في الأعوام المنصرمة، سعت الصين والدول الإفريقية الى ترسيخ شراكة استراتيجية جديدة بينها، والى إنشاء علاقات سياسية أساسها الثقة المتبادلة والتعاون الاقتصادي والثقافي. وقطف الطرفان ثمرات هذا التعاون. ولكن بعض الدول الغربية تسعى في زعزعة هذه العلاقات، وتروج لنظرية مداهمة"الخطر الصيني"إفريقيا. وتزعم الدول الغربية أن الصين تستعمر القارة السوداء استعماراً جديداً، وأنها تستنزف مواردها الطبيعية. وهي تريد الإيقاع بين إفريقيا والصين، وتدمير التعاون الصيني - الإفريقي، وحماية مصالح القارة القديمة بإفريقيا. ولا شك في أن هذه المزاعم كاذبة، وبعيدة من الواقع والتاريخ. ومنذ اعتداءات الحادي عشر من أيلول سبتمبر، قوّمت الدول الأوروبية سياستها الإفريقية، وعزمت على استغلال موارد القارة الإفريقية أكثر فأكثر. وبلغت صادرات الدول الإفريقية النفطية الى أميركا 16 في المئة من صادراتها، ويتوقع أن تبلغ 25 في المئة في 2015. وعلى سبيل المثال، تسيطر الشركات الغربية على 95 في المئة من ناتج نيجيريا النفطي، وهي واحدة من أكبر منتجي النفط الإفريقي. والشركات الغربية تستغل حقول النفط الإفريقية، ولا تنشئ بنى تحتية. فالأنابيب المهترئة تسبب حرائق تحرق غابات بكاملها. ويُحرم المقيمون في جوار منشآت النفط مياه الشفة، جراء تلويث المصانع الهواء والتربة والمياه الجوفية. ونجم عن غياب الأمن والاستقرار بإفريقيا ارتفاع أسعار النفط العالمية في منتصف 2005. وفي العقود الخمسة الماضية، تناولت الديبلوماسية الصينية - الإفريقية سبل التنمية السلمية وتعزيز ديموقراطية العلاقات الدولية، واحترام سيادة الدول. ولطالما ساعدت الصين إفريقيا من دون مقابل سياسي، ونالت رضا الأفارقة. والحق أن ما يجمع بين الصين والدول الإفريقية هو إدراكها ماهية الاستعمار ووجوب مكافحته. عن "بيبولز دايلي أونلاين" الصينية ، 30/6/2006