أعلنت الحكومة الأميركية عزمها إصدار ورقة نقدية بتصميم جديد من فئة خمسة دولارات في 2008، وإصدار ورقة نقدية من فئة مئة دولار، بتصميم جديد بعد ذلك بأشهر قليلة. وجاء في بيان إعلامي مشترك أصدره"مكتب النقش والطباعة"، التابع لوزارة المال ومجلس الاحتياط الفيديرالي الأميركي البنك المركزي وإدارة الاستخبارات الأميركية، أن إعادة تصميم ورقة الخمسة دولارات، جزء من الجهود الأميركية لاستباق تطور حنكة مزوري العملات، الذين تتزايد مهارتهم يوماً بعد يوم. وأوضحت جيني فوستر، مديرة النقد في مجلس محافظي المصرف المركزي، إنه"على رغم ما كان قد أعلن سابقاً من أن الورقة النقدية من فئة المئة دولار هي التي سيتم إصدارها أولاً، ضمن سلسلة الأوراق النقدية التي تتم حالياً إعادة تصميمها، إلا أن ممارسات مزوري العملات الأخيرة أدت إلى تغيير الجدول الزمني". وأضافت أن المزورين أصبحوا يعمدون إلى تبييض الحبر الموجود على ورقة الخمسة دولارات وإعادة طبع الورقة بحيث تحمل علامات ورقة نقدية من فئة المئة دولار، مشيرة إلى ان المسؤولين قرروا أن"الحل الأنسب لوضع حد لتزوير ورقة المئة دولار، هو إعادة تصميم الورقتين النقديتين من فئة الخمسة دولارات والمئة دولار". 760 بليون دولار متداولة عالمياً يذكر ان مجلس الاحتياط الفيديرالي هو المسؤول عن توزيع العملة الأميركية، في حين أن الجرائم المتعلقة بالعملات تقع ضمن صلاحيات دائرة الاستخبارات. وهناك حالياً نحو 760 بليون دولار من العملة الأميركية المتداولة عالمياً. وتقدر الحكومة الأميركية أن ثلثي هذا المبلغ هو خارج الولاياتالمتحدة، وأن معظمه على شكل قطع نقدية ورقية من فئة المئة دولار. وأصدر مجلس الاحتياط منذ 2003، أوراقاً نقدية جديدة من فئة العشرين والخمسين دولاراً والعشرة دولارات. وستتضمن الأوراق الجديدة من فئة الخمسة دولارات والمئة دولار، السمات الأمنية نفسها التي تضمنتها تلك الإصدارات السابقة. وهي: حبر متغيّر اللون، وعلامة مائية بارزة مطبوعة في نسيج الورق، وخيوط مدمجة في الورق تشير إلى فئة الورقة النقدية. وستكشف الحكومة في السنة المقبلة عن تصميم ورقة الخمسة دولارات الجديدة بتفاصيله، بهدف مساعدة المصارف والمستهلكين وصانعي آلات البيع والباعة بالمفرق ومؤسسات الأعمال الأخرى التي تتعامل بكثرة في الأوراق النقدية على التكيف مع الورقة المالية الجديدة. ولفت مدير"مكتب النقش والطباعة"، لاري فليكس في بيان صحافي إلى ان"الورقة النقدية من فئة الخمسة دولارات شائعة الاستعمال في آلات البيع ودفع ثمن بطاقات المواصلات وآلات الخدمة الذاتية". ومن المتوقع ان تؤثر الورقة النقدية الجديدة من فئة الخمسة دولارات في شكل خاص على مؤسسات الأعمال والمستهلكين في دول أميركا اللاتينية مثل بنما والسلفادور وإكوادور، التي ترتبط عملاتها بالدولار. أما الورقة النقدية الجديدة من فئة المئة دولار فستؤثر على الأرجح على تلك الدول التي توجد فيها كميات هائلة من العملة الأميركية في التداول، على رغم أنها غير مرتبطة رسمياً بالدولار، مثل كمبوديا وروسيا. وتجدر الإشارة إلى أن الولاياتالمتحدة لن تسحب أية أوراق نقدية من الأسواق، التي ستواصل المصارف ومؤسسات الأعمال قبول التعامل بها. إلا أنه قد يتم أحياناً سحب بعض الأوراق النقدية الأقدم من التداول لدى وصولها إلى جهاز المصرف المركزي. كما تجدر الإشارة إلى أنه لن تتم إعادة تصميم الورقة النقدية من فئة الدولار الواحد. وفي حين أن مستويات تزوير العملة الأميركية منخفضة عموماً، إذ يشير المسؤولون إلى ان نسبة العملة المزورة لا تصل إلى 1 في المئة من كميتها المتداولة، أوضح مساعد مدير عمليات المصرف المركزي الأميركي، مايكل لامبرت، أن سياسة الحكومة الأميركية تعتمد إعادة تصميم العملة مرّة واحدة كل سبع إلى عشر سنوات،"بهدف استباق أساليب التزوير المتطورة". وبالتالي، إن الحكومة ستبدأ سلسلة التجديد مرة أخرى بعد سنة 2008، أي لدى استكمال عملية إعادة تصميم الأوراق النقدية التي استغرقت سنوات.