صعدت اسرائيل امس تهديداتها للفلسطينيين ووسعت نطاق عدوانها العسكري على قطاع غزة. وتوقع رئيس حكومتها ايهود اولمرت ان تتحول أزمة الجندي المخطوف غلعاد شاليت حرباً طويلة. في موازاة ذلك، قالت مصادر سورية مطلعة ل"الحياة"امس ان دمشق تفضل"حلاً سياسياً عاجلاً في اطار تحرك عربي وليس في اطار سوري بالذات"للأزمة، فيما أبلغت مصادر مطلعة"الحياة"في غزة أن جهود الوساطة المصرية ما زالت مستمرة، وان دولاً اقليمية دخلت بقوة على خط الأزمة بينها ايران وسورية وتركيا والسعودية. راجع ص3 و4 وأكد رئيس الحكومة الفلسطينية اسماعيل هنية من جهته ان"الحكومة تبذل جهودا مع أطراف فلسطينية وعربية وإقليمية لإنهاء قضية الجندي الاسير بالشكل المناسب واللائق"، داعياً الى"عدم إغلاق الباب واستخدام لغة الحكمة والعقل لإنهاء هذه القضية باعتبارها قضية إنسانية فضلا عن كونها قضية سياسية". وشكر هنية مصر على ما تبذله من جهود لحل الازمة مؤكداً ضرورة استمرار تلك الجهود. وكان القائد في حركة"حماس"اسامة المزيني اعلن قبل ذلك ان خاطفي الجندي اوقفوا المفاوضات مع الوسطاء، وذلك بعد ساعات قليلة على انتهاء المهلة التي حددها خاطفو الجندي عند السادسة من صباح امس لاسرائيل لتلبية شروطهم مقابل الادلاء بمعلومات عن الجندي. وتواصلت امس الوساطات الدولية باتجاه دمشق بهدف ممارسة"ضغوط"على قيادة"حركة المقاومة الاسلامية"حماس، اذ اجرى احمد داود اوغلو كبير مستشاري رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان محادثات مع الرئيس بشار الاسد ووزير الخارجية وليد المعلم، بعد اجراء الامين العام للامم المتحدة كوفي انان اتصالات مع الرئيس السوري. وعلمت"الحياة"امس ان مبعوثين دوليين سيقومون بزيارات غير علنية لسورية في محاولة لاجراء اتصالات مع قادة"حماس". وقالت المصادر السورية"ان المسألة ليست مسألة جندي اسير، بل هذا ذريعة لتدمير حكومة حماس ومعاقبة الشعب الفلسطيني على خياره الديموقراطي"، مشيرة الى ان دمشق"تعتقد ان القرار في ما يتعلق بالجندي الاسرائيلي يتخذ في غزة وان لا علاقة لسورية بالقرار، وان الكلام عن أن الحل بيد سورية ولا بد من ممارسة الضغوط يأتي في اطار الحملة وزيادة الضغوط على سورية". ورفضت المصادر الخوض في تفاصيل الخلافات بين قيادات"حماس". وقالت ان"القرار هو قرار حماس، لكن دمشق تريد التوصل الى حل سياسي باسرع وقت ممكن عبر التفاهم ووساطات تقوم بين فريقين هما حماس والحكومة الاسرائيلية". واعلنت وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني امس للصحافيين في اعقاب محادثات مع السلطات الفنلندية التي تتولى حاليا رئاسة الاتحاد الاوروبي في هلسنكي"ان الحل بأيدي قادة حماس في دمشق". واضافت:"اننا نمارس الضغط على سورية وحماس لأن بامكانهما الافراج عن الجندي اذا ارادتا. هذا هو هدفنا: الضغط من اجل التوصل لافراج غير مشروط عن جندينا". وفي غزة، قالت مصادر ل"الحياة"ان الخاطفين ومن خلفهم الفصائل والسلطة والشارع الفلسطيني حريصون على حياة الجندي لانها تشكل ورقة تفاوضية ثمينة في ايديهم لانتزاع مطالبهم وارغام اسرائيل على الموافقة عليها. واعلن ناطق باسم"جيش الاسلام"، وهو مجموعة شاركت في عملية"الوهم المتبدد"التي اختطف فيها الجندي الى جانب مقاتلين من"حماس"ولجان المقاومة الشعبية، ان تنظيمه لا يعتبر قتل الجندي من خياراته و"من واجبنا الشرعي ان نحترم ونكرم اسرانا". وفيما وسعت اسرائيل نطاق عدوانها العسكري على قطاع غزة باجتياح بلدة بيت حانون في شمال القطاع، اعلنت ناطقة باسم الجيش الاسرائيلي أ ف ب ان صاروخا اطلق من قطاع غزة سقط للمرة الاولى عصر امس في وسط مدينة عسقلان الاسرائيلية من دون ان يتسبب بوقوع اصابات. وقالت الناطقة:"سقط صاروخ من طراز قسام انطلق من قطاع غزة على مدرسة في وسط عسقلان"على الساحل جنوب تل ابيب. واضافت:"في مثل هذا الوقت، لم يكن هناك اطفال داخل المدرسة ولم تقع اصابات، الا ان الاضرار كبيرة".