مهرجان الحمضيات التاسع يستقبل زوّاره لتسويق منتجاته في مطلع يناير بمحافظة الحريق    بلدية محافظة الاسياح تطرح فرصتين استثمارية في مجال الصناعية والتجارية    زلزال بقوة 5.6 درجة يضرب الفلبين    أمانة القصيم توقع عقد تشغيل وصيانة شبكات ومباشرة مواقع تجمعات السيول    الصين تخفض الرسوم الجمركية على الإيثان والمعادن المعاد تدويرها    المكسيك.. 8 قتلى و27 جريحاً إثر تصادم حافلة وشاحنة    بعد وصوله لأقرب نقطة للشمس.. ماذا حدث للمسبار «باركر» ؟    انخفاض سعر صرف الروبل أمام الدولار واليورو    الفرصة مهيأة لهطول الأمطار على معظم مناطق المملكة    أدبي جازان يشارك بمعرض للتصوير والكتب على الشارع الثقافي    دبي.. تفكيك شبكة دولية خططت ل«غسل» 641 مليون درهم !    ابتسامة ووعيد «يطل».. من يفرح الليلة    رينارد وكاساس.. من يسعد كل الناس    «الجوير».. موهبة الأخضر تهدد «جلال»    رئيس الشورى اليمني: نثمن الدعم السعودي المستمر لليمن    الأردن تدين حرق قوات الاحتلال الإسرائيلي مستشفى كمال عدوان    مكي آل سالم يشعل ليل مكة بأمسية أدبية استثنائية    جازان تتوج بطلات المملكة في اختراق الضاحية ضمن فعاليات الشتاء    مدرب ليفربول لا يهتم بالتوقعات العالية لفريقه في الدوري الإنجليزي    الرويلي يرأس اجتماع اللجنة العسكرية السعودية التركية المشتركة    رينارد: مباراة العراق حاسمة ومهمة للتقدم في البطولة    رئيس هيئة الأركان العامة يلتقي وزير دفاع تركيا    لخدمة أكثر من (28) مليون هوية رقمية.. منصة «أبشر» حلول رقمية تسابق الزمن    "جلوب سوكر" .. رونالدو يحصد جائزة "الهداف التاريخي"    السعودية تقدم دعمًا اقتصاديًا جديدًا بقيمة 500 مليون دولار للجمهورية اليمنية    البيت الأبيض: المؤشرات تؤكد أن الطائرة الأذربيجانية سقطت بصاروخ روسي    مدرب قطر يفسر توديع كأس الخليج    القبض على أطراف مشاجرة جماعية في تبوك    «سلمان للإغاثة» يوزع 526 حقيبة إيوائية في أفغانستان    ضبط 3 مواطنين في نجران لترويجهم (53) كجم "حشيش"    وزير «الشؤون الإسلامية»: المملكة تواصل نشر قيم الإسلام السمحة    خطيب الحرم: التعصب مرض كريه يزدري المخالف    مآل قيمة معارف الإخباريين والقُصّاص    الصندوق السعودي للتنمية يموّل مستشفى الملك سلمان التخصصي في زامبيا    مهرجان الرياض للمسرح يبدع ويختتم دورته الثانية ويعلن أسماء الفائزين    أميّة الذكاء الاصطناعي.. تحدٍّ صامت يهدد مجتمعاتنا    عبقرية النص.. «المولد» أنموذجاً    مطاعن جدع يقرأ صورة البدر الشعرية بأحدث الألوان    99.77 % مستوى الثقة في الخدمات الأمنية بوزارة الداخلية    إحالة 5 ممارسين صحيين إلى الجهات المختصة    نائب أمير مكة يفتتح ملتقى مآثر الشيخ بن حميد    «كليتك».. كيف تحميها؟    3 أطعمة تسبب التسمم عند حفظها في الثلاجة    ليندا الفيصل.. إبداع فني متعدد المجالات    فِي مَعْنى السُّؤَالِ    دراسة تتوصل إلى سبب المشي أثناء النوم    ثروة حيوانية    تحذير من أدوية إنقاص الوزن    ضرورة إصدار تصاريح لوسيطات الزواج    5 مشاريع مياه تدخل حيز التشغيل لخدمة صبيا و44 قرية تابعة لها    رفاهية الاختيار    اختتام دورات جمعية الإعاقة السمعية في جازان لهذا العام بالمكياج    وزير الدفاع وقائد الجيش اللبناني يستعرضان «الثنائية» في المجال العسكري    وزير الخارجية يصل الكويت للمشاركة في الاجتماع الاستثنائي ال (46) للمجلس الوزاري لمجلس التعاون    حلاوةُ ولاةِ الأمر    بلادنا تودع ابنها البار الشيخ عبدالله العلي النعيم    منتجع شرعان.. أيقونة سياحية في قلب العلا تحت إشراف ولي العهد    نائب أمير منطقة مكة يطلع على الأعمال والمشاريع التطويرية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رايس في بيروت : محادثات جادة مع السنيورة وعدم اتفاق مع بري . معارك قاسية في الجنوب وأولمرت للتركيز على العمليات البرية . قمة سعودية - مصرية تسبق مؤتمر روما غداً انان يقترح التمديد شهراً للقوة الدولية ... ويتصل بالاسد

حملت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس في زيارتها المفاجئة أمس الى بيروت"سلة كاملة"من الاقتراحات تمتد من وقف النار الى إعادة الإعمار مروراً بتبادل الأسرى والانسحاب الاسرائيلي من مزارع شبعا وانتشار قوة دولية في جزء من جنوب لبنان. وبعد ساعات قليلة من مغادرة رايس لبنان الى اسرائيل بدد موقف البيت الأبيض الآمال بوقف فوري للنار ملتقياً بذلك مع تأكيد رئيس الوزراء البريطاني توني بلير العمل على خطة لوقف النار"خلال أيام".
وفيما استمرت المعارك البرية القاسية في جنوب لبنان أمس بدا ان الاتصالات السياسية والديبلوماسية اتخذت زخماً جديداً بفعل التحرك السعودي في اتجاه العواصم الكبرى. وتتجه الأنظار الى القمة المصرية - السعودية المتوقعة في المملكة اليوم والى مؤتمر مساعدة لبنان في روما غداً. راجع ص2، 3، 4، 5، 6 و7
وقال مصدر لبناني مطلع ل"الحياة"إن جهوداً حثيثة تبذل للتوفيق بين"رزم الاقتراحات"الأميركية والأوروبية، وتلك التي قدمها الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان الذي كرر أمس دعوته الى إشراك سورية وايران في الحل. وأضاف المصدر ان لبنان يتخوف"من نصف حل يضمن أمن اسرائيل ويدفع المشكلة الى الداخل اللبناني"، مشدداً على ضرورة الانسحاب الاسرائيلي من مزارع شبعا لدعم إرادة الحكومة اللبنانية في بسط سلطتها على كل أراضيها.
وفي موازاة التحرك الديبلوماسي دعا رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت ضباط الجيش الى التركيز على العمليات البرية لإبعاد"حزب الله"ما بين كيلومترين وثلاثة كيلومترات قائلاً:"لديكم متسع من الوقت".
وكانت رايس وصلت الى بيروت ظهر امس في مروحية اميركية آتية من قبرص وانتقلت الى السرايا الحكومي حيث اجتمعت ساعتين الى رئيس الحكومة فؤاد السنيورة ووزير الخارجية فوزي صلوخ والمستشارين السفير محمد شطح ورولا نور الدين، في حضور مساعدها لشؤون الشرق الاوسط ديفيد ولش والسفير في بيروت جيفري فيلتمان وكارين هيوز اضافة الى اليوت ابرامز المستشار في مجلس الامن القومي في البيت الابيض.
وإذ دام اللقاء ساعتين أفاد المكتب الاعلامي للسنيورة انه عرض فداحة العدوان الاسرائيلي المستمر على لبنان منذ 13 يوماً وما خلفه من اضرار"حيث استهدف كل مظاهر الحياة وخصوصاً المدنيين الآمنين". وأبلغ السنيورة رايس"ان اسرائيل قامت بتقطيع اوصال الوطن قطعة قطعة وفصلت القرى والمدن عن بعضها البعض ودمرت بناه التحتية واستهدفت المصانع والمنازل الآمنة والأبنية السكنية، حيث بلغ عدد الشهداء اكثر من 350 شهيداً اضافة الى جرح اكثر من 1500 شخص فضلاً عن النازحين الذين تجاوز عددهم ال750 ألف نازح وسط هجرة لا سابق لها للبنانيين قبل الاجانب الى خارج لبنان حيث تقدر الخسائر ببلايين الدولارات".
وأوضح مكتب السنيورة الاعلامي انه ابلغ الوزيرة الاميركية ان اسرائيل"لا تستهدف في عدوانها"حزب الله"بقدر ما تستهدف لبنان واللبنانيين وهي بذلك تعيد لبنان الى الوراء نحو 50 سنة وبهذه الطريقة فإن النتائج ستكون تدمير لبنان وتفاقم المشكلة التي ستجر معها مشكلات اخرى".
وشدد السنيورة على"ضرورة العمل على وقف سريع لاطلاق النار والبحث بحل متكامل يعالج المشكلة من اساسها في لبنان كي لا يعاد تكرار المأساة التي يعاني منها لبنان كل عدة سنوات، على ان يضمن الحل عودة الأسرى اللبنانيين في السجون الاسرائيلية وانسحاب اسرائيل من مزارع شبعا وتسليم خرائط الألغام المزروعة في الاراضي اللبنانية تمهيداً لبسط سلطة الدولة على كامل الاراضي اللبنانية، وتكون بذلك صاحبة السلطة الوحيدة على لبنان بكامله بما في ذلك مزارع شبعا".
وأوضح المكتب الاعلامي ان السنيورة"استمع الى الافكار التي حملتها الوزيرة الاميركية وعرض لوجهة نظره ازاء المقترحات والافكار التي قدمتها ومجالات تطويرها في ضوء المحادثات الجادة التي أُجريت معها". وكانت رايس بدأت لقاءها مع السنيورة بتهنئته على"شجاعتك وثباتك".
وانتقلت رايس للقاء رئيس المجلس النيابي نبيه بري. وقالت قبل لقائها به قرابة الساعة إنها قلقة إزاء ما يعانيه اللبنانيون وإزاء الوضع الانساني، وأوضحت ان الرئيس جورج بوش اراد ان تبدأ جولتها في المنطقة ببيروت.
وإذ امتنعت رايس عن الادلاء بتصريحات علمت"الحياة"ان اجتماعها مع بري شهد نقاشاً مشدوداً، حيث اقترحت سلة خطوات لوقف النار يشمل تسليم الجنديين الاسرائيليين الأسيرين من دون مقابل، فيما أصر بري على اتفاق من مرحلتين الأولى وقف النار ومفاوضات بضمانة منه على تبادل الأسرى وعودة النازحين الى مناطقهم والثانية تتناول بسط سلطة الدولة وموضوع مزارع شبعا وانسحاب اسرائيل منها ودور القوات الدولية.
وقالت مصادر مطلعة ل"الحياة"ان رايس عرضت أفكار السلة الواحدة من جهتها وان بري ابلغها ان هناك قناعة لبنانية بأن ما جرى لا علاقة له بالجنديين الأسيرين ومخطط له وان العدوان الاسرائيلي اذا كان هدفه اضعاف"حزب الله"فنتائجه عكسية. كما سأل عما اذا كان الحل سيكون شاملاً واذا كان سيتناول دولاً فاعلة أخرى في المنطقة معنية، فأجابته رايس:"تحاوروا أنتم معهم".
وقالت مصادر مطلعة ان اجتماع رايس وبري انتهى الى"توافق بينهما على عدم حصول اتفاق".
والتقت رايس قبل مغادرتها لمدة ساعة قادة قوى 14 آذار في السفارة الاميركية، يتقدمهم الرئيس السابق أمين الجميل ورئيس"اللقاء النيابي الديموقراطي"وليد جنبلاط والوزيران نايلة معوض وبيار الجميل وعدد من قادة قوى الاكثرية.
وطغت أنباء المواجهة العسكرية بين القوات الإسرائيلية المتوغلة داخل الأراضي اللبنانية الجنوبية مع مقاتلي"حزب الله"على مشارف مدينة بنت جبيل الحدودية، وتزامنها مع زيارة رايس الى بيروت امس للبحث في صيغة لوقف النار، على العمليات العسكرية التقليدية التي تنفذها إسرائيل في شكل يومي مستهدفة المدنيين والبنى التحتية. وإذ سقط امس اكثر من 8 شهداء من المدنيين بينهم عائلة بكاملها في جنوب لبنان جراء القصف، وأكثر من 57 جريحاً، أشارت الأنباء الى سقوط 4 قتلى و9 جرحى من الجيش الإسرائيلي جراء المواجهات مع"حزب الله"بينهم اثنان نتيجة سقوط مروحية"أباتشي"أعلن الحزب عن إصابتها بنيران مقاتليه فيما قال الجيش الإسرائيلي انها اصطدمت بخطوط التوتر العالي داخل أراضي فلسطين المحتلة. وفيما أعلن"حزب الله"عن تدمير 5 دبابات اسرائيلية قرب بنت جبيل، واعترف الجيش الاسرائيلي"باصابة"بعض الدبابات، قصف"حزب الله"عشرات الصواريخ على حيفا وكريات بياليك وصفد وغيرها، شمال اسرائيل فأصيب نحو 30 اسرائيلياً بجروح، رداً على استهداف الطيران الاسرائيلي المدنيين.
وقال الجيش الاسرائيلي انه أسر مقاتلين من"حزب الله"في محيط بنت جبيل، وانه فتح تحقيقاً في اصابة 9 جنود اسرائيليين بنيران صديقة. وإذ حيّدت القوات الاسرائيلية ضاحية بيروت الجنوبية لوجود رايس في العاصمة، فإنها دكت مناطق جنوبية عدة بأعنف الغارات.
الحريري
وكان زعيم"تيار المستقبل"النائب سعد الحريري قال ل"الحياة"في حديث خاص في باريس:"ان المطلوب حل شامل لمسألة مزارع شبعا والأسرى والخروق الاسرائيلية وموضوع سلاح"حزب الله"والا فإن ما يحصل الآن قد يتجدد بعد سنة او سنتين".
واعتبر الحريري، الذي انتقل امس الى المغرب للقاء الملك محمد السادس بعد ان اجتمع في بروكسيل الى مفوض الشؤون الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا، ان الحرب الدائرة"ليست لبنانية وان النظام السوري الذي يحاول دائماً اثارة المشاكل في لبنان وفلسطين والعراق يجب ان يفهم ان حياة الناس ليست لعبة بين يديه". وقال:"ما حصل للبنان لا يغتفر". وأوضح الحريري الذي يساهم في الاتصالات من اجل وقف النار انه لن يدخل في تفاصل الحلول. ورأى ان الرئيس بري يلعب دوراً مهماً ومحورياً ضد الفتنة التي تحاول اسرائيل إثارتها بين السنّة والشيعة. وقال الحريري ان سورية وضعت نفسها في مواجهة العرب. وأكد ان"بلدنا لنا ولا يحق لأحد ان يلعب بنا... ولسنا وحدنا في العالم".
بوش يرفض وقف النار
وكرر الرئيس الأميركي امس معارضته وقفاً فورياً للنار، لكنه أمر بإرسال مروحيات وسفن محملة بالمساعدات الانسانية الى لبنان غداً و"يعمل مع اسرائيل ولبنان لفتح ممرات انسانية". وقال الناطق باسم البيت الابيض توني سنو إن ادارة بوش تؤيد وقفاً للنار شرط أن يكون"دائماً وقابلاً للاستمرار"، لكنه أشار إلى أن"حزب الله"لا يريد وقفاً النار. ورأى أن على العالم أن يواجه القوة المزعزعة للاستقرار ل"حزب الله"، واستخدامه الشعب اللبناني"دروعاً بشرية".
واضاف سنو رداً على سؤال عما اذا كانت المحادثات بين رايس وبري، هي وسيلة لمد اليد الى"حزب الله":"مع من تفاوض في حزب الله؟ انه منظمة ارهابية، فلذلك ليس من المعقول أن نفكر في التفاوض معهم". وأضاف:"نتفاوض مع السلطات الرسمية المنتخبة شرعياً، وبالتالي مع الحكومة اللبنانية". وأكد أن"حزب الله يحاول اثبات أن الارهاب والمنظمات الارهابية قادرة على زعزعة الحكومات، وأنها تزعزع الحكومات فعلاً، ونشر الفوضى في مناطق بأكملها، لافتاً الى أن"من المهم ألا نترك حزب الله يحقق هذا الانتصار". وذكر سنو أن ادارة بوش تعتقد بأن فرص نجاح وقف النار ضئيلة في الظروف الراهنة.
الى ذلك، قال الناطق باسم وزارة الدفاع بريان ويتمان أن المساعدات ستشمل أطناناً من المعدات الطبية ومؤناً أخرى ستنقل من قبرص الى بيروت، مشدداً على أن الجيش الأميركي يوشك على الانتهاء من عمليات إجلاء الأميركيين، ويمكنه نقل تركيزه على المهمة الانسانية.
وأكدت مصادر في الخارجية الأميركية ل"الحياة"أن دفعة ثانية من المساعدات سيعلن عنها في اجتماع"المجموعة الأساسية"حول لبنان في روما غداً، والذي يعقد بمشاركة السعودية ودول أوروبية. وتابعت أن المساعدات ستقدم الى الحكومة اللبنانية ومنظمات غير حكومية لتوزيعها على المناطق المنكوبة، وجددت رفضها لمشاركة منظمة"حزب الله"في عملية اعادة الاعمار لاحقاً.
قمة سعودية - مصرية
ويعقد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والرئيس المصري حسني مبارك في السعودية اليوم، قمة يناقشان خلالها سبل احتواء التصعيد في لبنان، والإجراءات اللازمة للوصول إلى وقف فوري لإطلاق النار ووضع حد للخسائر البشرية والمادية الناجمة عن المواجهات العسكرية.
وقالت مصادر مصرية مطلعة إن القمة تهدف إلى"توحيد جهود البلدين ومواقفهما خلال مؤتمر روما المقرر عقده الاربعاء لبحث الوضع في لبنان". وأشارت إلى أن الزعيمين سيبحثان في"تعزيز التنسيق المصري - السعودي بشأن لبنان، وتوحيد الأفكار التي طرحتها الدولتان أخيراً في هذا الاطار"، إضافة إلى"عرض الجهود الديبلوماسية التي تبذلانها لاحتواء الأزمة الحالية".
انان والتمديد لليونيفل
وفي نيويورك، شدد انان على أهمية"نفوذ"سورية وايران مع"حزب الله"في التوصل الى حل لمحنة لبنان، وقال:"أتوقع لايران وسورية أن تكونا جزءاً من الحل"و"كلاهما بعثتا بمؤشرات الى أنهما مستعدتان للتعاون". وأكد ل"الحياة"انه تحدث هاتفياً مع الرئيس السوري بشار الاسد أمس ومع وزير خارجية ايران منهوشر متقي الجمعة الماضي، لكنه نفى أنه على وشك ارسال موفد الى العاصمتين. وأعلن الأمين العام انه متوجه الى روما للمشاركة في المؤتمر المخصص للموضوع اللبناني، وقالت الناطقة باسمه ان تيري رود لارسن المكلف مراقبة تنفيذ القرار 1559 سيرافق انان الى روما حيث من المتوقع ان يتم فرز المبادرات الدولية والاقليمية والأميركية.
وأوصى الأمين العام لمجلس الأمن، للمرة الأولى، بتمديد ولاية القوة الدولية الموقتة في جنوب لبنان يونيفل"لمدة شهر واحد"بدلاً من التوصية التقليدية بالتمديد لفترة ستة أشهر. وقال في التقرير الذي قدمه الى مجلس الأمن"في ظل الظروف الراهنة، حيث يتواصل اطلاق النار على طول الخط الأزرق، وحيث دُمرت الجسور وغيرها من الهياكل الأساسية المهمة في جميع أنحاء منطقة عملياتها، وحيث تعرقل حرية حركتها بصفة مستمرة، لا يمكن للقوة أن تستأنف عملها بصورة مجدية. وسيلزم وقف الأعمال الحربية لكي يكون ذلك ممكناً". وأضاف:"في ظل عدم امكان عودة الوضع كما كان عليه، على ما يبدو، وبغية اعطاء مجلس الأمن الوقت اللازم لبحث جميع الخيارات الممكنة للترتيبات التي ستتخذ في جنوب لبنان في المستقبل، فانني أوصي بدلا من ذلك التمديد لمدة 6 أشهر بأن يمدد المجلس ولاية القوة لمدة شهر واحد".
وشرح انان ما كان يقصده عندما طرح فكرة قوة دولية موسعة ترعى"الاستقرار"وقال للصحافة الدولية"كنت أعني قوة للأمم المتحدة تبني على القوة الموجودة حالياً وتوسيعها وتعديلها". وتابع:"هناك آخرون يعتقدون انها يجب أن تكون بولاية من الأمم المتحدة من دون أن تكون عملية للأمم المتحدة. هذا الموضوع سيطرح على الطاولة بالتأكيد. فهناك توابع سياسية وغيرها يجب مناقشتها وهناك ايجابيات وسلبيات لقوة غير صادرة عن الأمم المتحدة اذ من الايجابيات تمكّن الحكومات أحياناً من نشر القوات بسرعة أكثر. إذا كانت السرعة هي العنصر الأهم، نعم هذا يمكنهم من نشر القوات أسرع. لكن طبعاً، بعض الحكومة ترتاح أكثر للمشاركة في قوة الأمم المتحدة ضمن القبعات الزرق. المهم، اننا سنحتاج الى قوات فاعلة على الأرض تتمكن من مساعدة الحكومة اللبنانية من خلال اعطائها الوقت والمكان لتدريب الجيش ومساعدتها في توسيع سلطتها في جميع أنحاء البلاد وفي التفنيذ الكامل للقرار 1559".
وتبنى الأمين العام موقفاً معارضاً"للتعاقبية"في الخطوات المؤدية الى حل لمحنة لبنان متمسكاً بنمط"التزامنية"وقال:"لقد شددت على أن من المهم ان نتفق على مجموعة اجراءات كرزمة والتقدم في تنفيذها بشكل مواز لأن لدي مشكلة مع مفهوم التتابع والتعاقب"في الخطوات. وشدد على ضرورة"الاتفاق على رزمة"في روما وعلى"التنفيذ المتوازي وفي وقت واحد للرزمة".
وتطرق أنان إلى مؤتمر روما، وقال:"سنبحث عن حل في روما وأمل أن نتوصل الى رزمة تسهل التعامل بين كل الأطراف وتسمح لنا بالقيام بشيء لحل الأزمة. طبعاً سنبحث وقف الاعتداءات ووقف اطلاق النار وعن القوات الدولية التي ستنشر في جنوب لبنان. وهناك افكار عدة مطروحة، فأنا لدي افكاري والاميركيون لديهم أفكار، كما أن المصريين اقترحوا بعض الأمور... المهم أن نترك روما باستراتيجية صلبة، وألا نترك فارغي الأيدي ونخيب آمال العالقين في الصراع". وأضاف:"أن الفكرة في دعم الحكومة اللبنانية يجب اعطاء الحكومة اللبنانية الدعم الذي تحتاجه لتمكنها من تعزيز قواتها المسلحة ونشر جنودها في الجنوب وكل أنحاء البلاد، وتسيطر بشكل كاكل عن أراضيها والتأكد من أن القرار الدولي 1559 ينفذ كلياً وذلك يتضمن نزع سلاح جميع الميليشيات".
وفي ما يخص نزع سلاح"حزب الله"، قال أنان:"لن تتمكن قوى للأمم المتحدة بنزع سلاح حزب الله بانفراد، فيجب أن يكون هناك اتفاق وتفاهم سياسي. يجب أن يكون هناك تفاهم بين اللبنانيين، ويجب أن نساعدهم في التوصل الى هذا التفاهم. يجب أن نشجع القادة النافذين في المنطقة أن يساعدوا أيضاً. وقد قلت يوم الجمعة الماضي انني أتوقع أن تكون سورية وإيران جزء من الحل. يجب أن نتواصل معهما وأنا على اتصال بكليهما". وأضاف:"كلمت إيران وسورية حول الوضع في المنطقة، وأننا سنحتاج تعاونهما وكلاهما أشار الى أنهما سيتعاونا. انني اعتقد أنه من المهم، بعد اجتماع روما، وانطلاقاً من الرزمة التي يُتفق عليها، اعتقد أنه يجب الحرص على التواصل مع البلدين".
وحسب المصادر الوثيقة الاطلاع، فان انان عندما تحدث عن استعداد للتعاون من طرف دمشق، لم يكن يتحدث عن ابداء استعداد لترسيم الحدود بين سورية ولبنان، فيما ينقل مزارع شبعا رسمياً من تصنيفها دولياً كأراض سورية الى اعتبارها اراضي لبنانية واقعة تحت الاحتلال الإسرائيلي. وقالت المصادر إن ما تحدث عنه انان يصب في خانة لمس الرغبة لدى سورية بأن تكون طرفاً في الحل.
وفي معرض رده على الاسئلة، تحدث أنان عن جهود سابقة لضم"حزب الله"في الجيش اللبناني وعن أفكار أخرى، وقال:"يجب أن نخلق البيئة المناسبة لمتابعة هذه المناقشات وانجاحها". واضاف أن"الاتفاق السياسي والتسوية السياسية ضرورية لأن الحل العسكري وحده لن يحل المشكلة".
أولمرت
في هذا الوقت، قال رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت خلال لقاء مع قادة سلاح الطيران"اريد صورا وافلاما مصورة عن الضربات التي نوجهها الى حزب الله لنعرضها على شاشات التلفزة ونقنع الاسرائيليين بان العملية العسكرية تتقدم".
وقالت القناة العاشرة في التلفزيون الاسرائيلي ان اولمرت طالب الجيش بتركيز جهوده على العمليات البرية وابعاد"حزب الله"عن الحدود ما بين كيلومترين وثلاثة كيلومترات، وقال"امامكم متسع من الوقت".
واضاف التلفزيون ان هناك قلق كبير لدى اولمرت من"التآكل"في صمود الجبهة الداخلية، وكذلك قلق اسرائيلي من اي تقارب بين واشنطن ودمشق قد تضطر اسرائيل الى دفع ثمنه.
من جهته، قال رئيس اركان الجيش الاسرائيلي الجنرال دان حالوتس امس ان دور الجيش الاسرائيلي في هجومه على لبنان توفير افضل الظروف للحكومة عندما يحين موعد البحث عن مخرج سياسي للازمة.
ونقل موقع صحيفة"يديعوت احرونوت"على الانترنت عن حالوتس قوله"لن ننجح في استئصال حزب الله حتى آخر صاروخ، او في ضرب الارهابيين حتى آخر رجل. دورنا ان نوفر لاسرائيل افضل الشروط التي تسمح باعتماد حل سياسي". واضاف"حققنا معظم الاهداف الاستراتيجية التي حددناها. بيد اننا سنستمر بالعمل حتى تأمرنا الحكومة بالتوقف".
ومع ان لندن اعتبرت امس أن ما يحصل في لبنان"كارثة"ستسيء اليه وتضعف ديموقراطيته"الضعيفة"أصلاً، الا ان رئيس الوزراء البريطاني توني بلير امتنع مجدداً عن المطالبة بوقف فوري للنار في لبنان، لأن وقفاً"احادياً لاطلاق نار لن يجدي نفعاً"، بحسب ناطق باسمه، لكنه اعرب عن أمله في الاعلان عن خطة"في الأيام المقبلة"لوضع حد للقتال.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.