نقلت وكالة انباء"يونهاب"الكورية الجنوبية عن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ ايل ان بلاده لن تخوض مفاوضات مع الولاياتالمتحدة، وهي مستعدة لمواجهة اي هجوم بضربة قوية. وقالت الوكالة ان اذاعة كوريا الشمالية المركزية ذكرت في افتتاحية رصدت في سيول ان"كيم أعلن أن بلاده لن تقدم ولو تنازلاً صغيراً للأعداء من المعتدين الامبرياليين الاميركيين". ويأتي ذلك في وقت قدمت اليابان رسمياً مشروع قرار للأمم المتحدة برعاية الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا، لفرض عقوبات على بيونغيانغ بعدما تحدت الرأي العام العالمي وأجرت تجارب لسبعة صواريخ. وقالت الاذاعة ان"كيم أعلن موقفاً بطولياً لكوريا الشمالية وعد فيه بمقابلة رد العدو برد على العدو ومقابلة الحرب الشاملة بحرب شاملة. هذا ليس كلاماً فارغاً". وقالت"يونهاب"ان كيم لم يشر الى التجارب الصاروخية التي أجرتها كوريا الشمالية. وفي تقارير إعلامية رسمية سابقة توعدت كوريا الشمالية باستخدام القوة ضد أي دولة تحاول الضغط عليها لوقف تجاربها الصاروخية. وأعلن مساعد وزيرة الخارجية الاميركية للشؤون الآسيوية كريستوفر هيل في طوكيو امس، ان كل الدول المعنية بأزمة الصواريخ الكورية الشمالية، تبدي"حزماً"حيال بيونغيانغ، نافياً بذلك وجود اي انقسام في المجتمع الدولي في هذا الصدد. وصرح هيل للصحافيين في طوكيو:"اعتقد أن لكل الدول موقفاً حازماً وكل منها على طريقتها". وقال الديبلوماسي الاميركي الذي وصل الى طوكيو قادماً من سيول:"المهم هو ان الدول كافة تبدي حزماً وكل منها على طريقتها. لا ارى اي انقسامات بل على العكس ارى رسالة واضحة جداً"موجهة الى كوريا الشمالية. ووصل هيل الى العاصمة اليابانية، المحطة الثالثة في جولة ترمي الى ايجاد رد دولي مشترك على ازمة التجارب الصاروخية الكورية الشمالية. وفي الايام الاخيرة، برزت خلافات في وجهات النظر بين اليابان من جهة التي تريد ادانة دولية واضحة وصريحة لكوريا الشمالية مع فرض عقوبات اقتصادية على بيونغيانغ، وبين الصين وكوريا الجنوبية وروسيا من جهة اخرى التي ترفض فكرة العقوبات. واتهمت الرئاسة الكورية الجنوبية اليابان، بتأجيج التوتر في شبه الجزيرة الكورية. ولمحت اليابان الى ان من حقها مهاجمة كوريا الشمالية لحماية نفسها في حال كان هناك خطر نووي مباشر يهددها حتى وان كان الدستور الياباني يحظر عليها اللجوء الى القوة. والحكومة اليابانية التي تحظى بدعم الشعب الياباني بحسب استطلاعات الرأي، مصممة على ان يتبنى مجلس الامن الدولي بسرعة قراراً يفرض عقوبات مالية على نظام كوريا الشمالية. الا ان الصين وروسيا الدولتين الدائمتي العضوية في مجلس الامن واللتين تتمتعان بالتالي بحق الفيتو، تعارضان صدور قرار عن المجلس وتفضلان اعلاناً رئاسياً اقل الزاماً. ويتوقع ان يلتقي هيل اليوم الاثنين، وزير الخارجية الياباني تارو آسو ومدير دائرة آسيا في وزارة الخارجية اليابانية كينيشيرو ساسا. ويتولى ساسا رئاسة الوفد الياباني الى المحادثات المتعددة الاطراف الولاياتالمتحدة والكوريتان والصينواليابان وروسيا الرامية الى حمل بيونغيانغ على التخلي عن برنامجها النووي. وبعد طوكيو يتوجه هيل الى موسكو، الثلثاء على الارجح. وكان هيل بدأ جولته الجمعة في بكين حيث فشل في تجاوز التحفظات التي ابدتها الصين حيال تبني مشروع قرار يهدد بفرض عقوبات على كوريا الشمالية بعد التجارب الصاروخية التي اجرتها مطلع الاسبوع الماضي. وأعرب الديبلوماسي الأميركي عن ارتياحه لنتائج زيارته الى الصين بقوله"لقد اجريت لقاءات جيدة في بكين وأعربت للجانب الصيني عن قلقنا خصوصاً ان كوريا الشمالية باطلاقها الصواريخ ضربت مصالح جميع الأطراف المعنيين عرض الحائط بما في ذلك مصالح الصين".