تغوص قوات الاحتلال البريطانية والأميركية في المستنقع العراقي، وهو صنيعة أيديهما، في وقت يخبو تأييد الأميركيين والبريطانيين الحرب على العراق. وفيما تزداد حصيلة الضحايا من الأبرياء والمسلحين في بلاد الرافدين، يذهب بعض المحللين الى أن تركيا لم تقتنص فرصة الانضمام الى اميركا في اجتياح العراق. وعليه، يجب الالتحاق بالقوة الدولية المرسلة الى لبنان للحصول على الرضا الأميركي. ويزعم هؤلاء أن الغرق في وحول المستنقع اللبناني، على وقع مدافع الموت الاسرائيلية، هو في سبيل السلام، والولوج الى الشرق الاوسط الجديد. وبعد ارساء السلام والاستقرار يصبح الاتراك اسياد الشرق الاوسط. وتثير تصريحات كوندوليزا رايس عن الشرق الاوسط الجديد الموعود حماسة من يحلم بصعود نفوذ تركيا في المنطقة. ولا يبالي هؤلاء بنوع قوات السلام. فهم راضون المشاركة، سواء كانت هذه القوات دولية أو أطلسية نسبة الى قوات حلف شمال الاطلسي. ولولا الحياء لخف الحالمون بتركيا قوية الى تلبية دعوة اسرائيل واميركا الى تشكيل قوة سلام بلبنان. ويهلل هؤلاء لاعلان الرئيس جورج بوش وجوب معالجة قضية"حزب العمال الكردستاني"بشمال العراق. وهذه النية هي خير دليل على حفظ اميركا المصالح التركية! ولكن لماذا لم تقم اميركا وزناً لمصالح تركيا من قبل؟ لا ريب في أن تركيا تنأى بنفسها عن مشاريع الخراب و الإجرام بالشرق الاوسط، ولن تتعاون مع اميركا واسرائيل. فمن الخطأ فرض المشاريع الاجنبية الخارجية بالقوة على دول الجوار. ولو كان العنف يجدي نفعاً لما كانت فلسطين على ما هي عليه اليوم. ونجحت اسرائيل، الغارقة في المستنقع الفلسطيني، في جر اميركا الى مستنقعي العراق وافغانستان. وهي تسعى الى جر تركيا الى التورط بلبنان، وربما بسورية وايران. وهذا فخ لن تقع تركيا في شباكه. عن فهمي كورو، "يني شفق" التركية ، 27/7/2006