جدّد الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الألمانية مارتين شيفر أمس موقف حكومته المنتقد في شدة العنف الذي تستخدمه السلطات السورية وأجهزتها الأمنية المختلفة ضد المتظاهرين المسالمين في مختلف أنحاء البلاد، خصوصاً في حمص وريف دمشق ومحافظة إدلب. وكشف عن إجراء محادثات في برلين أخيراً مع ممثلين عن المعارضة السورية في برلينودمشق. وقال الناطق رداً على سؤال ل «الحياة» إن المفوض الجديد لمنطقة الشرق الأوسط في الوزارة بوريس روغه زار الأسبوع الماضي دمشق للمرة الثانية خلال شهر تقريباً حيث اجتمع مع وزير الخارجية وليد المعلم ليؤكد له ضرورة وقف أعمال العنف ضد فئات واسعة من الشعب السوري المطالب بالحرية والديموقراطية، والتقدم بخطوات سريعة لتنفيذ الإصلاحات المطلوبة. وأضاف أن روغه حمل معه في الزيارة الأولى رسالة من الاتحاد الأوروبي إلى القيادة السورية تنتقد بقوة استخدام العنف والقمع والقتل ضد أبناء الشعب السوري المسالمين، مضيفاً أنه التقى أيضاً في العاصمة السورية بعض ممثلي المعارضة. وكشف الناطق الرسمي أن وزارته دعت على الأثر أربعة ممثلين عن المعارضة السورية إلى برلين، بينهم ممثل عن الإخوان المسلمين أيضاً، فأجروا فيها قبل نحو أسبوعين سلسلة من اللقاءات والاجتماعات عرضوا خلالها رؤية الأطياف المختلفة من المعارضة لتطورات الوضع في سورية وللحل المطلوب. ولاحظ أن قسماً من المعارضة أيد الحوار مع النظام لتنفيذ الإصلاحات الموعودة فيما رفض قسم آخر التعاون ودعا إلى إسقاط النظام. ونفى المسؤول الألماني أن تكون حكومته خففت من لهجتها إزاء النظام السوري مذكّراً بالمواقف المتشددة التي اتخذتها برلين مع الاتحاد الأوروبي مما يجرى مقرونة بعقوبات ضد الرئيس بشار الأسد ومسؤولين آخرين في نظامه، وبالتصريحات المتكررة التي أدلى بها وزير الخارجية غيدو فيسترفيلله وطالب فيها دمشق بوقف نهجها القمعي. وقال أخيراً إن حكومته ترى ضرورة في ترك خط الاتصال مع دمشق مفتوحاً بسبب موقع سورية في المنطقة والدور المتعدد الذي تلعبه مع أطراف عدة.