"إنها تقلع الثآليل اذا حكت بها، وورقها ينفع من الضرس نتيجة أكل الحوامض، وبذرها إذا خلط بالخل يصبّر على العطش، والمسافرون يأخذونها معهم في اسفارهم عند توقع فقد الماء. وفيها قبض يمنع السيلانات المزمنة، وهي قامعة للصفراء، وتنفع من بثور الرأس غسلاً، ومن الرمد كحلاً بمائها، وتمنع القيء، وتحبس نزف الدم من الحيض، وينفع ماؤها من البواسير الدامية والحميات الحارة، واذا شربت أو أكلت قطعت الإسهال"، هذا ما قاله العلامة ابن سينا عن الباقلاء. وللباقلاء أسماء أخرى مثل: الفرفخ، الفرفحين، الرجلة، البثلة المباركة، البرابرة، الدرفاس، ذنب الفرس، الحمقة. وهناك أنواع عدة منها، والنوع الذي يؤكل منها يعرف ب"الباقلاء الحمقاء"، وقد سميت كذلك لأنها لا تنبت إلا في مجاري المياه فتسحبها معها وتذهب بها. ويؤكل من الباقلاء أوراقها التي تدخل في أطباق الفتوش والسلطة، ويجب أكل هذه الاوراق بسرعة لأنه لا يمكن خزنها مدة طويلة. يقال أن الموطن الأصلي للباقلاء هي بلدان آسيا الهند، وتزرع حالياً في كثير من البلدان، كما تنبت عفوياً في مواسم الأمطار حيث تحتل مساحات واسعة من ضفاف الوديان وحواف القنوات وجوانب الطرق وفي المزارع المهملة تمتاز الباقلاء بغناها بالماء الذي يشكل 93 في المئة من وزنها، وهذا ما يجعلها مفيدة في ترطيب الجسم ودفع الجفاف عنه. أما محتواها من البروتينات والسكريات والدهنيات فهو متواضع جداً، فكل مئة غرام منها ينتج عنها حوالى 40 سعرة حرارية لا أكثر، الأمر الذي يفتح لها الضوء الاخضر لاستعمالها في وجبات انظمة تخسيس الوزن دون خوف، وطبعاً يجب الانتباه هنا الى الصلصات المضافة اليها، فهذه تجعلها غير مناسبة للريجيم بتاتاً وتكمن أهمية الباقلاء الكبرى في غناها بالفيتامينات والمعادن، فإضافة 50 غراماً منها الى الطعام تؤمن للجسم قسماً مهماً من حاجته اليومية من تلك المعادن والفيتامينات... ومن بين الفيتامين التي نجدها في الباقلاء: الفيتامين ب1، والفيتامين ب2، والفيتامين ب 3 والفيتامين ب 6 والفيتامين ب 9 والفيتامين ث، والفيتامين أ والفيتامين ه. اما في شأن المعادن الموجودة في الباقلاء فتشمل الحديد والكلس والمغنيزيوم والبوتاسيوم والفوسفور. كانت الباقلاء قديماً تحتل مركزاً مرموقاً بين النباتات الطبية لا بل كان الافضل بينها. ولقد بيّن الطب الحديث انها تحتوي على مركبات معقدة مثل القلويات والفلافونيدات والكومارينات والفلوكوزيدات الى جانب حامض الهيدروسيانيك والزيت. يستعمل عصير الباقلاء لعلاج صعوبة التبوّل، وهي تفيد في مداواة بعض المشاكل الهضمية كالزحار والإسهال. ونلفت النظر هنا الى أن الباقلاء حاضرة بقوة في أطباق السلطة عند أهالي جزيرة كريت اليونانية الذين تقل عندهم نسبة الأمراض القلبية الوعائية. تبقى هناك ملاحظتان: الاولى، عدم المبالغة في أكل الباقلاء لأنها قد تؤثر في القوة الجنسية للرجال. والملاحظة الثانية هي الحذر من اللجوء الى العلاج بالباقلاء خلال فترة الحمل لأنها تحرض تقلصات الرحم.