مدى محبته وتعلقه بلبنان". وأضاف لحود:"القضية ليست قضية عاطفية فقط، ان امير دولة قطر جاء الى لبنان كي يساعد عملياً. ونحن نعلم ان لبنان مر بأيام صعبة جداً. لبنان كله انتصر، العرب كلهم انتصروا وكل الأحرار في العالم انتصروا. ولكن هذا الانتصار لم يكن ليكون كافياً لو لم يتدخل امير قطر بوصف بلاده عضواً في مجلس الأمن، في كل شاردة وواردة اثناء المداولات في مجلس الأمن للتمكن من تحسين القرار الدولي الذي كانوا يعتقدون بأنهم يستطيعون فرضه على لبنان". وأضاف لحود:"لم نحصل على كل ما كنا نأمل به، وكنا نأمل بوقف إطلاق النار وللأسف لم يحصل، وكنا نأمل بأن يعيدوا إلينا مزارع شبعا وللأسف لم يحصل ذلك، ووضعوا اللوم على المقاومة بأنها بدأت الحرب حتى لا نطالب بتعويضات ولكننا سنطالب بتعويضات". ولفت الى ان"امير قطر ومن اليوم الأول اعطى اوامره لمساعدة لبنان ونعرف ايضاً كيف كان يواكب التطورات بدقة وكنا نرى ان دولة قطر وأميرها كانا دائماً الى جانب لبنان عندما كان يتعرض للأخطار". وأشاد بدور محطة"الجزيرة"القطرية"التي لعبت دوراً مهماً جداً، فجعلت العالم كله يرى المجازر التي حصلت في لبنان". ووجه الشكر الى جميع الإعلاميين"لأننا نعرف الأوقات الصعبة التي واجهتموها وكنتم تخاطرون بحياتكم كل يوم، وتجابهون الموت من دون أي تردد، لتُظهروا للعالم ما يحصل في لبنان". وعما اذا كان يقوم بوساطة لتحسين العلاقات بين لبنان وسورية قال الشيخ حمد:"طبعاً انا كنت في دمشق والتقيت الأخ بشار الأسد الذي يكن كل الاحترام والتقدير للشعب اللبناني وكذلك لصمود الشعب اللبناني والمقاومة في الفترة الأخيرة. ولقد حملني دعوة للأخ دولة الرئيس فؤاد السنيورة لزيارة دمشق في أي وقت". وعن دور لقطر في مفاوضات بين اسرائيل وسورية اجاب الأمير حمد:"نحن لو كان مطلوب منا القيام بوساطة بين اسرائيل وسورية لكنا أعلنّا ذلك. لكن ليس هناك بيننا وبين سورية وإسرائيل أي وساطة". وعما اذا كان لقطر دور في بلورة موقف عربي من قضية السلام قال:"أعتقد ان موضوع السلام، بخاصة بعد الحرب السادسة بين العرب وإسرائيل - لبنان وإسرائيل، أعتقد بأن فرصة السلام أكبر من أي وقت مضى. كان العنصر الأول بالنسبة الى الإسرائيليين انهم كانوا يستطيعون ان يُخضعوا العرب بالقوة العسكرية. الآن لم يعد ذلك ممكناً. لذلك فإن سورية مع السلام. وكلما استعجلنا في موضوع السلام فإن ذلك افضل للمنطقة. وطبعاً نحن نسعى دائماً الى عملية السلام في المنطقة". ورداً على سؤال اذا كانت زيارته الى لبنان تعتبر خرقاً للحصار الجوي الإسرائيلي على لبنان وعن دور قطر لرفع هذا الحصار قال الشيخ حمد:"اولاً نحن كي نصل الى بيروت يجب ان توافق اسرائيل على ذلك. ان أي طائرة تأتي الى عندكم لا بد من ان تحصل على موافقة برج المراقبة الإسرائيلي. ونحن ليس لدينا أي خجل في هذا الموضوع. لكن نتمنى في المستقبل ان يزول هذا الموضوع وتطبق اسرائيل قرارات مجلس الأمن الأخيرة. هذا ما نطلبه، بما فيها الخروق الأخيرة التي قامت بها اسرائيل ضد لبنان والتي لا تتماشى مع القرار الأخير في مجلس الأمن". وأضاف:"نحن مع أي بلد يدافع عن ارضه. ولكن ان نقول ان يمنع السلاح عن اللبنانيين ويُسمح بالسلاح للإسرائيليين فأعتقد بأن هذا الأمر غير مرغوب فيه. ومن يؤمن بهذه النظرية فهذا يعني انه يريد ان يضع لبنان في قفص ويصبح صيداً سهلاً لإسرائيل في أي وقت". وعما اذا كان هناك عرقلة لتنفيذ القرار 1701 قال امير قطر:"بالنسبة الى الإسرائيليين، يريدون قوات تكون موجودة على الحدود. ولكن هل يطبقون القرار في ما بعد؟ هذا لا أستطيع ان اجيب عليه. لأن قرار مجلس الأمن قرار واضح وصريح وإلى الآن لم يطبق". وعن استعمال سلاح النفط في المعركة مع اسرائيل قال الشيخ حمد:"لو استُخدم سلاح النفط لكان صب في مصلحة القضية اللبنانية. ولكن لسوء الحظ لم يُستخدم".