في اليوم الثاني من ايام الحوار الوطني الفلسطيني الذي يعقد بالتزامن في غزةورام الله عبر تقنية"الفيديو كونفرينس"، اكد رئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية امس انه سيدرس الابعاد القانونية والسياسية للاستفتاء الشعبي الذي لوح الرئيس محمود عباس باللجوء اليه في حال عدم اقرار"مبادرة الاسرى"التي تعتمد قرارات الشرعية الدولية اساسا للتفاوض مع اسرائيل. وفي الوقت نفسه، قال مسؤول"حماس"المقيم في دمشق محمد نزال ان الحركة"لن تبتز"لقبول اقتراح عباس اقامة دولة فلسطينية والذي يشمل ضمنا اعترافا باسرائيل. رغم ذلك، نقل مشاركون في الجلسة المغلقة للحوار الوطني امس عن مسؤول في"حماس"قوله ان الحركة توافق على 90 في المئة مما ورد في"مبادرة الاسرى". وقال هنية في كلمة امام مئات الاشخاص في مسجد"العمري"في بلدة جباليا شمال قطاع غزة بعد صلاة الجمعة:"الاستفتاء سندرسه قانونيا ودستوريا". واضاف:"نريد ان نفهم الزاوية القانونية والابعاد السياسية للاستفتاء". واكد ان الحكومة الفلسطينية"ليست طرفا مباشرا في الحوار الجاري بين القوى والفصائل، نحن رعينا الحوار الى جانب المجلس التشريعي والرئيس". وتابع ان"الموضوع المتعلق بالوثائق ليس بديلا عن البرنامج السياسي للحكومة الذي نالت الثقة على اساسه، لكنني احرص على انجاح الحوار". في غضون ذلك، قال مشاركون في الجلسة المغلقة للحوار التي عقدت في رام الله ان القيادي في"حماس"عدنان عصفور قال ان"الحركة توافق على 90 في المئة مما جاء في المبادرة، لكنها تبدي تحفظاً ازاء المادة المتعلقة باعتماد قرارات الشرعية الدولية لانهاء الصراع الفلسطيني - الاسرائيلي، واعتبار منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني". وفي رده على ما اعلنه عصفور في الجلسة المغلقة، قال عضو اللجنة المركزية لحركة"فتح"عباس زكي لوكالة"فرانس برس"ان"الخلاف الرئيسي الآن في جلسات الحوار هو قضيتا التزام قرارات الشرعية الدولية واعتراف حماس بان منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني". وفي دمشق، قال القيادي في"حماس"محمد نزال ان الحركة"لن تبتز"لقبول اقتراح عباس اقامة دولة فلسطينية والذي يشمل ضمنا اعترافا باسرائيل. ولم يرفض الاقتراح صراحة، لكنه انتقد عباس لتهديده بطرحه في استفتاء شعبي اذا لم توافق عليه الفصائل الفلسطينية خلال عشرة ايام، وقال نزال انه يرى في الاستفتاء وسيلة للضغط على"حماس". وقال انه بالرغم من ان هذه الوثيقة أعدها سجناء بارزون يحظون بالاحترام فلا يمكن استخدامها كوسيلة لابتزاز الحركة. واضاف ان المبادرة تحتوي على نقاط ايجابية واخرى تراها"حماس"سلبية، ومن الطبيعي مناقشة هذه النقاط في حوار يخرج بموقف مشترك. وقال ان تصريحاته تعكس موقف كل عناصر"حماس"، بمن في ذلك الزعماء داخل الاراضي الفلسطينية والقيادة في المنفى والجناح العسكري. وتساءل عن حق عباس الدستوري في الدعوة لاجراء استفتاء، وقال ان خطة الرئيس اثارت موضوع ما اذا كان بامكان الفلسطينيين خارج الاراضي الفلسطينية التصويت. واضاف انه على الرغم من انه لا يمكن لاحد ان يعارض اجراء استفتاء لانه سيكشف ارادة الشعب، فان عباس لم يقترح هذا الاستفتاء كطوق نجاة ل"حماس"، لكن من اجل فرض برنامجه السياسي. وانتهت ظهر امس الجلسة الثالثة من جلسات الحوار التي بدأت الخميس بمشاركة ممثلي الفصائل الفلسطينية ومؤسسات المجتمع المدني بهدف التوصل الى اتفاق للخروج من الازمة الراهنة. وكان الرئيس الفلسطيني لوح الخميس بأنه في حال فشل الحوار خلال عشرة ايام سيطرح للاستفتاء الشعبي مبادرة قدمها الاسرى للخروج من الازمة السياسية وتعتمد قرارات الشرعية الدولية اساسا للتفاوض مع اسرائيل. وتدعو"وثيقة الحوار الوطني"الى"وضع خطة فلسطينية للتحرك السياسي الشامل وتوحيد الخطاب السياسي الفلسطيني على اساس برنامج الاجماع الوطني الفلسطيني والشرعية العربية وقرارات الشرعية الدولية". وكان مفترضا ان تنتهي الجلسات العامة للحوار مساء امس، على ان تتواصل اجتماعات اللجان خلال الايام المقبلة.