السجن والغرامة ل 6 مواطنين ارتكبوا جريمة احتيالٍ مالي واستعمال أوراق نقدية مقلدة والترويج لها    وزير الاستثمار: 1,238 مستثمرًا دوليًا يحصلون على الإقامة المميزة في المملكة    866 % نمو الامتياز التجاري خلال 3 سنوات.. والسياحة والمطاعم تتصدر الأنشطة    الجامعة العربية بيت العرب ورمز وحدتهم وحريصون على التنسيق الدائم معها    تحت رعاية ولي العهد.. انطلاق أعمال المؤتمر السنوي العالمي الثامن والعشرين للاستثمار في الرياض    مدير المنتخب السعودي يستقيل من منصبه    تعطل حركة السفر في بريطانيا مع استمرار تداعيات العاصفة بيرت    مسرحية كبسة وكمونيه .. مواقف كوميدية تعكس العلاقة الطيبة بين السعودية والسودان    بحضور وزير الثقافة.. روائع الأوركسترا السعودية تتألق في طوكيو    وزير الصناعة في رحاب هيئة الصحفيين بمكة المكرمة    جبل محجة الاثري في شملي حائل ..أيقونه تاريخية تلفت أنظار سواح العالم .!    أسعار النفط تستقر عند أعلى مستوى في أسبوعين    القيادة تهنئ رئيس جمهورية سورينام بذكرى استقلال بلاده    الأرصاد: انخفاض ملموس في درجات الحرارة على أجزاء من شمال ووسط المملكة    مدينة الأمير عبدالله بن جلوي الرياضية تستضيف ختام منافسات الدرفت    أمير الشرقية يفتتح أعمال مؤتمر الفن الإسلامي بنسخته الثانية في مركز "إثراء"    الدفاع المدني يحذر من الاقتراب من تجمعات السيول وعبور الأودية    مذكرة تفاهم بين إمارة القصيم ومحمية تركي بن عبدالله    الاتحاد يخطف صدارة «روشن»    بركان دوكونو في إندونيسيا يقذف عمود رماد يصل إلى 3000 متر    «العقاري»: إيداع 1.19 مليار ريال لمستفيدي «سكني» في نوفمبر    16.8 % ارتفاع صادرات السعودية غير النفطية في الربع الثالث    «التعليم»: السماح بنقل معلمي العقود المكانية داخل نطاق الإدارات    لندن تتصدر حوادث سرقات الهواتف المحمولة عالمياً    صفعة لتاريخ عمرو دياب.. معجب في مواجهة الهضبة «من يكسب» ؟    «الإحصاء» قرعت جرس الإنذار: 40 % ارتفاع معدلات السمنة.. و«طبيب أسرة» يحذر    5 فوائد رائعة لشاي الماتشا    «واتساب» يغير طريقة إظهار شريط التفاعلات    ترحيب عربي بقرار المحكمة الجنائية الصادر باعتقال نتنياهو    نهاية الطفرة الصينية !    الإنجاز الأهم وزهو التكريم    اقتراحات لمرور جدة حول حالات الازدحام الخانقة    أمير نجران: القيادة حريصة على الاهتمام بقطاع التعليم    أمر ملكي بتعيين 125 عضواً بمرتبة مُلازم بالنيابة العامة    السودان.. في زمن النسيان    لبنان.. بين فيليب حبيب وهوكشتاين !    «كل البيعة خربانة»    مشاكل اللاعب السعودي!!    في الجولة الخامسة من دوري أبطال آسيا للنخبة.. الأهلي ضيفًا على العين.. والنصر على الغرافة    أسبوع الحرف اليدوية    مايك تايسون، وشجاعة السعي وراء ما تؤمن بأنه صحيح    ال«ثريد» من جديد    الأهل والأقارب أولاً    اطلعوا على مراحل طباعة المصحف الشريف.. ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة يزورون المواقع التاريخية    أمير المنطقة الشرقية يرعى ملتقى "الممارسات الوقفية 2024"    في الجولة 11 من دوري يلو.. ديربي ساخن في حائل.. والنجمة يواجه الحزم    مصر: انهيار صخري ينهي حياة 5 بمحافظة الوادي الجديد    انطلق بلا قيود    تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين ونيابة عنه.. أمير الرياض يفتتح فعاليات المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة    مسؤولة سويدية تخاف من الموز    السلفية والسلفية المعاصرة    دمتم مترابطين مثل الجسد الواحد    شفاعة ⁧‫أمير الحدود الشمالية‬⁩ تُثمر عن عتق رقبة مواطن من القصاص    أمير الرياض يكلف الغملاس محافظا للمزاحمية    اكثر من مائة رياضيا يتنافسون في بطولة بادل بجازان    محمية الأمير محمد بن سلمان تكتشف نوعاً جديداً من الخفافيش    "الحياة الفطرية" تطلق 26 كائنًا مهددًا بالانقراض في متنزه السودة    قرار التعليم رسم البسمة على محيا المعلمين والمعلمات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تحدث عن رابط بين القرارات الدولية 1559 و 1680 و 1701 واغتيال الحريري . الأسد : ولادة شرق أوسط جديد بفضل انجازات المقاومة ... وأميركا حولت مجلس الأمن الى "تقويض الأمن" - قسم اول
نشر في الحياة يوم 16 - 08 - 2012

قال الرئيس السوري بشار الاسد امس ان"شرق اوسط جديداً ولد بفضل انجازات المقاومة"، قبل ان يوجه انتقادات شديدة الى قوى 14 آذار اللبنانية بوصفها نسخة من"17 ايار وهو منتج اسرائيلي".
وانتقد الاسد ايضاً الولايات المتحدة الاميركية التي حولت"مجلس الامن الى مجلس لتقويض الامن"باصداره مجموعة قرارات تتضمن"تدخلا في الشؤون الداخلية"، مشيرا الى"ربط بين القرار 1559 والقرار 1680 والقرار الاخير 1701 واغتيال الرئيس رفيق الحريري والحرب الاخيرة ودور هذه القوى اللبنانية ودور بعض القوى العربية اصبح الربط واضحا".
وانتقد الاسد الذي كان يتحدث في افتتاح المؤتمر الرابع لاتحاد الصحافيين، من وصف عملية"حزب الله"الاخيرة ب"المغامرة"والرئيس الفرنسي جاك شيراك، دون ان يسميه، لأنه لم يطلب تحقيقاً بمجرزة قانا كما فعل لدى طلبه تحقيقاً باغتيال الرئيس الحريري. وقال الرئيس السوري:"كلما ابتعد السلام عن التحقيق كلما ظهرت أهمية وضرورة البحث عن طرق وحلول أخرى لاستعادة حقوقنا". واضاف :"أقول لكل من يتهم سورية بأنها تقف مع المقاومة: إذا كانت هذه الوقوف مع المقاومة تهمة وعار فهي بالنسبة للشعب السوري شرف وافتخار".
وهنا نص الحديث:
يسعدني أن ألتقكيم في افتتاح أعمال مؤتمركم الرابع وان أتوجه إليكم بالتحية والتقدير ومن خلالكم الى الصحفيين العرب الشرفاء الذين خاضوا بالأمس ويخوضون اليوم حربا إعلامية وثقافية لا تقل شراسة وخطورة عن المعارك العسكرية التي يخوضها إخوان لكم في ساحات الشرف والكرامة، ومعركتكم هي معركة الأمة كون عقلها وروحها والذود عن هويتها وتراثها ضد ما تتعرض له من غزو منهجي يستبيح كرامتها ويمزق وحدتها ويشوه قضيتها ويضرب إرادة المقاومة فيها من خلال الترويج لثقافة الانهزام والرضوخ والانقياد الأعمى في الاتجاهات التي يحدد سمتها العدو ومن يقف في خندقه ويسوق لمشاريعه.
يسعدني أن ألتقي بكم في هذا الشرق الأوسط الجديد بالمعنى الذي نفهمه وبالشكل الذي نريده ولو لم يكتمل بعد، جديد بإنجازات المقاومة، جديد بفرز القوى الواضح للعيان، جديد بإنضاج ألاعيبه ومؤامراته وبانكشاف أقنعته وزيف مصطلحاته بشكل لم يسبق له مثيل من قبل. هذا الشرق الأوسط الجديد الذي بشرت به سورية مراراً وتكراراً على أنه الأمل الوحيد للعرب كي يكون لهم مكان على هذه الأرض بالمعنى السياسي وبالمعنى المادي. ولا يخفى على أحد منكم أنه لم يكن من السهل أبدا أن نتمكن من إقناع الكثيرين برؤيتنا للمستقبل، بل كان علينا انتظار هذا المستقبل لكي يصبح حاضرا ويتحدث عنه نفسه. واليوم تتحدث الوقائع عن نفسها ليس كما تصورناها في الماضي فحسب بل بشكل أكثر وضوحا وتعبيرا. نلتقي وشرق أوسطهم المنشود المبني على الخنوع والمذلة وحرمان الشعوب من حقوقها وهويتها قد أصبح وهما بل انقلب الى نهضة شعبية عربية عارمة على مستوى الساحة العربية موسومة بالكرامة موسومة بالعروبة موسومة برفضها لكل ما قدم لها من أعذار وحجج تبرر بقاءنا أذلاء خانعين نقتل صامتين بنفس الطريقة التي كانت تقدم فيها الأضحية من أجل إرضاء الآلهة واتقاء لغضبها، ولكن تقديم الأضحية في تلك العصور كان يعتبر حكمة فهل من المفترض أن نتبع هذه الحكمة اليوم؟ وهل من معنى للحكمة مفصولة عن الشجاعة والإقدام؟ لو أردنا أن نقتدي بغزو العراق هذا الغزو الذي يذكرنا بالعصور الغابرة للبشرية، ولو أردنا أن نقتدي بنتائج هذا الغزو من تدمير وخراب للعراق يذكرنا بالعصور الحجرية للبشرية. فأنا أعتقد بأن هذه الحكمة ما زالت سارية المفعول والدليل أن البعض من حكمائنا العرب ما زال يتبع هذه الحكمة اليوم، فلكي تتواجد الحكمة لا بد من وجود الشجاعة معها كي تعطي صاحبها الاستقرار الضروري كي يكون حكيما أما عندما يوجد الخوف فلا مكان سوى للحكمة الزائفة التي تدفع بصاحبها للهزيمة والمذلة تحت عنوان الحكمة.
وفي عالمنا العربي الراهن ربما يتحقق النصر لنا تحت عنوان مزيف أخر هو المغامرة أو التهور. يعني إذا كانت الحكمة قد أصبحت في قواميس بعض العرب هي الهزيمة والذل فبشكل بديهي في نفس هذه القوانين سنرى الانتصار يعادل المغامرة والتهور ولكي لانغرق في الكلام النظري لنسأل أنفسنا ما اذا حقق لنا الانقياد اللاحكيم واللاعقلاني والمتهور خلف بعض حكمائنا الافتراضيين وعقلائنا الشكليين خلال عقود مضت؟ حقق الكثير لكن ضد مصالحنا. ولنأخذ عملية السلام تحديدا كمثال ولنتساءل ان كانت فشلت أم لا؟ نحن نتحدث بشكل مستمر مؤخرا عن موت عملية السلام وقبل ذلك كنا نتحدث عن فشل عملية السلام. وكل هذا الكلام صحيح لا شك فيه، ولكن الأكثر دقة أن نقول أن عملية السلام فشلت، وهي فاشلة وهي ميتة كما يقال، الاكثر دقة هو أن نقول أن العرب هم الذين فشلوا في عملية السلام عندما لم يفهموا معنى الخيار الاستراتيجي في السلام، يعني لم يفرقوا بين خيار السلام الاستراتيجي وخيار السلام الوحيد عندما يكون هناك خيار استراتيجي فلا يعني أنه لا يوجد خيارات استراتيجية أخرى أو أنه لا يوجد خيارات تكتيكية ليس بالضرورة إستراتيجية أخرى.
نحن العرب خلال مسيرة عملية السلام تبنينا خيار عملية السلام الوحيد وألغينا كل الخيارات الأخرى ومن ثم استبدلنا مضمون السلام الوحيد بخيار السلام الرخيص أو المجاني وبهذا يفترض أن نقدم كل شيء لإسرائيل وأن نأخذ القليل. وفي الواقع ومن خلال الممارسة قدمنا الكثير وربما قدم البعض كل شيء، ولكن حتى القليل لم نحصل عليه. بل لم نحصل على شيء على الاطلاق ولذلك نرى اليوم بان الفلسطينين يدفعون ثمن ذلك الواقع في الماضي ولهذا السبب رفضت سورية من خلال رؤيتها في ذلك الوقت ان تتنازل عن أي من حقوقها. فعندما نقول أخذنا السلام كخيار استراتيجي فهذا لا يعني أننا ألغينا الخيارات الأخرى بل بالعكس فكلما ابتعد السلام عن التحقيق كلما ظهرت أهمية وضرورة البحث عن طرق وحلول أخرى لاستعادة حقوقنا. وبالمقابل أكدنا في سورية على هذا الخيار، أي خيار السلام، منذ بدء عملية السلام مع تمسكنا بخيار المقاومة طالما ان السلام لم يتحقق وخصوصا أن الشريك المفترض في السلام هو طرف لا يؤمن بهذه المقولة أصلا وقدم لنا الدليل تلو الدليل بما يؤكد ذلك . بمعزل عن المجازر العديدة بتاريخ العرب وغيرها من الأدلة الأخرى لكن هناك دليل واضح على لسان رئيس الوزراء الإسرائيلي اسحق شامير عند بدء عملية السلام عندما قال في عام 1991: سنجعل هذه العملية تستمر عشر سنوات يعني لن يتحقق السلام وفعلا صدق الآن بعد 15 عاما لم يتحقق السلام. كانت إسرائيل تسوغ قبل عملية السلام في العالم بأن إسرائيل تريد السلام وأن العرب يريدون الحرب. وكانت مفاجأة لهم بان العرب قبلوا الدخول في عملية السلام وكانت ردة الفعل هو هذا التصريح العلني ولكن الحكمة العربية السائدة بأن علينا أن نغمض أعيننا كي نحرج إسرائيل أمام المجتمع الدولي الذي تم اختصاره ببضع دول موالية لإسرائيل مهملة ومهمشة كل ما تبقى من دول هذا العالم والتي تقف في معظمها معنا وتدعم قضايانا. والنتيجة أننا نحن الذين أصبحنا محرجين أمام شعبنا العربي وفقدنا احترامنا ومصداقيتنا أمام أصدقائنا وخصومنا في أن واحد وهذه كانت المسؤولية العربية في فشل عملية السلام ولكن ماذا عن مسؤولية الآخرين؟
طبعا باستثناء إسرائيل والولايات المتحدة الاميركية اللتين هما في سلة واحدة. دول العالم بعد حرب تشرين التحريرية اكتوبر 1973 اهتمت بالشرق الأوسط وركزت كل اهتمامها على منطقتنا وبدأ الحديث عن السلام واستمر هذا الحديث عن السلام حتى وصلنا الى عملية السلام في مدريد، ومر هذا الموضوع بمراحل مختلفة. عندما أطمأنت معظم دول العالم المهتمة بأن عملية السلام أقلعت من خلال المفاوضات سلمت العملية برمتها الى الولايات المتحدة وبقيت الولايات المتحدة هي الراعي الوحيد لهذه العملية وسلمتها لإسرائيل وبالتالي كان كل مقترح يأتي الى العرب خلال تلك الفترة إما أن يكون مقترحا إسرائيليا أو مقترحا صادق عليه الإسرائيليون. وعندما أدركت معظم دول العالم أن العرب أسقطوا خيار السلام الحقيقي واستبدلوه بخيار سلام استرضاء إسرائيل والولايات المتحدة أداروا ظهرهم لعملية السلام ولنا. واليوم فقط في هذه المعارك تذكروا عملية السلام وتذكرونا. طبعا نستبعد إسرائيل والولايات المتحدة من موضوع السلام لأن إسرائيل عدوا وكما قلت لا تريد السلام. والسلام يفرض على إسرائيل إعادة الأراضي المحتلة الى أصحابها وإعادة الحقوق بينما هي عدو بني ولم يتغير على أساس العدوان والتوسع .أما الولايات المتحدة فدائما نقول أنها ضرورية لعملية السلام وأساسية من خلال موقعها كقوة عظمى وعلاقاتها مع الأطراف المختلفة ولكن ليس أي ولايات متحدة. هذه الإدارة تتبنى مبدأ الحرب الاستباقية وهي حرب مناقضة تماما لمبدأ السلام، وثبت بعد ست سنوات من مجيء هذه الإدارة بأنه لا يوجد سلام وبالتالي لا نتوقع سلاما قريبا في المدى المنظور وهنا نتساءل هل تذكرونا وتحركوا مؤخرا بسبب القتل والدمار الذي سببه الإرهاب الإسرائيلي في لبنان،بكل تأكيد لا، فسنوات من القتل والتدمير ضد الفلسطينيين لم تجعلنا نسمع عن مبادرات وحلول ونشاط مكثف لمجلس الامن كما هو الحال اليوم هل تحركوا خوفا من الفوضى او قلقا على امن المنطقة الذي يعنيهم مباشرة امن المنطقة بكل تاكيد هو سبب كافي لهم لكي يتحركوا لكن المنطقة على حافة التفجير والانفجار منذ سنوات عدة، فلماذا لم يتحركوا حتى هذه المرحلة الحقيقة انهم لا يتحركون الا عندما تتألم اسرائيل واسرائيل لا تتألم الا عندما نمتلك القوة. هذا يعني بالمحصلة النهائية ان العالم لن يهتم بنا وبمصالحنا ومشاعرنا وحقوقنا الا اذا كنا اقوياء سوى ذلك فهم لا يفعلون شيئاً الا ان يدفعونا باقوالهم باتجاه عملية السلام ولكنهم يدفعوننا بافعالهم باتجاه الحرب وهنا يتحملون مسؤولية ما يحصل اقصد الدول المهتمة بعملية السلام والمعنية وبمعظمها دول اوروبية. وهنا نتساءل: ما هو الدافع الذي يحرك البعض من مسؤولي تلك الدول لكي يرسل الرسائل ويصدر البيانات بشأن شخص دخل الى السجن عندما خالف القانون ولاحقا نفاجأ بانهم يرسلون لنا رسائل بان شخص موجود في السجن وهو مصاب بوعكة صحية وهم قلقون جدا على الوضع الصحي لهذا الانسان. يعني ما هذا النبل؟ وما هذه الانسانية؟ ما هذا العظمة؟ الان نسال اين هؤلاء من المجازر التي حصلت في لبنان؟ كل هؤلاء الاطفال والنساء والشيوخ والدمار لم نرى منهم شيء لم نسمع أي تحرك ولم تصلنا أي رسالة ولا احتجاج الا بعض البيانات الخجولة انا اقول بأن هذا اصاب مصداقيتهم بالصميم هذا يعني ان هناك اهداف اخرى لهذه الرسائل نحن نعرفها ولكن اعتقد ان الامور ايضا اصبحت واضحة ايضا.
نسال ذالك المسؤول الفرنسي المتقد حماسة بشكل دائم ومستمر خاصة باتجاه سورية: هل سيطالب بلجنة تحقيق دولية كي تحقق في مجزرة قانا فقط ولا نتحدث عن بقية المجازر كما طالبوا بالتحقيق باغتيال الرئيس الحريري؟ ام ان السبب والدافع انه كان المتهم الاول هو سورية وهذا دافع ومبرر الان المتهم الاول هو اسرائيل وهذا مانع. ام ان اطفال قانا هم من الفقراء الذين لا يستحقوا نظرة من هذا المسؤول؟ نحن مقتنعون بان الطريق الطبيعي لتحقيق السلام هو المفاوضات، لكن عندما يفشل هذا الطريق او لا يتوفر اصلا، فالمقاومة باشكالها المختلفة هي البديل من اجل استعادة الحقوق المقاومة ليست بالضرورة فقط ان تكون مقاومة مسلحة وانما ثقافية وسياسية وممانعة بالاشكال المختلفة فاذا دعم المقاومة هدفه السلام وليس الحرب وذلك من خلال الردع لمنع العدوان وان لم ينفع فمن خلال الحرب لتحرير الارض. وبالتالي فالمقاومة ليست نقيض السلام ولا بديلا عنه بل هي على الاقل في ظروفنا الحالية ضرورية من اجل تحقيقه. والا فالنتيجة ستكون خسارتنا معركة الحرب وخسارتنا معركة السلام خاصاً ان اسرائيل ومن خلفها الولايات المتحدة قد انتقلا نهائياً الى اعتماد الخيار العسكري المبني على مذهب الحرب الاستباقية بينما بقينا نحن كعرب في مكاننا نتحاور ونتفاوض مع انفسنا مقتنعين بسلام موعود مع طرف وهمي يحضر نفسه يوميا من اجل عدوانه القادم على المواطنين العرب.
هذا الموضوع موضوع المقاومة وضرورتها كان محل نقاش طويل وعبر سنوات واكثر من عقد من الزمن مع المسؤولين الاجانب والعرب والمرحلة قبل تحرير القسم الاكبر من الاراضي اللبنانية في عام 2000. كنا نناقش هؤلاء المسؤولين العرب والاجانب. طبعا لا نستغرب ان لا يفهم الاجنبي منطقنا ولكن في نقاش مع العرب وهو ما يهمنا كنا نقول لهم ان هذه المقاومة ستحرر لبنان وكانوا يقولون طبعا البعض انها لا تشكل اكثر من خرمشة قط وفي عام 2000 تحرر لبنان بفضل المقاومة وثبت بانهم كانوا على خطأ. ونحن كنا على حق. بعد العام 2000 تكرر هذا النقاش باننا نحن العرب نحب ان نكرر التاريخ بتفاصيله من غير تطوير احيانا تكرر نفس النقاش من خلال الضغوط على سورية في نفس الشان فكان جوابنا بأن المقاومة هي قوة رادعة لاي عدوان اسرائيلي فكان ايضا جوابهم الرفض لهذا المنطق. الان المعارك الاخيرة تثبت نفس الشيء كانوا على خطأ وكنا على حق يعني خطأ مربع بالرياضيات واذا اردنا ان نحسب نفس النقاشات السابقة بالنسبة لمواضيع اخرى ابتداء بموضوع الارهاب مروراً بحرب العراق وايران لوضعنا رقماً كبيراً ولقد اثبتت الاحداث الاخيرة في لبنان صحة ذلك. فالعدوان على لبنان ليس مرتبطاً بخطف العسكريين بشكل اساسي بل هو محضر قبل ذلك بزمن بهدف استعادة التوازن للمخطط الاسرائيلي الذي اصيب بنكسات عديدة سواء بهزيمة الجيش الاسرائيلي امام ضربات المقاومة وانسحابه عام 2000 وبفشله او بفشل حلفائه في لبنان في القيام بالمهام التي كلفوا بها خلال الفترة القصيرة الماضية. اما الاسرى فكانوا بالنسبة لهم مجرد عذر امام العلم للبدء بهذا العدوان ولكن النتيجة كانت مزيدا من الفشل لاسرائيل ولحلفائها ولاسيادهم والمزيد من الرسوخ للقوى الوطنية الملتفة حول المقاومة وتجذر فكر المقاومة في عقول وقلوب مئات الملايين في المنطقة العربية والاسلامية. والكل يعلم الان ان الخطة كانت محضرة وكتب الكثير عن ان هذه الخطة أي خطة الحرب كانت محضرة قبل ذلك بسنوات. ويقال في الاعلام الغربي والعربي ان الاسرائيليين حضروا انفسهم بشكل جيد لهذه المعارك. ويقال ايضا ان المخطط انتهى بشكل نهائي في شهر حزيران يونيو الماضي وكان منتظرا ان يبدأ التنفيذ في الخريف المقبل البعض. يقال حفاظا على الموسم السياحي طبعا من غير الممكن ان تكون اسرائيل قلقة على الموسم السياحي ولكن ربما تكون قلقة على مصالح عملائها في لبنان. في هذا المجال هذا يذكرنا بما قلته انا في خطابي امام مجلس الشعب في 5 اذار مارس من العام الماضي 2005 عندما قلت بان ما يحصل الان هو 17 ايار. والكثير من الاجيال الحالية لا تذكر ما حصل في 17 ايار الحقيقي في عام 1983 عنما كان قبل ان يكون غزو في 1982 كانت هناك قوى لبنانية عملية لاسرائيل تفشل في مخططاتها لضرب المقاومة الفلسطيينية واللبنانية المشتركة في ذلك الوقت. فبدأت تدعو وتحرض اسرائيل لانقاذها من خلال الحرب. وفعلا تمت الحرب وكان الهدف منها ضرب المقاومة والحاق لبنان بالركب الاسرائيلي وفشل 17 ايار. اليوم تكرر نفس التداعيات مجموعات لبنانية تفشل في تحقيق مخططها لمصلحة اسرائيل فتحرض لمجيء اسرائيل عسكرياً لانقاذها من الورطة ولضرب المقاومة وبالتالي الحاق لبنان بالركب الاسرائيلي في ذلك الوقت كان هناك غطاء عربي. وفي هذه المرة كان هناك ايضا غطاء عربي فانا اؤكد على فكرة 17 ايار. وكما قلت انا دائما اقول عن هذه المجموعات 17 ايار لا يهم ما هي التسميات التي يستخدمونها. مرة يقال شباط ومرة اذار. هذه على طريقة عالم الاعمال في عالم الاعمال عندما يفشل المنتج يعيد طرحه في السوق بعنوان اخر مع بعض التعديلات الشكلية. ونحن نؤكد ان المنتج هو منتج 17 ايار وهذا المنتج هو منتج اسرائيلي طبعا الان سوف تسمعون الكثير من الهجوم في شاشات التلفزيون. ولكي نقيم الخطاب ان كان مفيدا ام لا ، كلما كان الهجوم شرسا اكثر كلما كان الخطاب جيدا اكثر . وطبعا وسنضحك كثيرا الا ن هناك الكثير من الكوميديا السياسية الان في الطبقة السياسية اللبنانية. فاذا الان نستطيع ان نقوم بعملية ربط بين القرار 1559 والقرار 1680والقرار الاخير 1701 واغتيال الحريري والحرب الاخيرة ودور هذه القوى اللبنانية ودور بعض القوى العربية اصبح الربط واضحاً.
تذكرون منذ سنتين او اقل طبعا كنا نقول ان القرار 1559 لا علاقة له بالتمديد للرئيس لحود كان من الصعب اقناع الناس. كان من الصعب تماما اقناع الناس الان نفس الشيء يتكرر لا علاقة للحرب باسر الجنديين. والان العالم يعترف بهذا الجانب فاذا لا شيء له علاقة بشيء، بل هناك مخطط محضر مسبقا ومن لا يرى هذه الحقيقة لديه مشكلة بالرؤيا بعد كل هذه الاحداث والوضوح بالامور. والرؤيا يعني في العقل وليس في العين. فاذن، هذه المقاومة ضرورية بمقدار ما هي طبيعية وشرعية وشرعيتها تأتي من كون الاعتداءات الاسرائيلية لم تتوقف منذ العام 2000 من خلال الخرق شبه اليومي للطيران الاسرائيلي للاجواء اللبنانية. كما ان اسرائيل ما تزال تحتل جزءا من الاراضي اللبنانية بالاضافة الى استمرار اسر المواطنين اللبنانية في سجونها منذ زمن بعيد. اما ضرورتها فلنتأمل فقط بما حققته في المعارك الاخيرة من انجازات مباشرة على الواقع كان اعظم ما في هذه المعارك انها اتت ردا قوميا على الطروحات الانهزامية التي تم الترويج لها في منتطقتنا وخاصة بعض غزو العراق. وزادها عظمة رد فعل الشارع العربي بشكل عام والذي اتى جوابه عروبيا خالصا على الطروحات البغيضة المثيرة للفتنة التي سمعناها مؤخرا وعلى من يقف خلفه وكانه يقول لهؤلاء نحن عرب وهذه مقاومتنا والذي لا يقف معها ليس منا. هذا يعني ان الشعور القومي بخير وهو لم يتراجع كما يدعي البعض بل هو في اوج اندفاعه متجاوزاً كل الافكار الهدامة التي تحاول اطراف مشبوهة لا تخفى غايتها تسويقها بين المواطنين العرب لقد اثبتت المعارك المجيدة التي خاضتها المقاومة في ايمان وكفاءة نادرة عدد من الحقائق الحقيقة. الاولى، ان القوة العسكرية مهما عظمت عندما لا تمتلك عقيدة واخلاقاً ولا تستند الى حقوق مشروعة ولا تبني على سياسة مبدئية تنتج الهزيمة. الحقيقة الثانية، ان المقاومة التي تمتلك الايمان والعزيمة والصمود وتحتضن رؤية ومبادئ واهداف الشعب ويحتضنها لشعب ويتبناها تنتج الانتصار وفي هذا الحالة لا يتعدى انتصار العدو المدجج بالسلاج كونه تدميرا للحجارة وقتلا للمدنيين وبما ان كل احتلال هو عمل غير اخلاقي فلابد له بل يجب ان يفشل ويهزم واسرائيل هي النموذج فالقوة العسكرية ليست كل شيء والقوة التدميرية للسلاح ليست كل شيء واسرائيل لا تملك سوى القوة التدميرية على المستوى العسكرية وبعض العناصر الاخرى على المستوى الدولي ولكنها بالمقابل تماتلك نقطة قوة كبيرة هي ضعف العرب المعنوى قبل المادي وعندما نقرر والقرار بيدنا ان نتلافى هذه الثغرة فلا شك ان التوازن هو في مصلحتنا، وهنا تكمن الحقيقة الثالثثة التي تؤكد محدودية القوة الاسرائيلية رغم تفوقها وتحددها بقوة ايماننا وثباتنا وايرادة القتال لسيدنا وهذا الامر يجب ان يعزز الثقة في نفوسنا ويمحو كل اثر للهزيمة النفسية التي عززتها الدعاية المعادية والتي يرى اصحابها ان المعركة محسومة مسبقا لصالح اسرائيل او ان الهزيمة قدرا محتوما على العرب كما يجب ان يدفع اسرائيل للتفكير في عواقب سياستها الارهابية تجاه العرب في المستقبل هنا نستطيع ان نجرى مقارنة بين حرب 1982 قبل 24 عاما والحرب الاخيرة في لبنان منذ ايام. في العام 1982 بدات اسرائيل حربها او دخولها الى لبنان الب ي في 6 حزيران وصلت الى بعبدا المشرفة على بيروت في 16 حزيران أي في اليوم السابع كانت اسرائيل على مشارف بيروت ثم تابعت عملية تطويق بيروت واحتلالها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.