سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
حيا "الشعب اللبناني المقاوم للعدوان الاسرائيلي الحاقد" معتبراً أن البلد يقف على "مفترق طرق مصيري" . سعد الحريري : خطاب الأسد تحريض على الفتنة ولا كرامة ولا استقرار ولا مستقبل من دون الدولة
اعتبر رئيس كتلة"المستقبل"النيابية في لبنان سعد الحريري ان الرئيس السوري بشار الاسد"أساء لموقعه ولسورية ولبنان ومن باب الإساءة أراد ان يكون شريكاً مضارباً للبنانيين في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي وحبذا لو ان هذه الشراكة استطاع ان يمارسها على جبهة الجولان المحتل وان يخرق ولو لمرة واحدة الصمت الرهيب والمزمن لتلك الجبهة العزيزة على قلوب جميع العرب". ووصف الحريري الخطاب الذي ألقاه الأسد الثلثاء الماضي بأنه"خطاب نكران الجميل للعرب وخطاب التحريض على الفتنة في لبنان". وشدد في كلمة ألقاها امس، امام انصاره من"تيار المستقبل"في قريطم وفي حضور نواب الكتلة على"ان الدولة هي كرامة اللبنانيين ولا كرامة للبنان من دون دولة التي هي ضمانة للبنانيين ولا ضمانة للبنان من دون دولة"، محذراً من ان لبنان"يقف حالياً امام مفترق مصيري لأن التداعيات التي أنتجها العدوان الإسرائيلي مؤلمة جدا وهي خطيرة جداً جداً، ولن يسمح اللبنانيون لأحد بعد اليوم ان يجعل الدولة الطرف الأضعف في المعادلة الوطنية وما يجب ان يسود هو منطق الدولة وإرادة الدولة وفاعلية الدولة". وقال:"ان الجيش اللبناني يقوم بمهمة تاريخية من خلال عملية الانتشار المقررة في الجنوب وهي مهمة وطنية وسياسية وامنية وعسكرية بامتياز". وقال الحريري في كلمته:"نجتمع اليوم، كما في كل مرة، وروح رفيق الحريري معنا. تاريخ وإرادة رفيق الحريري في الإعمار والصمود والكفاح في سبيل قيامة لبنان معنا، ولأن روح رفيق الحريري لن تغيب عنا، ولأن نهج الرئيس الشهيد سيبقى نهج الأحرار الشرفاء في كل لبنان، نلتقي مجدداً، لرفع رايات الدفاع عن لبنان، رايات التضامن مع أهلنا واخوتنا في الجنوب والضاحية والبقاع وعكار، مع شعبنا الصامد هنا في بيروت، وجبل لبنان، وفي كل جهة رفضت أن تركع، ولن تركع، بإذن الله للعدوان الاسرائيلي". الشعب كله مقاومة واعتبر اللقاء"تحية منكم، من قلب بيروت الصابرة، العزيزة، إلى كل المقاومين الأبطال الذين أعطوا أعظم الأمثلة في مواجهة العدوان الاسرائيلي، وإلى شعب كان هو بأكمله المقاومة، لأن كل من قام بعمله خلال هذا العدوان كان يقاوم، كل من صنع رغيف خبز، كل من قطف ثمرة، كل من أغاث جريحاً، كل من كتب كلمة، كل من قام ويقوم بعمل منتج من أجل لبنان، هو مقاوم. هذا اللقاء، هو تحية إلى الصامدين في بيوتهم، إلى النازحين والعائدين بحمد الله إلى ديارهم، وتحية إلى المنكوبين في كل جهة من جهات لبنان الحبيب". وقال الحريري:"قدرنا أن نواجه المحنة تلو المحنة، والعدوان تلو العدوان. لكن الأيام جاءت لتؤكد أن شعب لبنان أقوى من آلات الحرب الإسرائيلية، وأن الحرب التي شنتها إسرائيل علينا تستطيع أن تهدم البيوت على أصحابها، لكنها لن تستطيع أن تنال من وحدة اللبنانيين، وتستطيع أن تجتاح أراضي لبنان، ولكنها لن تتمكن من وحدة اللبنانيين، وتستطيع أن تدمر الجسور والمعابر والطرقات وأن تقفل المطار والمرافئ، ولكنها لن تنجح في قطع أوصال الوحدة بين اللبنانيين. هذه هي الحقيقة التي أنتجتها الحرب الإسرائيلية. وهذه هي الحقيقة التي نجتمع من أجلها، ولن نترك لإسرائيل أن تتلاعب فيها، تحت أي ظرف من الظروف. حقيقة أن لبنان لن يقع في الفتنة، ولن يسقط في الفوضى". وشدد على ان"اللبنانيين سيعيدون بناء ما تهدم، وأن المدن والقرى التي اجتاحوها ودمروها في الجنوب والبقاع والضاحية والشمال، ستعود إلى أهلها، بقوة التضامن الوطني، وبإرادة الدولة الواحدة التي يجب أن يعلو دورها على كل الأدوار". واذ لفت الى ان"تاريخ اسرائيل معنا هو تاريخ أسود، حاقد، تاريخ القتل والدمار والخراب". قال:"تلك هي إسرائيل، التي تريد أن تعيش على دماء اللبنانيين، وتعيش على دماء الفلسطينيين، كما أرادت أن تعيش في السابق على دماء المصريين والأردنيين والسوريين. إنه تاريخ الجريمة المستمرة. أما تاريخنا معها، فله صفحات أخرى. صفحات مليئة بالشهادة، والصمود والكبرياء والكرامة. تلك هي اسرائيل التي تريد دولة لبنان محطمة ومنقسمة. الدولة القوية واكد الحريري ان"الدولة كلمة لا تتردد في الفراغ. هي كلمة لا يجوز أن تبقى تائهة في الفراغ، أو أن تكون اسماً رديفاً للضعف، نستقوي عليها متى شئنا، ونضرب بها وبمؤسساتها عرض الحائط، أو نطرحها في سوق المزايدات الإقليمية والدولية، كلما حلت بنا أزمة أو نكبة"، وقال:"الدولة هي كرامة اللبنانيين، ولا كرامة للبنان من دون دولة، هي وحدة اللبنانيين، ولا استقرار للبنان من دون دولة، هي قوة اللبنانيين، ولا قوة للبنان من دون دولة، الدولة هي مستقبل اللبنانيين، ولا ازدهار للبنان من دون دولة، هي ضمانة اللبنانيين، ولا ضمانة للبنان من دون دولة". واشار الى انه يردد"هذا الكلام عن الدولة، لأن لبنان يقف حالياً أمام مفترق مصيري، ولأن التداعيات التي أنتجها العدوان الاسرائيلي مؤلمة جداً جداً، ولكنها خطيرة جداً جداً أيضاً. وهي تداعيات لا تقف عند حدود التدمير الرهيب الذي أصاب لبنان، ولا حتى عند حدود قوافل الشهداء التي قدمها لبنان، إنها تداعيات أصابت كل زاوية من زوايا حياتنا الوطنية. وأكاد أن أجزم، في هذا السبيل، أن ما من لبناني يعيش على أرض لبنان، إلا وعانى، بنسبة أو بأخرى من هذه الحرب". وشدد على"اننا في نهاية المطاف أمام مشهد لبلد منكوب، ولن يسمح اللبنانيون لأحد بعد اليوم أن يجعل من الدولة الطرف الأضعف في المعادلة الوطنية، أو الجهة المكسورة التي لا حيل لها ولا قوة في مواجهة مخلفات الحرب الإسرائيلية، بكل ما تعنيه هذه المخلفات من أبعاد سياسية واقتصادية واجتماعية وإعمارية. ما يجب أن يسود هو منطق الدولة، وإرادة الدولة، وفعالية الدولة. واليوم بالتحديد، خصوصاًً في ظل بعض السياسات الهوجاء التي تصل إلينا من الخارج، هذا اليوم يجب أن يشكل محطة مهمة في تجديد الثقة بالدولة اللبنانية ودورها". وتوقف عند حدث انتشار الجيش في الجنوب وقال:"الآن يقوم الجيش اللبناني بمهمة تاريخية، من خلال عملية الانتشار المقررة في الجنوب اللبناني، وهي مهمة وطنية وسياسية وأمنية وعسكرية بامتياز، ينفذها الجيش وأنظار اللبنانيين شاخصة إليه، وتراهن عليه في حماية السيادة والناس، ودفع الأخطار التي هددت أرضنا وأهلنا في الجنوب منذ عشرات السنين. وإننا نتطلع بأمل كبير إلى الدور الذي سيقوم به الجيش في الجنوب، كما نتطلع إلى مشاركة الدول الصديقة في قوات الطوارئ الدولية، والدور المأمول منها في وقف الاعتداءات والخروق الإسرائيلية على أرضنا وسيادتنا. إن المجتمع الدولي أمام امتحان صعب، يتعلق بقدرة العالم على حماية سيادة لبنان ومنع العدوان على حدوده. ونحن في لبنان أمام امتحان صعب أيضاً، يتعلق بقدرتنا على حماية صمود اللبنانيين، وتفويت أي فرصة على المتلاعبين بوحدة الدولة ومؤسساتها". جرح الشقيق ورد الحريري بعنف على ما تضمنه خطاب الرئيس السوري بشار الاسد قائلاً:"الجرح الذي أصاب لبنان موجع وعميق، لكنه جرح صنعه العدو. هو جرح صنعته اسرائيل. أليس من المؤلم أيضاً، أن نتحدث اليوم عن جرح آخر. عن جرح يأتينا من شقيق. بعد 33 يوماً من القصف الاسرائيلي على رؤوس اللبنانيين، نزل علينا قبل يومين قصف من نوع آخر". واضاف الحريري:"قرر سيد قصر المهاجرين في دمشق أن يتوجه إلى اللبنانيين بخطاب من الوزن الثقيل، فخانته الكلمات وخانته الرؤيا، ليتحول الخطاب إلى قصف من العيار الثقيل، لا ينال من فريق أساسي في لبنان فحسب، إنما يطعن بعلاقاته مع الأشقاء العرب، لا سيما الأشقاء الذين وقفوا مع والده الرئيس الراحل حافظ الأسد، ولم يتنكروا لنصرة سورية ودعمها في يوم من الأيام". واذ وصف الخطاب بانه"خطاب نكران الجميل للعرب، وخطاب التحريض على الفتنة في لبنان". اعتبر ان"الرئيس السوري، أساء لموقعه وأساء لسورية وللبنان. ومن باب الإساءة، أراد أن يكون شريكاً مضارباً للبنانيين في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي. وحبذا، حبذا لو أن هذه الشراكة استطاع أن يمارسها على جبهة الجولان المحتل، وأن يخرق، ولو لمرة واحدة، الصمت الرهيب والمزمن، لتلك الجبهة العزيزة على قلوب جميع العرب". وزاد الحريري:"اننا لا نريد أن نتدخل في الشأن الداخلي السوري، ولكن لا بد لي هنا من أن أتوجه بكلمة إلى هذا الشعب الشقيق. نحن نعرف أن ليس من مسافة أكبر في العالم، بين ما تكنونه لأخوتكم في لبنان من محبة وأخوة وصدق، وبين ما يكنه النظام في سورية إلينا من حقد وفتنة وكذب. نحن نعرف أن ليس من مسافة أكبر في العالم، بين عروبتكم وانتمائكم إلى هذه الأمة وتوقكم لتحرير أرضكم المحتلة في الجولان، وبين تصرفات النظام في سورية تجاه العروبة وضربه عرض الحائط بمصالح الأمة، وتناسيه أرضكم، أرضنا المحتلة في الجولان. نحن نعرف أنكم أنتم السند الأول لإخوتكم في لبنان وفي كل بلد عربي وكل قرية ومدينة في أمتنا، وأن النظام في سورية يتاجر بدماء أطفال قانا وأطفال غزة وأطفال بغداد لكي يستدرج الفتنة إلى لبنان وفلسطين والعراق. حتى بات قصر المهاجرين، يستحق أن يسمى قصر المتاجرين". وتابع الحريري قائلاً:"نحن نعرف أن لا حزن أكبر من حزنكم أنتم الشعب المظلوم، الممنوع من التعبير والمقاومة، من حزنكم على رؤية النظام في سورية الذي يعيش على تزوير إرادتكم يوزع اتهامات الخيانة ويطلق أحكام الإعدام السياسي بحق من جاء بهم الشعب في انتخابات ديموقراطية حرة، وهو الذي يمسك بزمام الحكم بقوة السجون والارهاب والاستئثار بالسلطة. إننا نشعر بالحزن العارم، لما آلت إليه القيادة في سورية الشقيقة، ويزداد الحزن عندما ينبري رئيس سورية، للتفريط بوحدة لبنان بهذا الشكل السافر، وتوجيه الاتهامات لجهات، يعلم قبل سواه، أنها تشكل أبرز الأركان التاريخية في مواجهة اتفاق 17 أيار". واضاف الحريري:"إننا نشعر بالحزن العارم، عندما نرى رئيس سورية يتسلل بهذا الشكل المريب، إلى الانتصار اللبناني، ويخرج عن طوره في امتلاك الخطاب، ليوجه الاتهامات وحملات التخوين التي لا تليق بأي مسؤول، حتى ولو كان من الدرجة العاشرة. على أي حال، أريد أن أقول لرئيس النظام في سورية، إن الصمود في وجه إسرائيل هو انتاج لبناني معروف، لم يصنع في أقبية السجون وغرف التعذيب والتخريب، لكنه صنع في ميادين الشهادة والتضحية، الانتصار هو انتاج نبيل وعظيم، للوحدة الوطنية اللبنانية، ولارادة اللبنانيين المشتركة في مواجهة العدوان الاسرائيلي". التهويل بالفتنة وتابع:"أما نحن في 14 آذار، فنحن آباء الوحدة الوطنية وحماتها، ونحن قوة المحافظة عليها، مهما عصفت رياح المهاجرين. نحن انتاج العروبة الحقة. نحن انتاج الوفاء للبنان، والولاء للبنان، والدفاع عن سيادة لبنان. نحن صهرتنا جريمة 14 شباط، جريمة اغتيال رفيق الحريري اللبناني، العربي، الحقيقي، الصادق، الرجل الظاهرة الذي أحبه الشعب السوري كما أحبه شعب لبنان. والذين أنتجوا هذه الجريمة يهولون على لبنان الآن بانتاج فتنة جديدة. ويخافون على مصيرهم من محاكمة دولية ستكشف زيف الادعاءات الوطنية والقومية". وخاطب الحضور قائلاً:"هناك رئيس مجاور يهدد باسقاط الوضع السياسي القائم في لبنان، لأنه لم يستطع أن يهضم حتى الآن قرار الشعب اللبناني، بسحب فساده وأجهزته من الأراضي اللبنانية، وهناك في الجهة الأخرى، دولة تهدد لبنان يومياً في سيادته وأمنه وسلامة شعبه واستقراره، ولا خيار لنا في الحالتين، سوى التأكيد على رفض وصاية قصر المهاجرين أو محاولة تجديد هذه الوصاية بأي صورة من الصور، وكذلك على مواجهة العدوان الاسرائيلي والتضامن وراء الدولة اللبنانية ومؤسساتها الشرعية، لإزالة آثار العدوان، والمباشرة في مرحلة جديدة وواعدة في تاريخ لبنان". وكان الحريري التقى امس، وزير خارجية ماليزيا سيد حميد البار ووزير خارجية باكستان خورشيد قاصورين.