اعتبر وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير أمس، أن خطاب الرئيس السوري بشار الأسد أعطى برلين"إجابة علنية عن الأسئلة التي طرحتها"على دمشق، ولم يترك مجالاً لإنجاح الزيارة التي كانت مقررة للوزير الألماني إلى العاصمة السورية أول من أمس. لكنه شدد على أن حكومته"لا تريد قطع الحوار والاتصالات مع سورية"، غير أنها مستعدة لاستئنافه فقط في حال كان ممكناً"الوصول إلى نتائج". ودعا وزير الخارجية الألماني خلال زيارته السعودية، سورية الى"إعادة النظر في دورها"في المنطقة وذلك بعد إلغاء زيارته الى دمشق. وقال للصحافيين في ختام لقاء مع نظيره السعودي الامير سعود الفيصل في جدة"سيكون علينا الان ان ننتظر اشارات من سورية"عما اذا كان هذا البلد"على استعداد لاعادة النظر بالدور الذي يستعد للاضطلاع به في المستقبل". واعتبر أن الاشارات التي وجهها الرئيس الاسد لا تذهب في الاتجاه الصحيح ولا تهدف الى تعزيز الحكومة اللبنانية. من جهته، أعرب الأمير سعود الفيصل عن امله في أن تحافظ سورية على الوحدة العربية. وأضاف أن المانيا والسعودية تأملان في احلال السلام والاستقرار في المنطقة، مشيراً الى ان اوروبا تلعب دوراً مهماً في هذا الاطار. وقال إن تعزيز الحكومة اللبنانية هو الطريق الذي سيسمح بالمضي قدماً، لافتاً الى أن الهدف هو استئناف مفاوضات السلام في الشرق الاوسط ودرس المشاكل الحقيقية. وعلمت"الحياة"أن شتاينماير ألغى سفره بعد اتصال تلقاه من المستشارة انغيلا ميركل بوزير خارجيتها وهو يستعد للسفر من عمان إلى العاصمة السورية. وكان مقرراً أن يزور شتاينماير دمشق في إطار جولة إقليمية، للقاء الرئيس الأسد ووزير الخارجية وليد المعلم، سعياً إلى حض دمشق على تبني"موقف بناء"من القرار الدولي في شأن لبنان. لكن الوزير الألماني أعلن من العاصمة الأردنية إرجاء زيارته، بعد الخطاب الحاد اللهجة الذي ألقاه الرئيس السوري. وكانت أوساط مطلعة ذكرت أن الولاياتالمتحدة وفرنسا لم تحبذا مبادرة شتاينماير تجاه سورية ولم ترغبا في أن يزورها، لكن الحكومة الألمانية نفت ذلك الأسبوع الماضي. وعرض شتاينماير أسباب إلغاء زيارته في تصريحات لمحطتي"زد دي إف"و"أه إر دي"التلفزيونيتين الألمانيتين، فقال إن خطاب الأسد"القاسي في لهجته ومواقفه والمناقض لما تم التفاهم عليه قبل الزيارة"جعله يغير رأيه. وأوضح أن الخطاب تضمن"تشكيكاً في قيمة القرار الدولي الذي بذلنا جهداً لاصداره، وثمة استعادة لخطاب المقاومة بنظرة صوفية، وثمة دعوة أيضاً إلى البحث عن حلول لأزمة الشرق الأوسط من دون إسرائيل". ورأى أن"هذه المواقف لم تعد تشكل قاعدة صالحة لزيارة دمشق". وأشار إلى أن الاتفاق بين برلينودمشق قبل الزيارة"تم على أساس البحث المشترك في طرق إعادة الاستقرار إلى منطقة الشرق الأوسط. لكن بعد أن حصلت على إجابة علنية بهذا الشكل عن الأسئلة التي طرحتها، لم أعد أجد أي مجال لزيارة دمشق". غير أنه أكد، رداً على سؤال، أن حكومته"لا تريد قطع الحوار والاتصالات مع سورية، لكننا لا نمارس الحوار من أجل الحوار بل للوصول إلى نتائج. وبما أن ذلك لم يعد منتظراً الآن كان من الضروري إرسال هذه الإشارة إلى دمشق".