أكد وزير الصناعة والتجارة الأردني شريف الزعبي، أن العراق سيزود الأردن بحوالى عشرة آلاف برميل من النفط الخام يومياً بأسعار تفضيلية. وأوضح الزعبي في بيان صحافي، أن الكمية المذكورة تشكل نسبة 10 في المئة من مجمل الاستهلاك اليومي للمملكة البالغ 100 ألف برميل يومياً، مشيراً إلى أن عبء الفاتورة النفطية الذي يرتفع باضطراد يثقل كاهل الموازنة، ويؤثر سلباً في الاقتصاد الوطني. ولم يتفق الطرفان بعد على نسبة الحسم التي ستحسب على سعر برميل النفط المقدم للأردن، في إطار مذكرة التفاهم، التي وقعها الأردنوالعراق في بغداد الثلثاء الماضي، أثناء زيارة عمل رسمية، استغرقت يوماً واحداً، قام بها رئيس الوزراء الأردني معروف البخيت إلى العاصمة العراقية، أجرى خلالها مع نظيره العراقي نوري المالكي محادثات، حضرها عدد من الوزراء من الجانبين، تركزت على آليات تعزيز العلاقات الثنائية، خصوصاً في المجالات الاقتصادية والتجارية والأمنية. وقال الزعبي إن الأردن أكد خلال المحادثات رغبته في توقيع اتفاقات اقتصادية واستثمارية مع العراق، بينها اتفاق تجارة حرة، وآخر لحماية الاستثمارات ومنع الازدواج الضريبي، إضافة إلى زيادة الاعتماد على الصادرات الأردنية في تلبية جزء من حاجات السوق العراقية. ونقلت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية بترا عن المالكي قوله، إن مذكرة التفاهم المشار إليها، حددت الفترة الزمنية التي يحتاج فيها الأردن للنفط العراقي بأسعار تفضيلية، مشيراً إلى أن طريقة النقل الحالية ستكون عبر ناقلات النفط، التي بحث الجانبان سبل توفير الحماية لها، واتفقا على تشكيل لجان أمنية مشتركة لبحث هذا الموضوع، وإيجاد الحلول المناسبة في هذا المجال. غير أن مصادر أردنية رجحت أن ينقل النفط من شمال العراق في صهاريج انطلاقاً من مصفاة بيجي، وهي أكبر مصفاة للنفط في العراق، إذ تقدر طاقتها الإنتاجية بنحو 200 ألف برميل يومياً، وهو ما كان يعمل به على مدى سنوات في عهد الرئيس العراقي السابق صدام حسين، بسبب بُعد ميناء العقبة الأردني، عن موانئ العراق الجنوبية. وبين عامي 1991 و2003، نقلت الصهاريج الأردنية حاجات الأردن من النفط الخام العراقي، التي كان يحصل على نصفها بأسعار تفضيلية، والنصف الآخر مجاناً، وذلك بموجب اتفاق يجدد سنوياً. وقدر آخر اتفاق وقع بين البلدين عام 2003، الحاجات النفطية الأردنية للعام المذكور، بحوالى أربعة ملايين طن من النفط الخام، وحوالى مليون طن من المشتقات النفطية، على أساس سعر تفضيلي للبرميل الواحد قيمته 19.5 دولار. ونسبت"بترا"إلى المالكي قوله، إن البلدين يفكران في أفق أوسع للتعاون في مجالات النفط، بما في ذلك تأسيس أو إعادة مد أنبوب لنقل النفط من العراق إلى مصفاة البترول الأردنية الوحيدة في المملكة، التي تقع قرب مدينة الزرقاء، على بعد حوالى 30 كيلومتراً إلى الشرق من عمان. وكان الأردنوالعراق اتفقا قبل سنوات على مد أنبوب نفط بين مدينة الحديثة في شمال غربي العراق وبين الزرقاء. وتقدمت شركات عالمية بعروض لتنفيذ المشروع على الجانب الأردني من الحدود، لكن المشروع توقف مع غزو العراق من جانب الولاياتالمتحدة وبريطانيا ودول أوروبية أخرى.