اعلن الرئيس جورج بوش في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي في واشنطن نقل قوات اميركية قريباً من المحافظات الى بغداد لمواجهة تصاعد العنف في العاصمة. وقال الرئيس الاميركي ان المالكي والجنرال جورج كايسي قائد القوة المتعددة الجنسية في العراق"توافقا على نشر قوات اميركية اضافية وعناصر امن عراقيين في بغداد خلال الاسابيع المقبلة، موضحاً ان هذه القوات"ستأتي من مناطق اخرى في البلاد". وقبيل لقاء بوش والمالكي في البيت الأبيض، تحدث مسؤولون اميركيون عن خطط لتعزيز الوجود العسكري الاميركي في بغداد حيث تصاعدت اعمال العنف على رغم الاجراءات الصارمة التي فرضت مع تطبيق خطة امنية الشهر الماضي، خصوصاً ان الناطق باسم البيت الابيض توني سنو أعلن الاثنين ان"الاهداف لم تتحقق"، بعدما اعترف مسؤول رفيع في الادارة الاميركية الجمعة بأن"النتائج الاولية للخطة مخيبة للآمال". وخلال زيارته الى لندن في طريقه الى واشنطن، دافع المالكي عن أدائه، ونفى ان يكون العراق يشهد حرباً اهلية. وأكد في حديث ل"هيئة الاذاعة البريطانية"بي بي سي ان قوات التحالف ستنسحب من دون ان تنتظر"عقوداً او حتى سنوات". وذكر سنو ان العنف سيكون الموضوع"الذي يحتل الأولوية وسيكون الموضوع الرئيسي في المحادثات"بين بوش والمالكي. واضاف انهما سيدرسان"سبل احلال سلام اهلي"في العراق. وسيبحث بوش والمالكي ايضاً في العمليات الاسرائيلية في لبنان التي يدعمها الرئيس الاميركي بقوة ووصفها المالكي بأنها"اجرامية". وقلل الاميركيون من اهمية هذا الخلاف في وجهات النظر. وقال سنو ان العراق"ليس ديموقراطية منحازة لاميركا ولن نملي عليهم ما يجب ان يقولوه"، مؤكدا ان هذا الاختلاف"يبرهن على ان العراق نجح في ان يكون له حكومة ديموقراطية مستقلة". وتتسم زيارة المالكي ايضا ببعد سياسي كبير للولايات المتحدة التي ستشهد في الخريف انتخابات تشريعية يتوقع ان تشكل الحرب في العراق وانسحاب اميركي من هذا البلد قضيتين اساسيتين فيها. وقال عضو مجلس الشيوخ الديموقراطي ادوارد كينيدي"اذا كان المالكي لا يملك خططا اكيدة لنزع اسلحة الميليشيات وتسريحها واعادة دمجها في المجتمع، فسيكون حتى على الرئيس بوش ان يعترف بأنه من الافضل ان يبدأ عسكريونا مغادرة العراق بدلا من المشاركة في حرب اهلية طائفية يستحيل كسبها". من جهته، اكد زعيم الكتلة الديموقراطية في مجلس الشيوخ هاري ريد ان"بوش يجب ان يوضح للمالكي ان التزامنا في العراق ليس الى ما لا نهاية". واضاف"علينا ان نبدأ عملية انتقالية باتجاه الرحيل من العراق لنخصص مواردنا لتهديدات اخرى تواجهها الولاياتالمتحدة مثل اسامة بن لادن ... وايران وكوريا الشمالية". وعلى رغم تراجع شعبية بوش بسبب الحرب في العراق، ما زال البيت الابيض يدعو الاميركيين الى الصبر ويرفض اي فكرة لوضع برنامج زمني للانسحاب. وقال مسؤول اميركي طلب عدم كشف هويته ان"لا شيء يمكن ان ينجز خلال فترة قصيرة ويعطي نتائج فورية". من جهة اخرى، دعا بعض اعضاء المعارضة العراقية المالكي الى الغاء زيارته الى واشنطن خوفاً من ان يتوصل الى اتفاق مع الاميركيين يضمن لهم وجودا عسكريا غير محدد زمنياً. ووعد المالكي الاثنين بأنه سيبحث مع بوش"في ما سيسمح للقوات الأجنبية بالرحيل".