هناك عديد من الدراسات تثبت أن بعض مكونات الغذاء يمكن أن تلعب دورا في خفض خطر الإصابة بالسرطان، بما في ذلك المواد الكيميائية النباتية، مضادات الأكسدة وأحماض أوميجا 3 الدهنية. فما هي هذه المواد الكيميائية النباتية؟ إليكم مجموعة من الأطعمة لمحاربة السرطان. هل فعلا قد توجد أطعمة لمحاربة السرطان أو مواد غذائية وطبيعية ستساعدنا في محاربة السرطان ووقاية أنفسنا وعائلاتنا منه؟ وهل فعلا المواد المضادة للأكسدة لها دور كبير في محاربة السرطان؟ والجواب هو طبعا نعم، فهناك أدلة قوية على أن بعض أنواع الفواكه والخضراوات الغنية بالمواد الغذائية ذات الأصل النباتي يمكن أن يكون لها دور فعال في منع الأورام منذ البداية ووقف نموها. فمن المؤكد أنك سمعت بمضادات الأكسدة مثل: فيتامين C، الليكوبين، والبيتا كاروتين، التي تتوفر في كثير من أنواع الفواكه والخضراوات والأغذية الأخرى. فقد أشارت عديد من الدراسات إلى أن الأشخاص الذين يتناولون وجبات غنية بالفواكه و الخضراوات يقل لديهم خطر الإصابة بالسرطان.. فجميع الأغذية النباتية من حبوب، وفواكه، وخضراوات – تحتوي على كميات صغيرة من المغذيات النباتية والمركبات الكيميائية التي لا تقل أهمية عن الفيتامينات والمعادن للحفاظ على الصحة. وهناك الآلاف من المغذيات النباتية المعروفة، وكثير منها قد أثبتت القدرة على حمايتنا من السرطان مما يجعلها من الأطعمة لمحاربة السرطان. فالخضراوات مثل البروكلي والقرنبيط، والكرنب تحتوي على المغذيات النباتية المعروفة باسم الجلاكوسينولات، مما قد يساعد في منع عملية التمثيل الغذائي لبعض المواد المسرطنة وتحفيز إنتاج الجسم للإنزيمات الخاصة بإزالة السموم. ومن الجدير بذكره أن السمنة أو زيادة الوزن قد تشكل عاملا من العوامل الخطرة جدا، فمن المعروف أن فرط الوزن والسمنة هي عوامل الخطر، وقد تؤدي لحدوث أمراض القلب والسكري، وبالإضافة إلى ذلك فهي تعتبر عاملا ً رئيساً لخطر الإصابة بسرطان الثدي وسرطان بطانة الرحم وسرطانات الجهاز الهضمي كسرطان البنكرياس والكبد والقولون وغيرها كثير من السرطانات. وبما أن حدوث السرطان يرتبط بعديد من العوامل ومن بينها العوامل الغذائية. وللمساعدة على منع حدوث السرطان والوقاية منه، ينصح بتناول تشكيلة واسعة من الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية التي تحمي خلايا الجسم من التلف، ومن أمثلة هذه الأغذية ما يلي: 1 – أنواع من الخضراوات في محاربة السرطان: البروكلى، والقرنبيط، واللفت، والملفوف بأنواعه: تحتوي على عديد من المواد المضادة للسرطان، مثل مادة الأيزوثيوسيانيت Isothiocyanate (فقد أكدت عديد من الدراسات أن تناول البروكلي مثلا قد يكون له دور في الوقاية من السرطانات بشكل عام وسرطان البروستات بشكل خاص ومنع نموه وتطوره في المراحل المبكرة). الخضراوات الورقية الداكنة، مثل الجرجير والسبانخ والخس؛ حيث تحتوي على كمية عالية من الألياف وحمض الفوليك ومجموعة كبيرة من مضادات الأكسدة (الكاروتينات) التي تلعب دورا كبيرا في مكافحة السرطان. كما أن أنواع الخضار الأخرى داكنة اللون، مثل البنجر والكرنب الأحمر تحتوي على مضادات أكسدة عالية لها دور قوي وفعال. وقد تبين في عديد من الدراسات أن تناول الجرجير بشكل يومي يمكن أن يمنع الحمض النووي للخلايا من التلف، وبهذا يحارب تكوّن الخلايا السرطانية. وقد أظهرت الأبحاث دور السبانخ في الحماية من سرطان المثانة، لاحتوائه على مواد كيميائية تعطيه لونه الأخضر الغامق وتدعى كلوروفيلين، قد يكون لها دور كبير في الحد من خطر الإصابة بسرطان الكبد. الطماطم (البندورة)، وذلك لاحتوائها على مضادات الأكسدة المعروفة باسم الليكوبين وهو المسؤول عن إعطائها اللون الأحمر بالإضافة إلى الفلافينويدز. فقد أثبتت عديد من الدراسات أن الليكوبين وهي المادة الكيميائية النشطة في الطماطم، تؤدي إلى خفض مخاطر الإصابة بعديد من أنواع السرطان، وخاصة البروستاتا والثدي والرئة وسرطان القولون. الثوم والبصل، يعتبران من أبرز الأطعمة لمحاربة السرطان؛ حيث يحتويان على عديد من المواد المضادة للسرطان بما في ذلك الأليسين والسيلينيوم؛ فهناك عديد من الدراسات التي وثقت الخصائص المضادة للسرطان من قبل الثوم. وبشكل خاص دورها في سرطانات الجهاز الهضمي، وسرطان الثدي والبروستاتا. البطاطا الحلوة، البيتا كاروتين هو أحد مضادات الأكسدة القوية. وقد أظهرت الدراسات أن الأشخاص الذين يتناولون نظاماً غذائياً غنياً بالبيتا كاروتين والموجود في الخضار والبرتقال والخضراوات الورقية تقل لديهم مخاطر الإصابة بالسرطان، وخاصة في الرئة والقولون، وسرطان الثدي والرأس والرقبة والبروستاتا والمعدة. ويعمل البيتا كاروتين على الوقاية من بعض أنواع السرطان من خلال تعزيز خلايا الدم البيضاء في الجهاز المناعي التي تعمل على منع الجذور الحرة المضرة للخلية والقضاء عليها. 2 – أنواع من الفواكه في محاربة السرطان: الرمان؛ حيث يحتوي على كمية عالية من المغذيات النباتية ومضادات الأكسدة من الفلافونويدات والبولي فينولات، التي تعمل سويا كعنصر فعال جدا لمحاربة الأمراض ومكافحتها، مما يعمل على إبطاء نمو الخلايا السرطانية، وبالتالي انخفاض خطر الإصابة بالسرطان، خصوصا سرطان البروستاتا وسرطان الثدي وسرطانات الغدد الليمفاوية. الجريب فروت؛ حيث يحتوي على فيتامين C، وهو مضاد للأكسدة موجود في كثير من الفواكه والخضراوات مثل: البرتقال والفلفل، والقرنبيط، ويساعد على منع تكوين مركبات النيتروجين المسببة للسرطان. وتم ربط فيتامين (C) بتقليص خطر التعرض للسرطانات مثل سرطان المعدة والقولون والمريء والمثانة، وسرطان الثدي، وعنق الرحم. التوت والعنب والنبيذ الأحمر المستخلص منها؛ حيث يحتوي وبشكل خاص العنب والتوت البري، على مضادات أكسدة قوية تدعى ب – ellagic acid and anthocyanosides- بالإضافة إلى مضاد للأكسدة يسمى pterostilbene؛ حيث وجدت بكميات عالية في التوت، مما يجعل له خصائص مضادة للسرطان. 3 – البذور والبقوليات والفول السوداني وفول الصويا: البقوليات مثل الفول والبازلاء والعدس، تحتوي على نسبة جيدة من مضادات الأكسدة؛ حيث تعتبر غنية بفيتامين «E» الذي يعد من أقوى مضادات الأكسدة. فول الصويا، والعنصر النشط في فول الصويا هو الجينيستين، وهو الاستروجين النباتي الذي يحمي ضد أمراض السرطان. الفول السوداني وزبدة الفول السوداني؛ حيث تحتوي على كمية عالية من فيتامين «E» وهو فيتامين يقلل من خطر الإصابة بسرطان المعدة والقولون والرئة والكبد، وأنواع أخرى من السرطانات. بذور الكتان، غنية بالأحماض الدهنية الأساسية والجيدة للصحة، بالإضافة إلى غناها بأحماض أوميجا 3 التي قد تساعد في الوقاية من السرطان عن طريق تثبيط تكاثر الخلايا السرطانية وتعطيل نموها. كما تساعد أحماض أوميجا 3 على تقليل الالتهاب. 4 – التوابل والأعشاب والشاي الأخضر: الشاي؛ حيث يحتوي على مضادات أكسدة ومركبات تساعد على وقف نمو الخلايا السرطانية ومنع الطفرات الخلوية التي تسهم في تطور مرض السرطان، وخاصة سرطان المعدة والمستقيم والبنكرياس والقولون والثدي والمبيض والبروستاتا، وسرطان الرئة؛ لذلك شرب الشاي – جميع أنواع الشاي – الأخضر والأسود والأبيض، وبانتظام قد يكون له دور إيجابي في حياتك. الكركم والمادة النشطة فيه هي الكركمين، الذي يعمل كمضاد للالتهابات ومضاد للأكسدة، مما يساعد على الوقاية من السرطان. وخاصة سرطان الثدي والقولون والمعدة والكبد والرئة. 5 – الأسماك وسمك السلمون: حيث تعتبر مصادر للبروتين عالي الجودة ومصدر قليل الدهون، والسلمون بالذات يدخل في الوقاية من السرطانات؛ حيث إنه يحتوي على فيتامين «D»، وقد تم ربط انخفاض مستويات فيتامين «D»، للإصابة بعديد من أنواع السرطان، بما في ذلك القولون والثدي. كما أنه يعتبر مصدرا للأوميجا 3 التي أثبت أن لها دوراً في تاخير أو الحد من تطور سرطان الثدي وسرطان البروستاتا. إذاً فإننا نستنتج مما سبق أن الغذاء الطبيعي والطازج قد يكون أفضل حل! فالطعام الذي تتناوله يمكن أن يساعدك بشكل طبيعي في علاج أو الوقاية من الأمراض التي تهدد الحياة ويعمل على تحسين صحتك. إلا أن هذا لا يعني بشكل مطلق أن اتباع نظام غذائي مضاد للسرطان أو استخدام المكملات الغذائية لمن لديهم السرطان قد يكون بديلا للعلاجات الموصى بها للسرطان مثل العلاج الكيميائي والإشعاع، بل هو لدعم علاج السرطان الطبي وليس ليحل محله.