شهد اليوم العاشر للعدوان الإسرائيلي على لبنان مزيداً من حملات التهجير والنزوح القسري من القرى والمدن اللبنانية الواقعة في مرمى النيران الإسرائيلية باتجاه مناطق أخرى تعتبر اكثر أمناً. وأعلنت الهيئة العليا للإغاثة في بيان أمس، أن عدد النازحين إلى الأماكن العامة بلغ بتاريخ أول من أمس 974 ألفاً و436 نازحاً، وفقاً لأرقام قوى الأمن الداخلي الواردة إلى غرفة العمليات المركزية التابعة للهيئة. وكانت الهيئة ناشدت في بيان موجه إلى إدارة محطات وسائل الإعلام المرئية والمسموعة"الاخوة العرب من مسؤولين ومواطنين الإسراع إلى تقديم التبرعات النقدية على أرقام الحساب الآتية: اسم الحساب: وزارة المالية - حساب التبرعات والهبات لمصلحة الخزينة رقم الحساب بالليرة اللبنانية 700362123/01 رقم الحساب بالدولار الأميركي 700362123/02". كما حددت الهيئة في بيان آخر المساعدات المطلوبة للإغاثة، من المواد العينية: مواد غذائية: حليب وحفاضات ومواد غذائية للأطفال ومعلبات لحم بقر ومارتديلا ومربيات ورز وسكر وحبوب مختلفة، وأدوات طهو: طناجر وأدوات مطبخية. إضافة الى الادوية: ادوية الاسهال ومضادات حيوية ومضادات الحرارة ومسكنات. وادوية للبالغين: الامراض المزمنة قلب - سكري - ضغط وغيرها والامراض الجلدية ومهدئات وامصال وكلور تعقيم المياه وكفوف جراحية معقمة ومصافي غسيل كلى وبرادات لحفظ الادوية ومعدات ايواء وآليات وخيم للايواء - وحرامات ومولدات كهرباء قوتها 5-10-20-30kva وجرافات وونش ومعدات اطفاء وآليات لاطفاء الحرائق وطفايات حرائق احجام مختلفة وسائل رغوي لاطفاء الحرائق وخراطيم مياه لصهاريخ الاطفاء. وأعلنت الهيئة ان رقم حساب الهيئة العليا للاغاثة للهبات المالية في مصرف لبنان : بيروت 760051114: وفي إطار المساعدات الإنسانية، قال وزير التشغيل والتضامن الوطني الجزائري جمال ولد عباس أن الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة أمر بإرسال مساعدات إنسانية عاجلة إلى لبنان تشمل 60 طناً من المواد الغذائية وطناً واحداً من الأدوية وخيماً وبطانيات وأجهزة توليد الكهرباء. وأوضح ولد عباس في تصريح مساء أول من أمس أن المساعدات تم شحنها إلى دمشق لإيصالها إلى بيروت لاحقاً. وميدانياً، أكدت الهيئة العليا للإغاثة أن العدو الإسرائيلي يرفض السماح للدفاع المدني بالوصول إلى القرى المنكوبة لإغاثة الضحايا، مناشدة"الجهات الدولية والمنظمات الإنسانية الطلب من إسرائيل احترام مبادئ اتفاقيات جنيف لحقوق الإنسان، كما أنها تستصرخ الضمائر الحية للإسراع في نجدة هؤلاء وغيرهم من المحاصرين في منازلهم وقراهم"، في حين أسفت بلدية الغبيري في بيان أمس،"عدم حضور هيئة الإغاثة وأجهزتها وكل المعنيين بقضايا الناس من جانب الحكومة"الى المنطقة، ودعتهم الى"التعاون لما فيه مصلحة المواطنين في هذه المرحلة". وانتقد رئيس بلدية بحمدون الضيعة وليد خير الله ضآلة المساعدات الغذائية والصحية التي تصل إلى النازحين في مدارس البلدة، مطالباً الهيئة العليا للإغاثة والجمعيات والمنظمات الأهلية تقديم مساعدة إلى اكثر من 1500 نازح وصلوا إلى البلدة من البقاع والجنوب وضاحية بيروت الجنوبية. ومع استمرار العدوان الإسرائيلي على المنطقة الساحلية، بدأت أمس، حركة النزوح من ساحل الشوف إلى المناطق الأكثر أمناً في الشوفين الأعلى والأوسط. وفي اقليم الخروب أخلي عدد كبير من المنازل، وزاد عدد النازحين عن 17 ألفاً، في وقت تعاني المنطقة من انقطاع التيار الكهربائي ما ترك انعاكاسات سلبية على المرافق والمؤسسات. كما باتت المستشفيات الرئيسية في المنطقة مهددة بالإقفال بسبب فقدان المازوت لتشغيل المحولات الكهربائية، إضافة الى انقطاع المياه عنها. كما اقفل عدد كبير من محطات البنزين خوفاً من تعرضها للقصف بينما عملت بعض المحطات على تأمين حاجات الناس بمعدل 20 ألف ليرة لبنانية لكل سيارة. وتهافت الناس على شراء المواد الغذائية خصوصاً الطحين ومشتقاته. وغص مستشفى تبنين الحكومي بمئات النازحين الهاربين من الاعتداءات الاسرائيلية. ووصل الى المستشفى، الذي لا توجد فيه اجهزة لاجراء العمليات الجراحية، ما بين 500 إلى 600 نازح. وبحث نائبا بشري ستريدا جعجع وايلي كيروز في اجتماع منسقي"القوات اللبنانية"في قضاء بشري، في كيفية مواكبة الوافدين الى القضاء من ابناء الجنوب وبيروت جراء الاعتداءات الاسرائيلية. وعرض المجتمعون عمل لجان التنسيق التي تشكلت لتنظيم الاحصاءات وحاجات الوافدين وتأمين امكنة اقامتهم في مباني المدارس الرسمية واستضافتهم في منازل المنطقة. وشدد النائبان على"واجب استضافة النازحين، بروح المحبة التي تعزز خيارات الوحدة الوطنية، وعلى ضرورة مراعاة مشاعرهم وتفهم ظروفهم ومعاناتهم". دعوة الموظفين الى الالتحاق وأصدر رئيس الحكومة فؤاد السنيورة أمس تعميماً يدعو الموظفين إلى الالتحاق بمراكز عملهم، وطالب التعميم"جميع الموظفين والمستخدمين والمتعاقدين والأجراء العاملين في الإدارات العامة والمؤسسات العامة والبلديات الالتحاق بإداراتهم، ومن يتعذر عليه الالتحاق بمركز عمله الأساسي عليه أن يلتحق بمراكز المحافظات والأقضية حيث مكان تواجده للمساعدة في الأعمال التي تقتضيها مواجهة ما يجري في هذه الظروف".