واصل الجيش الاسرائيلي تصعيده شمال قطاع غزة لليوم الثاني على التوالي حيث خلّف سبعة شهداء جدد، ليرتفع عدد ضحايا الاجتياح الى 28 شهيداً خلال 48 ساعة فقط، في وقت لمح وزير الامن الداخلي الاسرائيلي آفي ديختر الى احتمال افراج اسرائيل عن بعض الاسرى الفلسطينيين في حال اطلاق الجندي المخطوف غلعاد شاليت ووقف اطلاق الصواريخ على اسرائيل. ونقل الناطق باسمه عنه القول انه اذا اطلق شاليت وتوقفت الهجمات، فإن اسرائيل"تعرف كيف تنفذ اطلاق سجناء كبادرة على حسن النية". راجع ص 3 و4 و5 واضاف موقع"يديعوت احرونوت"على الانترنت ان ديختر قال انه"اذ كان على اسرائيل ان تفرج عن معتقلين لاستعادة جنديها، فإنها ستفعل". واوضح:"لقد فعلنا ذلك سابقاً لاستعادة مواطنينا المخطوفين في مقابل فترة هدوء". إلا انه شدد على ان الهجوم على غزة لتحرير الجندي ووقف اطلاق الصواريخ"ليس محدداً زمنياً". ولا تحمل تصريحات ديختر جديداً، فاسرائيل عرضت على الوسطاء في قضية الجندي المخطوف الافراج عنه مقابل اطلاق اسرى فلسطينيين، لكنها اصرت على ألا يكون ذلك عبر"صفقة تبادل أسرى"او من خلال جدول زمني او اي شروط اخرى، بل على اساس"بادرة حسن نية". رغم ذلك، فإن تصريحات ديختر تعكس تجدد المفاوضات في شأن الجندي بعد وصولها الى طريق مسدود. ويعزز من ذلك دخول جهات اخرى على خط الوساطات بعد انضمام تركيا وروسيا الى الاتصالات التي تجريها كل من مصر وفرنسا مع الخاطفين واسرائيل. ويزيد من اهمية تصريحات ديختر انها تتطابق مع ما كشفته مصادر فلسطينية مطلعة ل"الحياة"من ان الوسطاء في قضية الجندي المخطوف أبلغوا حركة"حماس"تهديدا من اسرائيل بازاحتها عن الحكم بالقوة في حال عدم اطلاقه، مضيفة ان التهديد جاء مرفقاً بتعهد باطلاق عدد من الاسرى في وقت لاحق كبادرة حسن نية وليس ضمن صفقة تبادل اسرى، في حال اطلاق الجندي. وعلمت"الحياة"في دمشق امس ان"حماس"تبلغت بطريقة مباشرة من وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم بن جابر آل ثاني ومن موسكو بعد زيارة وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني، ضرورة"اطلاق الجندي بشكل غير مشروط". لكن الجهود التركية والروسية سعت الى اقناع واشنطن وتل ابيب بانجاز"عملية تبادل ما". وفي اول رد فعل من"حماس"على تصريحات ديختر، قال النائب مشير المصري لوكالة"رويترز"ان الفلسطينيين لا يثقون في لفتات حسن النيات الاسرائيلية، مضيفا ان الحديث الان ليس عن الجندي المفقود، لكن عن"30 شهيدا فلسطينيا"و100 جريح سقطوا في الهجمات الاسرائيلية على غزة. وترفض"حماس"اطلاق الجندي من دون ثمن، رغم انها ابدت استعدادا للتوصل الى صفقة"مقبولة من الاطراف المختلفة"، حسب تعبير احد قادة الحركة. وقالت المصادر الفلسطينية ان"حماس"تجد صعوبة كبيرة في اطلاق الجندي من دون صفقة تبادل اسرى. واوضحت شخصية مطلعة على هذه الاتصالات:"حماس وجدت نفسها امام خيارين بالغي الصعوبة، الاول هو اطلاق الجندي من دون ثمن، وهو ما يلحق بها خسارة جماهيرية فادحة، اذ سيُنظر اليها على انها قايضت الجندي بوجودها في السلطة، ما قد يفجر احتجاجات واسعة على فشلها في توفير الرواتب. والثاني هو المواجهة التي قد تكلفها وجودها في الحكم، وربما تخسر فيها عددا كبيراً من قياداتها وكوادرها". من جانبه، وجه الرئيس محمود عباس من غزة نداء للمجتمع الدولي بوقف"العدوان الاسرائيلي"و"الاجتياح غير الانساني"كي يتسنى ل"جهودنا"ان تؤدي الى نتيجة، في اشارة الى المداولات الجارية من اجل الافراج عن الجندي. وكان الاتحاد الاوروبي في وقت سابق امس اتهم اسرائيل باستخدام القوة ضد الفلسطينيين بصورة غير متناسبة وبمفاقمة الازمة الانسانية في غزة. في غضون ذلك، صاغ خبراء في مجلس الأمن مشروع قرار يتعلق بالتصعيد في غزة، وذلك بعد الرفض الأميركي والأوروبي لمشروع قرار طرحته قطر باسم المجموعة العربية، في حين شكلت المجموعة العربية لدى الأممالمتحدة أمس لجنة مؤلفة من قطر وسورية وفلسطين ومصر لدرس مشروع القرار الجديد ولصوغ مشروع قرار آخر. ويدعو مشروع قرار لمجلس الى"الافراج الفوري عن الجندي المخطوف"، كما يدعو"السلطة الفلسطينية الى اتخاذ خطوات فورية ومستدامة لوقف العنف، بما في ذلك اطلاق الصواريخ على الأراضي الاسرائيلية"، وهو يعترف بحق"اسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال... بالدفاع عن النفس"ويطالبها ب"أقصى حدود ضبط النفس وتجنب الأفعال غير المتوازنة وانسحاب قواتها الى مراكز خارج قطاع غزة". واعتبرت مصادر عربية أن مشروع قرار خبراء مجلس الأمن فيه"سوابق خطيرة"، مثل الاعتراف بحق اسرائيل بالدفاع عن النفس بينما هي دولة قائمة بالاحتلال، واعتبار المستوطنين مدنيين، بالاضافة الى استعمال تعبير"خطف"وليس أسر الجندي. وقالت إن المجموعة العربية قد تفضل ألا تحصل على أي قرار من مجلس الأمن اذا كانت صيغة الخبراء الحالية هي التي ستطرح.