هل يصبح للكلمة معنى في مواجهة فعل الحرب؟ عادة ما تبحث الكلمات عن المنطق، والحرب بطبيعتها ضد أي منطق. ربما لهذا السبب يسيطر عليّ الشعور بالعجز منذ بدء الحرب الهمجية ضد المدنيين العزل في لبنان. مدنيون يدفعون الثمن من دون أن يستشيرهم أحد في القرارات المصيرية التي تتوقف عليها حياتهم وحياة أطفالهم. مؤلم أن تعجز عن فعل أي شيء في مواجهة هجمة بربرية، وجثث متفحمة، وأطفال يتجرعون الموت يومياً، وبلد يتهدم على رؤوس سكانه من دون أن يتحرك أحد للنجدة. ما الذي يخيف إسرائيل الى هذا الحد من بلد صغير مسالم كلبنان كي تهاجمه بهذه الوحشية؟ الخوف وحده يصلح قريناً للوحشية الشديدة التي يُضرب بها لبنان، الخوف وحده يبرر رد الفعل البالغ العنف والذي فاق مستوى الحدث نفسه. يبدو لي أن خوف إسرائيل نابع من داخلها هي خصوصاً مع هذا الضعف الذي تغرق فيه الأنظمة العربية. ما يحدث الآن في لبنان هو إعلان صريح وواضح عن موت الدولة بمفهومها الحديث في عالمنا العربي، ما أقصده هنا هو دولة المؤسسات القائمة على أدوار ومسؤوليات محددة. كاتبة مصرية