دان "المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى" المجزرة الإسرائيلية المروعة في بلدة قانا الجنوبية"التي فاقت في وحشيتها وعنصريتها كل ما ارتكبته إسرائيل من جرائم حتى الآن"، معتبراً إياها"جريمة حرب ضد الإنسانية من الدرجة الأولى"، مشدداً على"وجوب محاكمة إسرائيل أمام المراجع الدولية وإدانتها بصفتها دولة إرهابية تنتهك القوانين والمواثيق والمعاهدات الدولية". جاء هذا الموقف عقب الجلسة الطارئة التي عقدها المجلس أمس، برئاسة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني، وحضور رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة، ورؤساء الحكومات السابقين رشيد الصلح، أمين الحافظ، سليم الحص، نجيب ميقاتي، وخصصها لبحث العدوان الإسرائيلي المستمر على لبنان، خصوصاً بعد ارتكابه الجريمة البشعة في قانا أول من أمس. واعتبر المجلس الشرعي في بيان، العدوان الذي ارتكبته وترتكبه القوات الإسرائيلية منذ ثلاثة أسابيع،"عدواناً على الشعب اللبناني بخاصة، وعلى الإنسانية بعامة، لاستهدافه الأبرياء من المواطنين الآمنين من الأطفال والنساء والشيوخ والعجزة، ولما يتسم به من وحشية وفظاعة باستخدام الأسلحة المحرمة دولياً، وهي أسلحة أميركية الصنع والمصدر"، داعياً الى"استنفار كل الجهود والطاقات والإمكانات الوطنية لدعم صمود أهلنا الصامدين في وجه العدو الإسرائيلي المتوحش وترجمة الوحدة الوطنية التي هي العمود الفقري للبنان والضمان الأساسي الذي يتمسك به اللبنانيون جميعاً في مواجهة العدوان الصهيوني وتداعياته قلباً واحداً وصفاً واحداً ويداً واحدة، والتضحية بكل غال ونفيس للتخفيف من معاناة أهلنا المنكوبين بالعدوان". وحض المجلس على"الالتفاف حول الدولة اللبنانية والاعتصام بشرعيتها والإعراب عن التأييد الكامل للحكومة اللبنانية ولرئيسها في كل ما اتخذه ويتخذه من مواقف لوضع حد للعدوان الإسرائيلي، وتجديد الثقة به وبسياسته الحكيمة والحازمة"، آملاً بأن"تؤدي خطة الحكومة إلى حل ونتائج إيجابية بحيث لا يتعرض لبنان بعد الآن إلى مثل ما يتعرض له الآن من قتل وتدمير إسرائيلي همجي ومبرمج". ونوّه المجلس بالموقف المشترك الذي أعلنه الرئيسان نبيه بري والسنيورة بعد الجريمة الإسرائيلية في قانا، معرباً عن تأييده للبنود السبعة التي أعلنها رئيس مجلس الوزراء أمام المؤتمر الدولي في روما والتي أقرها مجلس الوزراء بالإجماع"، لافتاً الى"دور الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي في حفظ أمن وسلامة البلاد". واستنكر المجلس محاولات تعطيل صدور قرار عن مجلس الأمن الدولي بوقف إطلاق النار، معتبراً ان"الأمر يطرح أكثر من علامة استفهام حول أهداف هذا الموقف المريب". وناشد الأمين العام للأمم المتحدة والدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي"بذل مزيد من الجهود لاستصدار قرار عن المجلس يوقف فوراً إطلاق النار"، مقدّراً"اندفاعة بعض المواطنين في التعبير عن رفضهم وإدانتهم للمجزرة التي ارتكبها العدو الإسرائيلي بحق المواطنين الآمنين في بلدة قانا الآمنة"، ومديناً"المحاولات التي قام بها البعض في التعدي على المباني العائدة للمؤسسات الدولية والتخريب لتجهيزاتها كي لا تشوِّه تلك الممارسات صمود اللبنانيين ووحدتهم". ودعا الجامعة العربية الى عقد مؤتمر عاجل لدعم قضية الشعبين اللبناني والفلسطيني.