بعد نحو 16 شهراً في الولاياتالمتحدة، عاد القاضي الاسباني بالتاسار غارثون الى عمله رئيساً للغرفة الخامسة في المحكمة الوطنية. وغداة وصوله الى مدريد، استعاد الملفات القديمة التي كان يحقق فيها، خصوصاً ملفي الارهاب الدولي ومنظمة"ايتا"الباسكية، من القاضي الذي ناب عنه فرناندو غراندي ميرلاسكا. ومن الملفات الجديدة الساخنة بين يدي غارثون، ابتزاز"ايتا"لرجال الاعمال الباسك وعلاقة احد قادة الحزب القومي الحاكم في بلاد الباسك بتلك العمليات، ومحاكمة بعض اعضاء"ايتا"بعمليات ارهابية تسببت في قتل عدد من المواطنين. يأتي ذلك في اجواء تسيطر عليها مسيرة السلام والحوار المرتقب مع محيط"ايتا"والذي اعلن عنه رئيس الحكومة خوسيه لويس رودريغيز ثاباتيرو يوم الخميس الماضي. وأكد غارثون بنبرة حاسمة قبل دخوله المحكمة حيث يناوب طوال هذا الاسبوع، انه لا يمكن اعادة الشرعية الى حزب"هيرري باتاسونا"، المؤيد ل"ايتا"والمنحل بحكم قضائي بسبب دعمه الارهاب، لأن القوانين لا تسمح بذلك. مأزق الحكومة وربما تشكل عودة غارثون مأزقاً للحكومة، لأن مسيرة الحوار ستعتمد من دون شك على وقف الاعتقالات وتأجيل المحاكمات كما يطالب محيط ايتا، في حين ان الاجهزة القضائية، غير المسيّسة، لا تقبل توقيف الآليات القضائية لأن"المنظمة الارهابية قدمت اقوالاً لا افعالاً". يضاف الى ذلك، ان غارثون المعروف بيساريته والذي تصدى لحكومة فيليبي غونزاليس الاشتراكية في اوائل التسعينات وأودع السجن وزيران سابقان للداخلية وكبار المسؤولين الامنيين بسبب تخطيهم القوانين في مكافحة ارهاب"ايتا"، اصبح من اهم خبراء مكافحة الارهاب في اوروبا. وعلى رغم انتقاده السياسة الاميركية، فإن غارثون اعترف بأنه كسب معرفة كبيرة في زيارته للولايات المتحدة حيث ألقى محاضرات، وهو في صدد تحضير تقرير عن الارهاب والأمن القضائي والتعاون الدولي، تقدمه جامعة نيويورك للأمم المتحدة في تشرين الثاني نوفمبر المقبل.