علمت"الحياة"من مصادر فلسطينية مطلعة أن الوفد الأمني المصري التقى الجندي الاسرائيلي المخطوف غلعاد شاليت في مكان احتجازه في قطاع غزة في اطار مساعي الوساطة بين الخاطفين واسرائيل، وان طبيباً فلسطينياً عالج الجندي من ثلاث رصاصات اصابته، في وقت نقل موقع الكتروني عن مسؤول فلسطيني قوله ان القاهرة امهلت رئيس المكتب السياسي لحركة"حماس"خالد مشعل حتى مساء اليوم للحصول على رده في شأن الاقتراحات المصرية المتعلقة باطلاق الجندي، مهددة بوقف مساعي الوساطة بعد ذلك. راجع ص 5 وفي ضوء التهديدات الاسرائيلية لسورية، اعلنت دمشق انها لن تضغط على قيادة"حماس"للافراج عن الجندي ما دام العدوان الاسرائيلي على غزة مستمراً. وقال عضو لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان السوري سليمان حداد ان بلاده لن تتحرك ما لم توقف اسرائيل عدوانها. من جانبها، كلفت الحكومة الفلسطينية وزارة العدل"رفع دعوى قانونية ضد رئيس وزراء الاحتلال الاسرائيلي ايهود اولمرت وجيش الاحتلال امام محكمة الجنايات الدولية"، على اساس ان ما يجري من تصعيد عسكري واعتقال وزراء ونواب من"حماس"هو"نوع من جرائم الحرب". رغم ذلك، ابدى الرئيس محمود عباس تفاؤلاً بقرب حل ازمة الجندي المختطف، ونفى خلال لقاء خاص مع صحافيين وكتاب فلسطينيين في مكتبه في غزة في ساعة متقدمة من ليل السبت - الاحد، ان تكون الجهود المبذولة وصلت الى طريق مسدود، وقال ان"المساعي موجودة حتى تصل الى حل مرضٍ لمشكلة الجندي الاسير في مقابل قضايا تقدم لنا... لكن حتى الآن لم نصل الى حل". وتشير المعلومات المتوفرة لدى"الحياة"ان اسرائيل ترفض تغيير قواعد اللعبة واجراء عملية تبادل اسرى مع الفلسطينيين، لكنها في مقابل اطلاق الجندي حياً ستطلق معتقلين من سجونها بعد اشهر من دون تحديد عددهم او المدد التي امضوها، في حين يصر الخاطفون على أن تطلق اسرائيل الاسيرات والاطفال الاسرى وألف معتقل فلسطيني آخر، من بينهم القادة الفلسطينيون والعرب والمسلمون وذوو الاحكام العالية والمرضى في مقابل الحصول على معلومات عن حال الجندي. وذكر مسؤول في حركة"فتح"ان القاهرة تقترح اطلاق الجندي في مقابل تعهد اسرائيلي بضمانة مصرية، الافراج بحلول نهاية 2006 عن النساء والفلسطينيين دون الثامنة عشرة الموجودين في سجونها. ولا تثق الجهات الخاطفة او الفلسطينيون عموما في نيات الدولة العبرية ازاء قضية نحو 10 آلاف اسير فلسطيني لديها. واكد الرئيس عباس ايضا انه لا يثق بمثل هذه النيات، وقال ردا ًعلى سؤال ل"الحياة"انه يثق في الاطراف الدولية والعربية الضالعة في الوساطة، نافياً ان يكون هناك وسطاء بين الفلسطينيين انفسهم في ازمة الجندي المختطف، بل قال ان الحديث عن الجندي فلسطيني - فلسطيني وليس عبر وسطاء، مشيرا الى انه يلتقي رئيس الوزراء اسماعيل هنية يومياً. ونفى ان يكون اجرى اتصالات مع مشعل، مشيرا الى أن مثل هذه الاتصالات تجري داخل"حماس". الى ذلك، نسب موقع الكتروني فلسطيني الى مصدر فلسطيني كبير ان"مصر وجهت رسالة الى مشعل حذرته فيها من أنها ستوقف مساعي الوساطة من أجل الافراج عن الجندي الاسير ما لم ترد حماس في موعد اقصاه مساء غدٍ الاثنين على الاقتراحات المصرية الاخيرة". واضاف الموقع ان هذه الاقتراحات تنص على"الافراج عن الجندي في مقابل سحب اسرائيل قواتها من قطاع غزة واطلاق اسرى فلسطينيين في وقت لاحق". ونقل الموقع ان مشعل رفض القدوم الى القاهرة لمناقشة الاقتراحات المصرية، وطلب من القاهرة التحدث مباشرة مع مختطفي الجندي. وتطابقت هذه التسريبات مع تسريبات اسرائيلية مفادها ان اسرائيل امهلت الفلسطينيين حتى مساء اليوم لانهاء ازمة الجندي، وان مصر هددت بأن تتحدث مباشرة الى الخاطفين وعدم الحديث مع قيادة"حماس"، خصوصا مشعل الذي تتهمه اسرائيل بأنه يعرقل اطلاق الجندي، في وقت قررت الحكومة الاسرائيلية استمرار الضغط على"حماس"ومشعل من خلال العمل العسكري. وكانت طائرات حربية اسرائيلية اغارت على مقر رئاسة الحكومة الفلسطينية في غزة فجر أمس، في هجوم اعتبره عباس"عملا اجراميا حقيقيا"، ووصفه رئيس الوزراء اسماعيل هنية بأنه"تعبير عن البلطجة"، في حين هدد الجناح العسكري ل"حماس"بضرب"اهداف مشابهة لدى الاحتلال"في حال استمرار استهداف المؤسسات الفلسطينية. وفي اجتماع الحكومة امس، توعد اولمرت الفلسطينيين بتصعيد جديد يتم خلاله استخدام كل الوسائل لاستعادة الجندي، رافضا مبادلته بأسرى فلسطينيين، لكنه اعلن ان العمليات العسكرية"ستتوقف"في حال اطلاقه. وأفادت صحيفة"هآرتس"أمس ان واشنطن طلبت من اسرائيل العمل على عدم المس بعباس وبالمدنيين والبنى التحتية شرطاً"لتفهم"عمليتها العسكرية في القطاع. من جانبه، اعلن نائب رئيس الوزراء شمعون بيريز ان وزراء"حماس"ونوابها المعتقلين"سيحاكمون لمشاركتهم في اعمال ارهابية"، في حين قال ضابط اسرائيلي انهم سيمثلون امام المحكمة في سجن"عوفر"اليوم.