خلال الموسم الماضي سُئل مسؤول في ريال مدريد الاسباني، إن كان عقد النجم الانكليزي المدلل ديفيد بيكهام سيجدد في نهاية الموسم الجديد، فكان جوابه بسيطاً:"ما دام بيكهام يملك قدمين ويستطيع السير فانه سيبقى لاعباً في ريال مدريد، حتى إن كان في الخمسين من عمره". الجواب ليس غريباً اليوم مثلما لم يكن قبل نحو ثلاث سنوات، عندما تعاقد العملاق الاسباني مع النجم الانكليزي المتهاوي، كون الهدف تجارياً وليس كروياً. وعندما قرر مدرب منتخب انكلترا الجديد ستيف مكلارين، وضع بصمته باكراً على فريقه الجديد، في محاولة لاستمالة الاعلام المحلي المؤثر، استبعد بيكهام عن تشكيلته الجديدة، إضافة الى نجوم متهالكين امثال المدافع سول كامبل والحارس ديفيد جيمس. ليس سراً أن حقبة المدرب السابق السويدي زفن غوران اريكسون كانت مليئة بالسلبيات، حتى ان كثيرين ابدوا خشيتهم من استمرار الوتيرة السلبية بتعيين مكلارين مدرباً، كونه كان مساعداً لاريكسون في السنوات الخمس التي قضاها مدرباً لانكلترا، خصوصاً مع المطالبات الكثيرة بلجم تأثير كبار النجوم على تشكيل خطط المنتخب، وعلى رأسهم القائد السابق بيكهام، فجاءت الخطوة الاولى مهمة لمكلارين لبسط نفوذه وتطمين المشككين، حتى انه تردد ان انباء التغييرات جاءت مفاجأة لبيكهام الذي لم يتوقع اقصاءه بهذه السرعة، خصوصاً انه وصل الى الرقم 94 في عدد مبارياته الدولية، وكان يأمل بدخول النادي المئوي في تمثيل منتخب بلاده، الى درجة انه توسل للمدرب الجديد بألا يقطع عليه هذا الشرف، لكن الاخير رد بأن التزاماته تحتم عليه بناء فريق جديد استعداداً لپ"المونديال"المقبل في 2010. لكن سرعان ما انتبه الاتحاد الانكليزي لكرة القدم الى القيمة المادية والتجارية التي يمثلها بيكهام، إذ بعملية حسابية بسيطة اكتشف مسؤولو الاتحاد انه بحلول"المونديال"المقبل بعد اربع سنوات، فان مداخيل الاتحاد ستفقد نحو 50 مليون جنيه بإبعاد بيكهام عن تشكيلة المنتخب، بفضل ما تمثله صورته من قوة شرائية ضاربة لدى مشجعيه في كل انحاء العالم، ما دفع بمكلارين الى الاعلان مباشرة ان الباب لن يوصد في وجه بيكهام، وان فرصة مشاركاته المستقبلية ستظل قائمة. شعبية بيكهام ستبقى دائماً جارفة، لكن تقويمه الفني سيظل ايضاً من دون طموحات مدربيه، وهو سيكتشف ذلك قريباً في ريال مدريد، في ظل ادارة جديدة بقيادة الايطالي فابيو كابيلو.