أجمعت مصادر نيابية ووزارية على ان عملية الإنزال الفاشلة للكوماندوس الاسرائيلي في بلدة بوداي في البقاع تتجاوز استهداف الوكيل الشرعي العام للإمام الخميني في لبنان، عضو شورى"حزب الله"الشيخ محمد يزبك الى استفزاز الحزب لاستدراج رده على الخروق الاسرائيلية للإطاحة بانتشار الجيش اللبناني في الجنوب. ولفتت المصادر الى ان اسرائيل بأمس الحاجة الى تسجيل خرق نوعي ضد الحزب لرفع معنويات جيشها بعد الخسائر الفادحة في مواجهة المقاومة الاسلامية في الجنوب، اضافة الى حاجة رئيس حكومتها ايهود أولمرت الى نصر خاطف يوظفه في الصراع الداخلي ضد الصقور في تجمع ليكود الذي يخطط لإسقاط حكومته لمصلحة عودة رئيس الوزراء السابق بنيامين نتانياهو الى الحكم. وأكدت المصادر ان الخرق الاسرائيلي لم يكن منعزلاً عن استفزازات الجيش الاسرائيلي في المواقع التي لا يزال يحتلها في الجنوب حيث ان اعداداً كبيرة منه تتجول فيها، مشيرة الى ان مقاتلي المقاومة الاسلامية يمارسون أقصى درجات ضبط النفس بناء لتعليمات قيادة"حزب الله"التي ترفض توفير الذريعة لاسرائيل لتبرير استمرار احتلالها ولإفراغ القرار الدولي 1701 من مضمونه. وسألت المصادر عن أسباب بحث اسرائيل عن ذريعة لتبرير استمرار خروقها الجوية والبرية والبحرية بحسب ما أبلغه السفير الاميركي في بيروت جيفيري فيلتمان الى مراجع لبنانية رفيعة عن تبلغه عبر الخارجية الاميركية ان لدى تل أبيب معلومات عن عدد من الشاحنات متوقفة على الحدود اللبنانية - السورية من الجهة السورية، تنتظر التوجه الى لبنان لإفراغ حمولتها من الاسلحة الثقيلة لپ"حزب الله". وسألت عن سبب طلب اسرائيل من فيلتمان ان ينقل هذه المعلومات التحذيرية الى لبنان بدلاً من التريث ريثما تدخل الشاحنات لبنان لقصفها. واعتبرت ان ما تروج له اسرائيل هو تهويل ضد الدولة اللبنانية وپ"حزب الله"وقالت ان المطلوب من واشنطن التدخل السريع لوقف الخروق للاجواء اللبنانية بدلاً من ان تتبنى الفرضيات الاسرائيلية. وأشارت المصادر الى ان الإنزال الاسرائيلي الفاشل في بلدة بوداي كان حاضراً بقوة في محادثات الوفد الدولي المؤلف من فيجاي نامبيار وتيري رود لارسن لمتابعة تنفيذ القرار 1701 مع رئيسي المجلس النيابي نبيه بري والحكومة فؤاد السنيورة ونائبه وزير الدفاع الياس المر. وأكدت ان السنيورة ظل اول من امس على تواصل مع الامين العام للأمم المتحدة كوفي أنان منذ ان بدأ الطيران الاسرائيلي تحليقه فوق البقاع والجنوب وكسروان حيث طلب منه التدخل لوقف الاستفزازات. وأوضحت ان الإنزال الاسرائيلي اعقب اتصال السنيورة بأنان، مشيرة الى ان لقاء بري - لارسن تمحور حول أهداف الإنزال ومدى تأثيره سلباً في الجهود اللبنانية والدولية لتطبيق القرار 1701. ونقلت المصادر عن بري قوله للارسن ان ما حصل في بوداي لا يشكل خرقاً اسرائيلياً عادياً بمقدار ما يستهدف الشرعية الدولية والإطاحة بجهودها لتطبيق القرار. وسأل بري لارسن:"هل المطلوب استهداف الشرعية الدولية لإفشال خطة انتشار الجيش في الجنوب بدعم من القوات الدولية وهذه المرة من خلال استدراج"حزب الله"للرد على الإنزال، خصوصاً اننا نعرف قدرات الجيش وإمكاناته المتواضعة؟". وأكدت المصادر ان بري أجرى اثناء اجتماعه مع لارسن اتصالاً بقيادة"حزب الله"، تمنى فيه عدم الرد على الاستفزازات الاسرائيلية وتجنب الفخ الاسرائيلي. ونقلت المصادر عن رئيس المجلس تأكيده للارسن ان قيادة الحزب واعية لاستفزازات اسرائيل وان قرارها هو تفويت الفرصة عليها، داعياً الأممالمتحدة الى وضع حد للخروق الاسرائيلية. كما سأل بري:"الى متى سيستمر الحصار الاسرائيلي الجوي والبحري على لبنان، وهل من المسموح لتل أبيب بعد العدوان المدمّر على لبنان ان تواصل حصارها الذي يتعارض مع وقف العمليات العسكرية ومن ثم وقف إطلاق النار تمهيداً لانكفاء الاحتلال الاسرائيلي؟". وأيد لارسن قول بري ان نظام مراقبة الحدود اللبنانية هو من صلاحيات الحكومة كما هو وارد في الفقرة 14 من القرار 1701 التي تنص على طلبها مساعدة الأممالمتحدة من دون الاستعانة بهذه الدولة او تلك. وعلمت"الحياة"ان بري طلب من احد مساعديه مسؤول العلاقات الخارجية في حركة"أمل"علي حمدان الاتصال بالسفير فيلتمان وإبلاغه رسالة تتعلق بالاعتداء الاسرائيلي على بلدة بوداي طالباً منه تدخل واشنطن لحماية القرار 1701 ومحذراً من السكوت عن استمرار الاستفزازات الاسرائيلية، سائلاً عن الموقف الدولي لو ان "حزب الله" كان وراء الخرق.