قال مفاوضون بخصوص مسودة الدستور العراقي الجديد أمس في اعقاب ما وصفه البعض بانه تحول كبير في المحادثات بشأن الدستور وتغير في الموقف الأمريكي ان الاسلام سيكون «المصدر الرئيسي» للتشريع في العراق وان البرلمان سيراقب المبادىء الدينية. وفي حال الاتفاق على ذلك بحلول المهلة الممنوحة للبرلمان لإقرار الدستور يوم غد (الاثنين) فسيبدو ان ذلك يمثل امتيازا كبيرا للزعماء الإسلاميين من الأغلبية الشيعية ويأتي مناقضا للإصرار الأمريكي بخصوص جعل الأولوية للديمقراطية وحقوق الإنسان في العراق الجديد. ورفض دبلوماسيون امريكيون يقومون عن كثب برعاية العملية الادلاء بتعليق فوري وقال سياسي كردي علماني واحد على الأقل ان الأكراد سيحاولون عرقلة مثل هذا الاتفاق. لكن مسؤولا بأحد الأحزاب الشيعية الرئيسية ومفاوضا سنيا عربيا قالا ان الاتفاق تم التوصل اليه بالفعل بعد تنقيح تفاهم تم التوصل اليه في وقت سابق في محادثات اجريت مؤخرا بان يكون الإسلام «مصدرا رئيسيا» للتشريع. وابلغ عدد من المفاوضين رويترز بان البرلمان لن يكون بمقدوره تمرير تشريع يتعارض مع مبادئ الإسلام. وقال مسؤول شيعي ان محكمة دستورية ستقرر ما اذا كانت القوانين تتسق والشريعة الإسلامية. لكن المفاوض السني صالح المطلق قال انه بناء على اصرار السفير الأمريكي زالماي خليل زاد فإن الدستور سيتضمن أنه ينبغي احترام «مبادىء الديمقراطية». وكان خليل زاد قال في وقت سابق من الشهر الجاري انه «لا تفريط » بخصوص المساواة في الحقوق بالنسبة للنساء والأقليات. وساهم خليل زاد في صياغة دستور في بلده الأصلي افغانستان التي أعلنها «جمهورية إسلامية» لا يمكن لقانون فيها أن يتعارض مع المبادئ الإسلامية. ويحتوى الدستور الافغاني ايضا على تشريع ينص على حقوق متساوية للنساء وحماية الاقليات الدينية. ٭ في كروفورد، أعلن الرئيس الأميركي جورج بوش في خطابه الاسبوعي أمس ان افضل وسيلة لتكريم الجنود الذين سقطوا في ميدان القتال في العراق هي كسب الحرب على (الارهاب) - على حد قوله -. وقال بوش الذي يواجه منذ عشرة ايام تظاهرة لمعارضين للحرب في العراق، في خطابه الذي سجل في مزرعته في كروفورد (تكساس) حيث يمضي عطلة تستمر خمسة اسابيع «علينا ان ننهي المهمة التي ضحى جنودنا حياتهم من اجلها بانجازها بالكامل». واضاف الرئيس الأميركي ان «جنودنا يدركون انه اذا لم نواجه هؤلاء الرجال الشياطين في الخارج فسيكون علينا مواجهتهم يوما ما في مدننا وشوارعنا ويعرفون ان امن كل أميركي يشكل رهانا في هذه الحرب ويعرفون اننا سننتصر». - على حد تعبيره -. ويواجه بوش منذ عشرة ايام تظاهرة ضد الحرب تقودها سيندي شيهان (48 عاما) التي قتل ابنها في نيسان (ابريل) 2004 في بغداد وتطالب بلقاء الرئيس الأميركي لتطلب منه اعادة 138 الف عسكري أميركي ينتشرون حالياً في العراق. وقد اصبحت شيهان رمز حركة المعارضة للحرب. من جهة ثانية ومع اقتراب موعد ذكرى اعتداءات الحادي عشر من ايلول/سبتمبر 2001، قال بوش انه سيحيي هذه الذكرى وسيعبر عن شكره للجنود الأميركيين الموجودين «في الجبهة».