"زحمة" قوافل المساعدات الغذائية والطبية وتقديم"مستلزمات الصمود الضرورية"للنازحين ناشطة على قدم وساق، وكانت تعززت في الأيام الأخيرة بعد مباشرة الجسر الجوي الى مطار رفيق الحريري في بيروت والذي تؤمنه طائرات أردنية، انطلاقاً من عمان القاعدة المعتمدة للممر الإنساني الجوي، وأخرى إماراتية وسعودية ومصرية وفرنسية، فضلاً عن السفن التي ترسو في مرفأ بيروت، وقوافل الشاحنات التي تعبر الحدود الشمالية مع سورية. وداخلياً، سعت قوافل مساعدات تابعة للأمم المتحدة والصليب الأحمر الدولي للوصول الى مناطق حدودية في الجنوب، لكن القصف الإسرائيلي المكثف حال دون ذلك، كما أوضح نبيل الجسر مستشار رئيس الحكومة لشؤون الإغاثة لوكالة الأنباء الألمانية، مؤكداً انه لم يطرأ أي تحسّن في مسألة إقامة ممر آمن لنقل المساعدات الإنسانية بين بيروت والجنوب. وذكرت مصادر في الأممالمتحدة ان"ست قوافل تابعة للمنظمة والصليب الأحمر تأخرت لأنها لم تتمكن من الحصول على ممر آمن من الاسرائيليين". واتهم برنامج التغذية العالمي التابع للامم المتحدة الجيش الاسرائيلي باعاقة تنظيم عملية توزيع المساعدات في الجنوب، لافتاً الى ان قواته لم تسمح بالمرور سوى لست شاحنات من مجموع 18 شاحنة كانت مرسلة الى هناك، علماً أن المخزون أوشك على النفاد،"وهناك فقراء ومرضى وعجزة كثر لم يستطيعوا مغادرة منازلهم"، وفق ما أعلنه الخبير في البرنامج عامر داوودي الذي ناشد أطراف النزاع عدم اعاقة قوافل الاغاثة للحيلولة دون حصول مأساة كبيرة ومعاناة أكبر. وأمس، أعلنت مفوضية الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين إرسالها 1000 بطانية و500 فرشة الى قرى وبلدات رميش والناقورة وتبنين وقانا، مشيرة الى أن العمليات العسكرية كانت أخّرت وصولها. ووزعت المفوضية مساعدات على النازحين الى مناطق في جبل لبنان والشمال. واستقدمت من مخزونها في سورية والاردن وقبرص أغراضاً وخيماً ومساعدات أخرى. وتسعى للحصول على إذن لشحن140 طناً من المعونات يومياً عبر الحدود الشمالية. ولفتت الى أن النقص في المحروقات يشكل عقبة كبيرة للجميع وبات يؤثر في عمليات الإغاثة. على صعيد آخر، ومع وصول أربع طائرات أمس الى مطار بيروت، في إطار الجسر الجوي مع الإمارات، بلغ حجم المساعدات الإماراتية حتى الآن 200 طن من المواد الغذائية والطبية. وكانت طائرة إخلاء طبي نقلت 10جرحى من جراء العدوان الإسرائيلي الى مستشفى زايد العسكري. ويتوقع ان تصل أربع طائرات أخرى اليوم. وأقلت طائرتان مصريتان 20 ضابطاً طبيباً و6 ممرضين وسيارتي إسعاف وبقية تجهيزات المستشفى الميداني المصري الذي بوشر نصبه في مجمع جامعة بيروت العربية. وسيدير 51 شخصاً من الشؤون الطبية في القوات المسلحة المصرية المستشفى الذي يقدم خدماته بدءاً من اليوم، في اختصاصات الجراحة والعظام والتجميل والتخدير وطب الأطفال والحروق والأشعة والصحة العامة والصحة النفسية والأعصاب والصيدلة. وحملت الطائرتان الى القاهرة 113 مصرياً من العاملين في لبنان. كما حملت طائرة شحن ليبية الى عمّان دفعة ثانية من المساعدات ستنقل تباعاً الى بيروت بينها 15 سيارة إسعاف. وأعلنت وزارة الخارجية اليونانية إرسالها 10.5 طن من المساعدات من طريق لارنكا، تتضمن أدوية ومواد صيدلانية وخيماً. ونقلت البارجة الهندية"بيتوا"الى مرفأ بيروت 44 طرداً من الرز و17 طناً مواد غذائية لمصلحة الهيئة العليا للإغاثة وأدوية لمنظمة"أطباء بلا حدود". وحملت بارجة فرنسية مساعدات من أصناف مختلفة. وقررت إيران تسيير عشر رحلات في مجال الإغاثة والمساعدات، وفق ما أعلنه وزير الخارجية فوزي صلوخ إثر لقائه ونظيره الإيراني منوشهر متقي. من جانبها، أعلنت السفارة الأميركية ان الباخرة"يو أس أس سويفت"حملت مساعدات تسلمتها الوكالة الأميركية للتنمية الدولية ممثلة بمديرها في لبنان رؤوف يوسف، وتضمنت 7 رزم من مواد طبية طارئة، منها أدوية وسوائل حقن لحوالى 10 آلاف شخص. إضافة الى 1000 غطاء عازل و20 ألف بطانية.