تختلف صور الحرب الدائرة بلبنان على جهتي الحدود الاسرائيلية واللبنانية. فالمشاهد يرى صور جنود إسرائيليين، وهم نظاميون يرتدون زياً كاكي اللون، على شاشات التلفزة وفي الصحف. وفي وسع صحافيي وسائل الاعلام العالمية متابعة المعارك الدائرة من الجهة الإسرائيلية من الحدود. ولكن يتعذر عليهم تصوير"الجيش"المرابط على الجهة اللبنانية من الحدود. وتظهر الصور التلفزيونية أن الجيش الإسرائيلي يهاجم أطفالاً ونساء ومدنيين. فالصور الواردة من لبنان هي صور أطفال قتلى وأمهات يبكين أطفالهن، ونازحين ودمار بيروت، جوهرة الشرق. والحق أن الحرب الدائرة هي حرب صور. وهي حرب غير عادلة. ففي سلسلة هذه الصور حلقة مفقودة ألا وهي صور مقاتلي"حزب الله". وإغفال هذه الحلقة يحيل الباطل الى واقع، ويضلل، تالياً، الرأي العام. ولا شك في أن الجيش الاسرائيلي يواجه جيش"حزب الله". وعلى رغم كثرة صور السيد حسن نصر الله، وطلته الأنيسة، وخطاباته العنيفة والعصبية، تغيب صور جيش"حزب الله"، وتمعن في الخفاء. والصحافيون عاجزون عن التردد الى مواقع"حزب الله"لتقصي الحقائق، ونقل الوقائع. فهذه المواقع تقتصر على منصات اطلاق صواريخ متنقلة، ومخازن أسلحة في بيوت مدنيين. وسلاح"حزب الله"هو التخفي، وتجنب دوائر العلانية المقابلات الصحافية، والشهادات، وابداء الرأي في المعارك والاعلان عن القتلى. وخفاء"حزب الله"يسهل الخلط بينه وبين المدنيين، وهم دروعه البشرية وحاجبه. عن بول - هنرييت ليفي، "ليبيراسيون" الفرنسية، 9\8\2006