لقي أكثر من 130 شخصاً مصرعهم في كارثة تحطم طائرة من طراز" الثاني ايرباص"بعد لحظات من هبوطها في مطار مدينة إيركوتسك شرق سيبيريا. وبدأت موسكو تحقيقاً موسعاً لمعرفة أسباب الحادث وهو لطائرة من هذا الطراز خلال الشهرين الأخيرين. وذكر شهود أُنقذوا على الطائرة المنكوبة التي كانت متوجهة من مطار"دوموديدوفا"جنوبموسكو إلى إيركوتسك أنها تمكنت من الهبوط في شكل طبيعي وسارت على المدرج بضع لحظات ثم تزايدت سرعتها تدريجاً، خارجة عن مسارها وحطمت عازلاًَ إسمنتياً ضخماً ثم اصطدمت بقوة بأحد المباني قرب المطار وهو موقف سيارات، ما أدى إلى وقوع انفجارين فيها واندلاع نيران كثيفة. وقالت مسافرة نجت من الحادث إنها شاهدت جثثاً محترقة قبل أن تتمكن من مغادرة الطائرة من مخرج الطوارئ قرب ذيلها. وقال ناطق باسم وزارة الطوارئ إن وحدات الإنقاذ انتشلت 50 من الركاب من داخل الطائرة فيما تمكن 11 راكباً فقط من مغادرتها في اللحظات الأولى بعد اندلاع الحريق بمساعدة اثنتين من المضيفات. وبحسب الجهات المختصة فإن غالبية الركاب الناجين كانت مقاعدهم قرب ذيل الطائرة في حين مات 127 من الركاب في مقاعدهم احتراقاً أو بسبب الدخان الكثيف بسبب عدم تمكن غالبيتهم من فك أحزمة الأمان بعد اندلاع الحريق الضخم. وقالت المصادر الطبية إن أربعة آخرين ماتوا بعد وصولهم إلى المستشفى في حين بقي 56 مصاباً بينهم 29 في حال"صعبة"ما يرجح ارتفاع عدد ضحايا الكارثة. وكانت الطائرة التي أقلت 193 راكباً إضافة إلى ثمانية من أفراد الطاقم، هبطت بشكل اعتيادي في وقت مبكر من صباح أمس. وقالت سلطات المطار إن قائدها أبلغ المركز بهبوطه على المدرج المحدد ثم انقطع الاتصال مع الطائرة بعد ذلك مباشرة، وشكلت موسكو لجنة تحقيق في الحادث ذكر أحد أعضائها أنها لا تستبعد كل الفرضيات بما في ذلك احتمال وقوع عمل إرهابي، لكنه أضاف أن الفرضية الأساسية هي وقوع عطل مفاجئ في أنظمة الكوابح أدى إلى عدم تمكن الطاقم من إيقاف الطائرة . وأعلنت الجهات المختصة تجميد رحلات الطائرات من طراز"ايرباص"في روسيا موقتاً إلى حين التحقق من أسباب الحادث، خصوصاً أن هذه ثاني كارثة تتعرض لها طائرة من هذا الطراز خلال الشهرين الأخيرين، إذ كانت طائرة تابعة للخطوط الأرمينية تحطمت قرب منتجع سوتشي الروسي ووقعت في البحر الأسود، ما أسفر عن مقتل جميع ركابها ال113 ولم تكشف التحقيقات الجارية حتى الآن أسباب الحادث. اللافت أن السلطات المختصة كشفت عن وجود عدد من الركاب كانوا على متن الطائرة المنكوبة أمس من دون أن تسجل اسماؤهم في لوائح الركاب. ومن بين هؤلاء مدير هيئة وزارة الأمن الفيديرالي في الإقليم السيبيري، ورئيس تحرير النسخة المحلية لصحيفة"كوسومولسكايا برافدا"الأوسع انتشاراً بين الصحف الروسية، لكن الجهات المختصة، قالت إنها لا تجد أساساً لربط ذلك بالحادث.