أكد ديبلوماسيون عرب أن اللجنة الوزارية المكلفة الملف السوداني في الجامعة العربية أعربت أمس عن دعمها قرار الخرطوم رفض نشر قوة تابعة للأمم المتحدة في إقليم دارفور، فيما دانت البعثة الأممية في العاصمة السودانية هجوماً"متعمداً"استهدف زورقاً كان يقل ثلاثة من مراقبيها في جنوب السودان، واعتبرته"انتهاكاً خطيراً"لوقف النار. ونقلت وكالة"فرانس برس"عن مصادر ديبلوماسية قولها إن اللجنة التي اجتمعت تحت إشراف الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى في القاهرة أمس، أكدت"دعمها موقف السودان الرافض للمحاولات الدولية، خصوصاً البريطانية والاميركية لاستصدار قرار من مجلس الأمن"لإرسال قوات دولية إلى دارفور. ودعا الاجتماع إلى"تعزيز قوة الاتحاد الافريقي"المنتشرة في الإقليم. وأعربت اللجنة التي تضم السودان والجزائر والسعودية وسورية وعمان وليبيا ومصر واليمن ودولة الإمارات، عن أملها في أن تنفذ الدول العربية التعهدات التي قطعتها في قمة السودان في آذار مارس الماضي بتقديم الدعم المالي لقوة الاتحاد الافريقي لمدة ستة اشهر تبدأ في تشرين الاول اكتوبر المقبل. في غضون ذلك، دانت بعثة الأممالمتحدة في الخرطوم أمس الهجوم"المتعمد"الذي استهدف في ملكال جنوب السودان الخميس الماضي، فريق مراقبين دوليين ومحليين، وأسفر عن جرح اثنين من جنود بعثة حفظ السلام الدولية في الجنوب. وقالت البعثة في بيان أمس إن جنديين من قوة الحراسة التابعة للبعثة وجندياً سودانياً جرحوا في الهجوم. وأشارت إلى أن الفريق الذي كان يضم ثلاثة من مراقبي الاممالمتحدة واثنين من المراقبين الوطنيين ومترجماً وقوة حماية قوامها ضابط وخمسة جنود، كان في دورية في نهر النيل بين ملكال وفم بحر الغزال على زورق، حين فتح مجهولون على الضفة الجنوبية للنهر نيران أسلحة خفيفة عليهم. وأكد أن"الجرحى الذين تم اخلاؤهم إلى الوحدة الهندية في مستشفى ملكال، حالاتهم مستقرة". واعتبرت البعثة الهجوم"انتهاكاً خطيراً لاتفاق وقف اطلاق النار". ولفتت إلى أن اللجنة العسكرية التي كانت مجتمعة في جوبا أخطرت بالحادث، وبدأت تحريات دقيقة للقبض على الجناة وتقديمهم إلى العدالة. وحملت البعثة أطراف اتفاق السلام مسؤولية سلامة أفرادها وأمنهم، وحل مشكلة بقية الفصائل المسلحة. من جهة أخرى، أعلن مسؤول سوداني أمس ان النائب الأول للرئيس السوداني رئيس حكومة الجنوب سلفاكير ميارديت، أقنع الرئيس الأوغندي يوري موسفيني الذي يزور جوبا، بإعلان وقف مشروط للنار مع متمردي حركة"جيش الرب". وقال السفير السوداني في كمبالا حسن جاد كريم للصحافيين، إن موسفيني"تمسك بالوساطة التي ترعاها حكومة الجنوب بين حكومته وجيش الرب، رافضاً استبدالها بأي وساطة أخرى"، بعدما طالب المتمردون جنوب افريقيا بالتوسط، ما اعتبرته كمبالا تهرباً. وأكد جاد كريم أن موسفيني وافق خلال محادثات مغلقة أمس مع سلفاكير على"الدخول في هدنة لوقف الأعمال العدائية مع حركة جيش الرب، شرط التوصل إلى التزام قاطع من المتمردين بعدم خرقها، إلى جانب الاتفاق على الاجراءات الامنية المتعلقة بتمركز قوات الطرفين والفواصل بينها". وأضاف أن الرئيس الاوغندي"وعد بالدعوة إلى قمة تجمع زعماء دول الهيئة الحكومية للتنمية فى شرق افريقيا ايغاد، لمناقشة خطوات تنفيذ اتفاق السلام في جنوب السودان". إلى ذلك، حذر وزير الداخلية السوداني الزبير بشير طه أمس من أن الخرطوم ومدن عطبرة وشندي ودنقلا في شمال البلاد مهددة بالفيضانات. وأعلن في مؤتمر صحافي أمس أن"فيضانات هذا العام تسببت في تدمير 5729 منزلا في كل انحاء البلاد و80 مدرسة وجرفت نحو 110 آلاف فدان من المحاصيل، فيما بلغت الخسائر في الارواح 3 وفيات، اثنتان منها في الخرطوم والثالثة في ولاية شمال كردفان". وتوقع أن تفقد بين 5 آلاف و6 آلاف أسرة المأوى خلال موسم الفيضان. وطالب"الاجهزة الرسمية والشعبية بأخذ الحيطة والحذر".