يتميز الفنان التشكيلي صديق واصل من بين التشكيليين الشباب باشتغاله على خامة الحديد، وقد حقق من خلالها الكثير من الجوائز. شارك في عشرات المعارض، داخل المملكة وخارجها عبر القنوات الرسمية. وحصل على أربع جوائز في مسابقات عربية، منها المركز الأول في معرض"هلا فبراير"في الكويت الدانة الذهبية الأولى، والمركز الأول في معرض الفنانين الشباب لدول مجلس التعاون الخليجي الثاني في الرياض، والمركز الثاني في معرض شباب الدول العربية لقضية الأقصى في الرياض، ووسام اليوبيل الفضي لتميز الفنان في القاهرة. يقول صديق واصل إن الحديد خامة صعبة المراس، خصوصاً أنه يتعامل مع قطع"الخردة"، فيطوعها في شكل تعبيري جمالي. وهو في مسعاه يسير على خطى الفنان والنحات سيزار، أحد كبار فناني العصر الحديث، الذي اشتهر باشتغاله على"الخردة". هنا حوار معه: ما سبب اختيارك لمادة الحديد؟ - اختياري خامة الحديد جاء نتيجة مرافقتي لوالدي محمد أمين إلى ورشته الصناعية، المتخصصة بالسيارات في صغري، ولقد لفتت نظري الخردة التي كان يتركها والدي من الحديد والأسياخ وبقايا التروس وغيرها من مخلفات السيارات، وهناك التقطت أذني صوت الطرق على الحديد، وتشكلت لوحات ومجسمات في ذهني قبل أن أكبر. وساعدني تخصصي في علوم البيئة، فكانت الخامات الملوثة للبيئة مصدراً لاستفزاز طاقاتي وقدراتي الخاصة، من خلال التأملات التي بدأت منذ زمن ليس بقصير واتقاني للحام الكهربائي والمعدني وصهر المعادن وتشكيلها وسحبها وطرقها، وهذا فتح لي آفاقاً جديدة في التجريب والاكتشاف، وطموحاتي الكبيرة عبرت عنها في بعض أعمالي التي تضم أشكالاً آدمية، تتصارع وكأنها تعاني من أزمات قاسية. عوامل خاصة كيف استطعت أن تشكل من الحديد خامة مطواعة، تلبي حاجاتك كفنان؟ - كما يعلم الجميع فإن المعادن ذات طبيعة قاسية وصعوبة في التعامل والتطويع، وهذا يتطلب بعض العوامل الخاصة مثل الحرارة العالية والصهر بطريقة التلحيم والقطع، إضافة إلى الوقت الطويل الذي تستغرقه المجسمات في الدراسة والتخطيط والتكوين والتنفيذ والإخراج والصبر والتحمل، والتعامل مع كل ذلك يختلف من فنان الى آخر بحسب القدرات الجسدية والنفسية. كيف تتعامل مع الفكرة؟ وهل الفكرة تسبق العمل أم أنها تتشكل وقت التنفيذ؟ - اعتمادي أولاً على مواد هامشية حياتية من بعض المخلفات البيئية، لكنها لا تشيد المشهد النحتي في كثير من الأحيان، واعتمادي على صياغات تشيد الموضوع والفكرة أكثر من اعتمادي على الشكل، وتأتي الحالة الابتكارية بشكل موضوعي، فتصب في نهاية المطاف في القناة الرئيسة. الفنان بدوره يحاول الفكاك من فخ الموضوعية أو الأغلال المقيدة لحركته نحو المادة النحتية، ومنحها شكلانيتها التي تضفي عليها المضمون والفكرة، لكن ذلك ينجح في بعض الأعمال ويخفق في أخرى. بصفتك عضواً في نادي الوحدة الرياضي للنشاط الثقافي... كيف ترى مستوى النشاط في تقديم وجوه جديدة وحراك حيوي؟ - لديّ العديد من الأفكار التي ستكون نموذجاً جميلاً لهذا النادي العريق، وتجارب كثيرة في النشاط الثقافي، إذ إنني مشرف على النشاطات الثقافية والاجتماعية في نادي الوحدة، وشاركنا في مناسبات محلية وخارجية، في مجالات ثقافية، مثل إقامة المحاضرات الدينية والندوات والأمسيات الشعرية، والمسابقات الثقافية وتلاوة القرآن الكريم والمعارض التشكيلية، والعروض المسرحية في الجنادرية وغيرها. وأُسست أخيراً مجموعة فنية تتكون من فناني الوحدة التشكيليين، تضم في عضويتها كلاً من صديق واصل رئيس المجموعة، ونذير ياوز، وراشد الشعشعي، ومحمد العبدلي. وتهدف المجموعة إلى استثمار طاقات الشباب، ورفع مستوى الوعي الفني، وتنمية المهارات والقدرات الفنية، وإقامة المعارض التشكيلية على المستوى المحلي، وتحكيم الأعمال الفنية لجهات حكومية وأهلية وخيرية، وحاز نادي الوحدة أخيراً المركز الأول للمسابقات السنوية للمعرض. ماذا عن مجسم"الهرم المقلوب"، الذي تحوّل إلى فكرة لعمل مسرحي؟ - المسرحية التي تحمل عنوان"الهرم المقلوب"، استُوحيت من أحد أعمالي التشكيلية، وهي من تأليف الكاتب والمخرج والممثل المسرحي المعروف جميل أحمد القحطاني، وأجيز النص من وزارة الثقافة، ويعتبر جميل أول كاتب سعودي يرعى أحد أعمالي الفنية التشكيلية، ويكتب من خلاله نصاً مسرحياً، ومجسم"الهرم المقلوب"حاصل على جائزة الدانة الذهبية في الكويت 1999.