سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تساءل ان كانت لدى اولمرت فكرة عن القيادة التي ستحل محل "حماس" وكيف سيتم الخروج من غزة بعد . اجتياحها الاعلام الاسرائيلي ينتقد طريقة ادارة الأزمة : الاعتقال بغرض المساومة سلوك يليق بعصابات
بعد أيام متتالية من تحريض الصحف العبرية الحكومة الاسرائيلية على شن عدوان عسكري جديد على قطاع غزة يشفي غليل الاسرائيليين المتعطشين الى الثأر من الفلسطينيين على اطلاقهم قذائف"القسام"وعلى خطف الجندي غلعاد شاليت في عملية عسكرية أقرت اسرائيل بأنها نوعية، حفلت صحف نهاية الاسبوع بسيل من التعليقات والمقالات عن ادارة الحكومة أزمة خطف الجندي وجدوى ملاحقتها قادة حركة"حماس"واعتقال العشرات منهم. وكتبت صحيفة"هآرتس"العبرية في افتتاحيتها ان تدمير الجسور والسيطرة على المطار في قطاع غزة وقطع الكهرباء عنه واعتقال قادة"حماس"تشهد على فقدان الرشد أكثر من كونها"فكرة شاملة تعتمد المنطق والحكمة". وذكّرت الصحيفة أقطاب الحكومة الحالية بحوادث خطف اسرائيليين في الماضي أو ترحيل المئات من قادة"حماس"الى لبنان"بهدف ممارسة ضغط على الفلسطينيين"، لتشير الى انها لم تُجدِ نفعاً. وأضافت ان اعتقال قياديين يصب في مصلحتهم ويزيد من شعبيتهم، فضلاً عن ان الاعتقال لغرض المساومة هو سلوك يليق بعصابات لا بدولة. وختمت ان حكومة اسرائيل وقعت"بسرعة في دوامة من العزة الممزوجة بالإنهاك... ويتحتم عليها العودة الى رشدها وبسرعة واطلاق الوزراء والنواب والدخول في تفاوض... نحن بصدد جندي ينبغي اعادته وليس بصدد تغيير معالم الشرق الأوسط". وتساءل عدد من المعلقين عما إذا كانت لدى رئيس الحكومة ايهود اولمرت"فكرة مبلورة"عن اليوم التالي للعملية العسكرية التي يقوم بها الجيش في قطاع غزة"وهل لديه فكرة عن هوية القيادة الفلسطينية التي ستبزغ في حال تمت تصفية قادة حركة حماس الحاليين؟"، كما كتب المعلق العسكري في"هآرتس"أمير أورن. وكان زميله المعلق السياسي سبقه في توجيه تحذير يقول إن دخول غزة ليس بالمهمة العسكرية الصعبة"لكن ماذا مع الخروج منها؟". وكان معلقون بارزون أكدوا أمس ان اعتقال قادة"حماس"يأتي ضمن خطوة جاهزة في الدرج العسكري منذ أسابيع كثيرة بعد أن اتخذ أولمرت"قراراً استراتيجياً"باسقاط حكومة"حماس"، ورأى بعد خطف الجندي الأحد الماضي أن الفرصة مواتية للتنفيذ و"عملياً تتبنى موقف القيادة العسكرية القائل إن الحكومة الفلسطينية الجديدة تسدل الستار على أي أمل للتفاوض لحل النزاع بين الشعبين، وانه لا بد من اتخاذ خطوات بالغة الشدة تكون بمثابة رافعات ضغط لاسقاطها"، كما كتب شمعون شيفر في"يديعوت أحرونوت"، مضيفاً أن أولمرت، الذي يرى في عملية خطف الجندي"اختبار حياته"، ابدى صرامة في جلسة الحكومة الأحد الماضي، وطالب قادة الجيش بشن هجوم على غزة"وما أريده هو أن لا ينام أي من سكان غزة هذه الليلة. أريد أن ترتجف غزة وتتزعزع". وزاد أن أولمرت قصد ايصال رسالة الى الفلسطينيين تقول إن"صاحب البيت جن جنونه". وكتب المعلق العسكري اليكس فيشمان أن ثمة توافقاً في الرأي بين كل اللاعبين الرئيسيين في الجانب الإسرائيلي بأنه في حال لم تصل قضية الجندي الى"نهاية ايجابية"، فإن إسرائيل ستباشر عمليات اغتيال قادة"حماس"حتى يتم اسقاط الحكومة وانهاء سلطة الحركة الإسلامية.