في إطار الاتصالات السياسية للبحث في تداعيات الحرب الإسرائيلية على لبنان والقرار 1701، جال وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي أمس، على عدد من المسؤولين اللبنانيين يرافقه السفير الفرنسي برنارد ايمييه. وزار دوست بلازي رئيس كتلة"المستقبل"النيابية سعد الحريري في قريطم، وبعد اللقاء الذي استمر ساعة اعتبر الوزير الفرنسي أن"رفع الحصار البحري والبري أمر محوري لإعادة بناء البلد ولتنشيط الاقتصاد في لبنان"، مطالباً"السلطات الإسرائيلية بأن ترفع هذا الحصار البحري والجوي عن لبنان"، كما طالب"الحكومة اللبنانية بأن تبذل ما في وسعها للتأكد من انه لن يكون هناك تهريب للأسلحة في شكل خاص". ومن جهته، أشار الحريري إلى أن"الهجوم الإسرائيلي كان على كل اللبنانيين. وعلينا أن ننظر مع أصدقائنا إلى المستقبل وأن نعطي أملاً للشباب وللعائلات اللبنانية ولعائلات الشهداء، ولكل من دمرت أعماله بأن لبنان سيعاد إعماره مرة جديدة بسواعد اللبنانيين وبمساعدة أصدقائنا مثل فرنسا". وطمأن الحريري"اللبنانيين إلى أن المحكمة الدولية ستشكل بإذن الله وان قتلة رفيق الحريري سيدفعون الثمن"، مؤكداً أن"تيار المستقبل"سيتقدم بدعوى ضد إسرائيل بسبب الأضرار التي تسببت بها. ورداً على سؤال، قال الحريري:"لولا فرنسا لما حصلنا على وقف لإطلاق النار ولما حصلنا على قرار تمت إعادة صياغته مع اللبنانيين". وأضاف:"هناك عمل يجب أن تقوم به الحكومة اللبنانية من اجل تأمين سلامة المطار والمرفأ وكذلك على الحدود اللبنانيةالجنوبية، وكذلك بعد خطاب الرئيس السوري بشار الأسد يجب أن ننتبه أيضاً إلى هذه الحدود، لأنني اعتقد أن الرئيس الأسد أطلق بالأمس تصريحاً غير مسؤول". ثم انتقل دوست بلازي إلى وزارة الخارجية حيث عقد جلسة عمل مع نظيره اللبناني فوزي صلوخ. واعتبر صلوخ في مؤتمر صحافي تلا الجلسة، أن"موضوع مزارع شبعا جزء لا يتجزأ من القرار 1701، وانه جزء أساسي من الحل الطويل الأمد الذي نسعى إليه كما ورد في خطة النقاط السبع التي قدمتها الحكومة"، مشيراً إلى أن"الحكومة اللبنانية تعمل بعزم ومثابرة على استكمال الخطوات الآيلة إلى حفظ أمن لبنان واستقراره وسيادته، وقد عرضنا معه ما يمكن أن تساهم به فرنسا في هذا السياق. نغتنم هذه المناسبة لنشكر فرنسا على دورها المساعد والأساسي، ونأمل أن يستمر هذا الدور الصديق في إطار العلاقة التاريخية التي تجمع فرنسا مع الشعب اللبناني بمختلف تكويناته ومع الدولة اللبنانية". ودعا دوست بلازي إسرائيل إلى رفع الحصار البحري والبري عن لبنان، وقال:"الديبلوماسية يجب أن تكون في الميدان لتطبيق القرار 1701 ونحن نريد أن ننجح في تطبيق مختلف مراحل هذا النص"، مطالباً"الحكومة اللبنانية بأن تعلن عن قرارات لتعزيز الرقابة". وقال:"القرار أعد وبني بعد حدث سياسي أساسي وهو التصويت بالإجماع للحكومة اللبنانية على نشر الجيش اللبناني في الجنوب. أما الحدث السياسي الثاني غداة وقف العمليات العسكرية، فهو الانسحاب الإسرائيلي الذي بدأ يتحقق. ونأمل أن ينتهي قريباً جداً. وفي هذا السياق وبالتنسيق مع قوات اليونيفل التي بدأت بالعمل على هذا الموضوع، يبدو لي أساسياً أن يتم انتشار الجيش اللبناني في أسرع ما يمكن. ويجب أن تضطلع كل الأطراف بمسؤولياتها"، مشيراً الى أن"التدابير المتعلقة بنشر الجيش إلى جانب"اليونيفل"بموازاة بداية الانسحاب الإسرائيلي هي من مسؤوليات الحكومة اللبنانية". ولفت دوست بلازي إلى ضرورة"تعزيز هذه القوة بوحدات أوروبية وكذلك من دول أخرى، ومنها تلك التابعة لدول وزراء خارجيتها موجودون اليوم في بيروتتركيا، ماليزيا وباكستان"، وقال:"اليونيفل"سترافق حل هذه الازمة ونحن على استعداد للمشاركة في هذه القوة المعززة في اطار ولايتها"، مؤكداً"دعم الحكومة اللبنانية في المهمات الجسيمة التي تنتظرها". ورداً على سؤال، قال:"فرنسا تعتبر انه لا بد من مشاركة عدد كبير من الدول لتعزيز قوات"اليونيفل"وفرنسا مستعدة لأداء دور مهم في هذه المهمة. كل شيء سيتوقف على ظروف انتشار هذه التعزيزات ميدانياً"، مضيفاً أن"الجيش الفرنسي في اطار"اليونيفل"يمكن ان يساعد الجيش اللبناني على الانتشار في الجنوب، وذلك مع الانسحاب التدريجي للجيش الاسرائيلي". وتابع:"الوقت يدهمنا لأن وحدة لبنان هي على المحك، هناك 1700 جندي فرنسي على متن السفن البحرية الفرنسية حول بيروت و200 جندي فرنسي في اليونيفل، ورئيس الجمهورية الفرنسية سيتخذ القرار المناسب في الوقت المناسب". وعن خطاب الرئيس السوري بشار الاسد، أجاب:"نحن نعتبر منذ البداية اننا لن نجري اتصالات مع السلطات السورية، وما هو مهم بالنسبة الينا في ما يتعلق بالسلطات السورية هو تنفيذ القرار 1595 حول لجنة التحقيق الدولية للتوصل الى الحقيقة الكاملة في عمليات الاغتيالات وخصوصاً اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وان تتمكن المحكمة الجنائية من القيام بعملها". وبعدها انتقل دوست بلازي إلى السرايا الحكومية، والتقى رئيس الحكومة فؤاد السنيورة، قبل أن يشارك في مأدبة الغداء التي أقامها السنيورة على شرف زواره. ثم زار دوست بلازي رئيس المجلس النيابي نبيه بري في عين التينة. وأعلن الوزير الفرنسي بعد اللقاء أن"المحادثات التي أجريناها منذ شهر قد تقدمت في شكل إيجابي وكل الأطراف تبحث عن الحل الملائم". وفي ختام جولته عاد دوست بلازي إلى السرايا الحكومية، حيث عقد مؤتمراً صحافياً مع الرئيس السنيورة. واكد دوست بلازي أن"رئيس الجمهورية الفرنسية ذكر مرات عدة بأننا مستعدون للمشاركة في تعزيز قوات الطوارئ الموقتة"، مشيراً الى أن"الجيش الفرنسي حالياً يضطلع في عملية توفير المؤن لليونيفل، وبعد المشاركة في شحن المساعدات الإنسانية فإن الدفاع الوطني الفرنسي سيشارك في إرسال 15 جسراً حديدياً إلى بيروت". وشدد على ضرورة أن"نتوصل في أسرع وقت ممكن إلى تحرير الجنديين الأسيرين اللذين اختطفهما"حزب الله"في 12 تموز يوليو، ولطالما طالبنا بإطلاق سراحهما من دون أي شرط علماً أن علينا أن نحل مشكلة المعتقلين اللبنانيين في السجون الإسرائيلية". ورداً على سؤال، أعلن الوزير الفرنسي انه"ليس للرئيس السنيورة أن يقول شيئاً بالنسبة إلى الجنديين الإسرائيليين وأنا أستفيد من وجودكم هنا كي أطلق هذا النداء". وعما اذا ناقش مع بري مسألة إعطاء مواقع"حزب الله"للجيش اللبناني، قال:"انطباعي إيجابي والسلطات اللبنانية التي التقيت بها توافق على أنه لا بد من نشر الجيش اللبناني في جنوبلبنان بأسرع وقت ممكن، وانطلاقاً من هنا فإن المنطقة التي سينتشر فيها الجيش اللبناني ستكون منطقة خالية إلا من أسلحة الجيش اللبناني"، مشيراً الى أن"احكام القرار 1701 تكرر اتفاق الطائف وأحكام القرارين 1559 و1680، وهذا هو الهدف وللتوصل إلى الهدف لا بد من المرور بالعنصر الأول وهو التزام هذا الطرف وتراجع الطرف الآخر". وكان دوست بلازي زار الضاحية الجنوبيةلبيروت متفقداً الأضرار.