رفض الرئيس جورج بوش بشدة الأربعاء دعوات اطلقها ديموقراطيون من أجل انسحاب مبكر للقوات من العراق، محذراً من أن خطوة من هذا النوع ستؤدي الى قيام"دولة ارهابية"تمتلك احتياطاً ضخماً من النفط. وقال بوش في خطاب امام مناصريه في لانكستر في ولاية بنسلفانيا شرق، إن الذين يريدون مثل هذا الانسحاب"مخطئون". واضاف ان"الرحيل قبل انجاز مهمتنا سيؤدي الى قيام دولة ارهابية في قلب الشرق الاوسط، دولة تمتلك احتياطاً ضخماً من النفط قد تسعى الشبكات الارهابية لاستخدامه لإلحاق الأذى اقتصادياً بالذين يؤمنون بالديموقراطية من بيننا". وكان بوش يتحدث في تجمع انتخابي للحصول على تبرعات للمرشح الجمهوري لمنصب حاكم بنسلفانيا لين سوان. وتشكل الحرب في العراق أحد المواضيع الرئيسية التي تهيمن على الانتخابات التشريعية التي ستجرى في 7 تشرين الثاني نوفمبر المقبل. وتطالب المعارضة الديموقراطية ببدء انسحاب من العراق، بينما تكشف استطلاعات الرأي قلقاً متزايداً للرأي العام من الوجود الأميركي في العراق. ويركز الحزب الجمهوري، الذي يسعى الى الاحتفاظ بالغالبية في الكونغرس، والإدارة الأميركية على اقناع الناخبين بأن العراق يشكل"جزءاً من الحرب على الارهاب". وهم يأملون في تحقيق النجاح الذي توصلوا اليه في انتخابات 2002 و2004 عندما عبر الناخبون عن ثقتهم في بوش والجمهوريين لحماية البلاد من الارهاب. وقال بوش إن"الجبهة المركزية للحرب على الارهاب حالياً هي العراق". وكان البيت الأبيض نفى معلومات أكدت ان جورج بوش يشعر بخيبة أمل من العراقيين ورئيس حكومتهم نوري المالكي. كما رفضت الرئاسة الاميركية المعلومات التي تفيد بأن العراق يشهد حرباً أهلية. وقال الناطق باسم البيت الأبيض توني سنو:"لا حرب أهلية"في العراق، مشيراً الى"بعض التحسن في الوضع الميداني"على رغم غياب المؤشرات إلى ذلك. وقال:"لا نتوقع منه المالكي نجاحاً فورياً في معالجة هذه المشاكل. لا أحد يستطيع تحقيق ذلك. لكن الرئيس بوش يدعم بالتأكيد رئيس الوزراء"العراقي. واضاف ان"هناك حكومة جديدة وهذا الرجل يواجه سلسلة من التحديات امام حكومته والرئيس معجب ليس بتصميمه على انجاز العمل فحسب، بل بعمله لتحقيق ذلك". وتابع ان بوش يؤمن بأنه"عندما نواجه مشكلة علينا ألا نجلس ونشعر بالاحباط، بل علينا التفكير في ما يجب ان نفعله". ورداً على سؤال، قال سنو إن الاميركيين"محقون في قلقهم"من العنف الطائفي والعمليات الارهابية في العراق، لكنه اكد في الوقت ذاته انه"ليست هناك حرب أهلية"في هذا البلد. واضاف ان"ما لا يراه الاميركيون هو العمليات الجارية واعتقال الارهابيين وكشف مخابئ الأسلحة وكل هذا يجري يومياً". وكانت صحيفتا"نيويورك تايمز"و"لوس انجليس تايمز"ذكرتا الاربعاء ان بوش عبر عن شعوره بالاحباط خلال اجتماع مغلق الاثنين مع خبراء في الشؤون العراقية في وزارة الدفاع الاميركية البنتاغون نظراً الى التقدم البطيء في العراق ونقص دعم العراقيين للجهود العسكرية الاميركية. من جهة أخرى، أعلنت الناشطة الأميركية المناهضة للحرب في العراق سيندي شيهان التي تظاهرت مطلع الشهر قرب مزرعة الرئيس بوش في كروفورد تكساس، جنوب للمطالبة بعودة الجنود الاميركيين من العراق، انها ستعيد حركة الاحتجاج التي تتزعمها الى العاصمة الاميركية. واوضحت شيهان في بيان انها ستنتقل مع المتظاهرين الآخرين الى واشنطن اعتبارا من 5 ايلول المقبل.