يحتل سرطان المبيض المركز السادس في جدول السرطانات التي تضرب النساء، ويحتل المرتبة الثانية للوفيات الناتجة من السرطانات، بعد سرطان الثدي. ويزداد وقوع الاصابة بسرطان المبيض مع العمر. لكن هناك عوامل تسهم، في شكل أو في آخر، في زيادة خطر التعرض له، ومن بينها وجود اصابات سابقة بالإصابة بسرطان الثدي، أو وراثة عائلية بسرطان المبيض أو الرحم أو القولون عند القريبات من الدرجة الأولى أي الأم، أو الأخت...، ومشكلة العقم، أو العلاج بهرمون الاستروجين لفترة طويلة، أو تناول حبوب منع الحمل، من العوامل التي يمكن أن تشعل فتيل الإصابة بسرطان المبيض. وأشار باحثون أميركيون ان هناك صلة ما بين الاصابة بالتوتر ووقوع سرطان المبيض، فالضغط النفسي التوتر يحرض على نمو خلايا سرطانية في المبيض. ان الاكتشاف المبكر لسرطان المبيض يعطي نتائج شفائية عالية، ولكن لسوء الحظ فإن رصده صعب وغالباً ما يكتشف متأخراً، بعد أن يكون قد تمكّن من الجسم. ومعظم سرطانات المبيض تنمو في القشرة الخارجية التي تحيط به، وبعضها ينمو في الخلايا التي تعطي البويضات، والبعض الثالث ينشأ على الأنسجة التي تفرز الهرمونات والمراحل الأولى لسرطان المبيض قد تكون خفية تبث عوارض دامغة، ولكن مع تطور الورم تعاني المصابة من عوارض غير نوعية مثل: الإحساس بثقل في البطن، والشعور بألم في الأحشاء، والتعب، والإمساك، ونقص الشهية، وتورم البطن، والحاجة الكاذبة للتبرز الزحير، والضائعات الدموية في خارج العادة الشهرية، ونقص الوزن المجهول السبب. ان كل هذه العوارض ليست خاصة بسرطان المبيض، بل يمكن مشاهدتها في حالات مرضية أخرى سواء كانت سرطانية أم غير سرطانية. يُشخّص سرطان المبيض"المؤكد"بسلسلة من الفحوص الطبية من بينها الايكوغرافي، ومنظار البطن، والتصوير المقطعي بالكومبيوتر، والتصوير الوريدي لجهاز البول إضافة الى فحوصات أخرى لا تخفى على الطبيب المعالج. أما علاج سرطان المبيض فيقوم أولاً على الجراحة لاستئصال الورم وتشعباته إذا أمكن، وبعد فحص الورم مجهرياً يقرر الطبيب على ضوئه الشروع في معالجات مكملة مثل المعالجة الكيماوية والمعالجة بالأشعة. وهذه الوسائل لا تؤدي بالطبع الى شفاء كل المريضات، لكن الباحثين يعملون على قدم وساق للتوصل الى طرق جديدة تسمح بإعطاء نتائج أفضل. وتبقى هناك نقاط عدة تجب الإشارة اليها تتعلق بسرطان المبيض: أظهرت دراسات حديثة ان السمنة ترفع من احتمال خطر الإصابة بسرطان المبيض، وان هذا الاحتمال يكون أقوى عند البدينات اللاتي لم ينجبن الأطفال أبداً. ان الاستعمال المنتظم لعقار الباراسيتامول أظهر فعالية في خفض خطر التعرض لسرطان المبيض بنسبة تصل الى 30 في المئة. وهذا لا يعني اعطاء الضوء الأخضر لتناول الباراسيتامول، فالاستعمال المديد قد يعرض لمخاطر شتى، منها الإصابة بالإخفاق الكلوي والكبدي. أشارت بعض الدراسات الى أن الأسبرين أيضاً يفيد في الوقاية من سرطان المبيض شرط تناوله لمدة طويلة لا تقل عن ستة أشهر، وبجرعة لا تقل عن الثلاث مرات أسبوعياً. وكما الحال مع عقار الباراسيتامول، فإن الاستخدام الطويل للأسبرين له مضاعفات، لعل أهمها خطر التعرض للنزف الشديد على مستوى المعدة والأمعاء. الأعمال المنزلية لها أثر واقٍ ضد سرطان المبيض، ولكي تعطي هذه الأعمال الفائدة المرجوة لا بد من أن تكون مديدة أي لا تقل عن 3 الى 4 ساعات في اليوم. المواظب على شرب الشاي الأخضر يومياً له تأثير ايجابي في درء سرطان المبيض. والبعض يفسر هذا الى غنى الشاي الأخضر بمضادات الأكسدة. تدخين لفافات التبغ هو عامل يشجع على الاصابة بسرطان المبيض بحسب دراسة استرالية نشرت فصولها العام الماضي. أفادت دراستان نشرتا في أواخر العام المنصرم، الأولى أجريت في المختبر والثانية على النساء، ان خلاصة عشبة"جينكجوبيلوبا"يمكن أن تساعد في دفع شر التعرض لسرطان المبيض، والآن يحاول العلماء التوصل الى الدليل العلمي الدامغ يسمح باستعمال العشبة على نطاق واسع. وفقاً لدراسة نشرت في مجلة الصحة العامة الاسكندنافية، فإن المشي أو العدو السريع يقلل خطر الإصابة بالسرطانات في شكل عام، وبسرطان المبيض في شكل خاص. العلاج الجيني أي استعمال الجينات في العلاج قد يشكل في القريب العاجل، الحل البديل للعلاج الكيماوي والشعاعي في مداواة سرطان المبيض. النتائج عند الحيوان كانت جيدة، أما عند الإنسان فالأمر يحتاج الى بعض الوقت لكي تنفذ عليه.